دَعْ الدُّنْيَا لِطَالِبِهَا*** لِتَسْلَمَ مِنْ مَعَاطِبهَا
وَ لَا يَغْرُرْك عَاجِلُهَا ***وَ فَكِّرْ فِي عَوَاقِبِهَا
فَإِنَّ سِهَامَ آفَتِهَا ***مَشُوبٌ فِي أَطَايِبِهَا
وَإِنَّ بَرِيقَ دِرْهَمِهَا ***لَأَفْتَكُ مِنْ عَقَارِبِهَا
وَكُنْ مُتَدَرِّعَ التَّقْوَى*** تُحَصَّنْ مِنْ قَوَاضِبهَا
فَإِنَّ سِهَامَ فِتْنَتِهَا*** لَتَرْشُقُ مِنْ جَوَانِبِهَا
تُببيحُكَ فِي مَحَاسِنِهَا*** لِتَذْهَلَ عَنْ مَعَايِبِهَا
فَتُبْدِي لِينَهَا خَدْعَا*** لِتَنْشَبَ فِي مَخَالِبِهَا
فَكُنْ مِنْ أُسْدِهَا لَيْثًا*** وَلَا تَكُ مِنْ ثَعَالِبهَا
فَإِنَّك إنْ سَلِمْت بِهَا*** فَإِنَّك مِنْ عَجَائِبِهَا
وَ جَانِبْهَا فَإِنَّ الْبرَّ ***يَدْنُو مِنْ مُجَانِبِهَا
وَكُنْ مِنْهَا عَلَى حَذَرٍ*** فَإِنَّك مِنْ مَطَالِبهَا
فَكَمْ مِنْ صَاحِبٍ صَحِبَتْ** وَلَمْ تَنْصَحْ لِصَاحِبِهَا
وَصَادَقَهَا لِيَنْهَبَهَا*** فَأَصْبَحَ مِنْ مَنَاهِبهَا
فَلَا تَطْمَعْ مِنْ الدُّنْيَا بصَافٍ من شَوَائِبِهَا
فَإِنَّ مَجَامِعَ الْأَكْدَارِ*** صُبَّتْ فِي مَشَارِبهَا
وَكُنْ رَجُلًا مُنِيبَ الْ***قَلْبِ تَسْلَمْ مِنْ نَوَائِبِهَا
وَسَلْ رَبَّ الْعِبَادِ الْعَوْ***نَ مِنْهُ عَلَى مَصَائِبِهَا

الآداب الشرعية/ ابن مفلح