أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: على قبرها وردة

  1. #1
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي على قبرها وردة

    حدثث قصّة مشابهة لها في فرنسا قبل سنوات عديدة , وحظيت باهتمام شعبي واعلامي واسع

    سرى طويلا بسيّارته , في هذا الطّريق الطّويل الموحش , كان ينقل بضائعا بين المدن , يعمل بكثرة ويستعدّ لعرسه , ينطلق باكرا ولا يعود الاّ بعد منتصف اللّيل .

    اقترب من بلدته لكنّ الطّريق لا يزال خاليا , ولا شيء غير الظّلام الدّامس , وفجأة طلعت فتاة في العشرين ترتدي فستانا أبيضا , واقفة بجانب الطّريق , أوقف السّيّارة وأشار اليها كي تصعد ليوصلها .

    جلست بجانبه في الأمام , - أوصلك إلى المدينة ؟ , - نعم , لم يُرِد أن يشغل باله بقصّتها وكيف وقفت في هذا المكان البعيد وحيدة , وليلاً , لكنّه كان يشعر بالوحدة ووجد أنيسًا .

    - تُريد أن تتزوّج ؟ نسيتَ وردة ؟ , - وردة ماتت في حادث سيّارة , ومضت سنوات , وبدأت أتعافى من ألم فراقها , - تنهّدت بعمق وقالت : هل تذكر ذلك الكرسيّ الجانبيّ في ساحة الحديقة , وعامل النّظافة الّذي كان يترك الدّنيا ويأتي ليتسامر معكما , أنت ووردة , وقصصه الطّريفة ؟ ضحك , وضحكت , وضحكا بصوت مرتفع , ودوّت قهقهتهما المكان , ثم صمتا لبرهة . - في آخر موعد لك معها لم يكن موجودا عامل النّظافة , وأخبركما صاحبه بأنّه مات وحيدا في غرفته , قالت لك وردة بأنّها ستسافر غدا مع جدّتها إلى العاصمة , وقلت لها حينها بأنّك لن تصبر على فراقها وبأنّك لن تنساها أبدا , وكان السّفر الّذي وقع فيه الحادث , الجدّة عاشت ووردة ماتت , بكى , وبكت , ودوىّ صوت نحيبهما المكان , ثم غرقا في بحر الصّمت من جديد .

    رأت وردة حمراء موضوعة أمامها أسفل الزّجاج الأمامي للسيّارة , قالت له : اعطني هذه الوردة الحمراء , سلّمها إيّاها , أمسكتها بكلتا يديها , وبقيت منتصبة تنظر إلى الأمام , دخل أطراف المدينة , وحين مرّ بقرب جدار مقبرة البلدة الكبيرة قالت له : أوقف السيّارة لأنزل هنا , أوقف السّيّارة , نزلت , ثم اختفت في الظلام . كان التّعب قد أنهكه , فما إن وصل إلى بيته حتّى ارتمى على سريره وغاص في نوم عميق .

    حين أفاق في الصّباح , تذكّر وردة , وحنّ اليها , وكان أوّل شيء قرّر فعله في يومه هذا , هو الذّهاب لزيارة قبرها في أطراف المدينة , وكان لم يزره من يوم دفنها , لأنّه لم يكن يقدر على ذلك .

    دخل المقبرة الخالية وحيدا , لم يعتد أي أحد أن يدخلها صباحا , مشى بين القبور حتّى وصل إلى قبرها , جلس كي يقرأ على روحها الفاتحة , فشاهد وردة حمراء قد وُضِعت على قبرها .

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,137
    المواضيع : 318
    الردود : 21137
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    هل أفهم منك إن هذا الحوار دار بين الشاب والفتاة التي أقلها بسيارته
    تحكي له عن حوادث حدثت له مع خطيبته السابقة وتذكره بكلامه ووعوده
    وذكريات لا يعرفها إلا هو وخطيبته وردة ـ ومع ذلك لا يستغرب أو يرتعب
    أو حتى يسألها من أين أتت بهذه المعلومات !!!
    لا أستطيع أن أستسيغ هذا ..
    الفكرة قوية وجميلة ـ ولكن القصة تحتاج إلى صياغة بشكل آخر
    هذا مجرد رأي قارئة متذوقة
    ولك تحياتي وتقديري. نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    الأديبة نادية محمد الجابي : قارئة متذوّقة شرف كبير لي أرجو أن أكون من أهله , أشكرك وأعتذر عن كل تقصير , ميزتي فقط ربّما أنّني أجتهد وأبحث عن الجديد والتّطوّر باستمرار وأأمل في حسن توجيهكم ورعايتكم , القصّة في اطارها العام وقعت حقيقة قبل سنين عديدة في فرنسا كما أشرت , أذكر أنّي سمعت عنها وأنا صغير , وقد صنعوا منها فيلما سينمائيا , بعض الجزئيات والتّفاصيل أضفتها , ومنها حديثها عن ذكرياتها , أردت أن أبرز مدى الوفاء الّذي كانت تتمتّع به الفتاة وردة , وأنّ روحها تجسّدت ورجعت لخطيبها الّذي كان سيتزوّجها حين اقترب موعد زواجه بفتاة أخرى , رجعت ومعها كل ذكرياتها , لم أنتبه فعلا للنّقطة الّتي أشرتي اليها , لكن وجودها أصلا فيه غرابة كبيرة , فتاة في الطّريق وفي منتصف الليل , وقلت بأنه لم يهتم وكان يشعر بالوحدة ويبحث عن أنيس , هو يسوق متعبا , وهي استرسلت في الحديث , وكانت ذكريات قوية أضحكته وأبكته , كأنه في غيبوبة أو حالة تشبه المريض الّذي يدخل في جلسة استرخاء مع طبيبه النّفسي ويبدأ في استرجاع ذكرياته , سيكون افضل لو جعلت البطل هو الّذي يحكي وجعلت الفتاة تسأل فقط مثلا , يصعب علي إعادة صياغة شيء كتبته , أتركها هكذا وأحاول تفادي مثل هذه الأخطاء في القصص القادمة ان شاء الله , وشكرا جزيلا

  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,786
    المواضيع : 392
    الردود : 23786
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد هلالى مشاهدة المشاركة

    - تُريد أن تتزوّج ؟ نسيتَ وردة ؟ , - وردة ماتت في حادث سيّارة , ومضت سنوات , وبدأت أتعافى من ألم فراقها , - تنهّدت بعمق وقالت : هل تذكر ذلك الكرسيّ الجانبيّ في ساحة الحديقة , وعامل النّظافة الّذي كان يترك الدّنيا ويأتي ليتسامر معكما , أنت ووردة , وقصصه الطّريفة ؟ ضحك , وضحكت , وضحكا بصوت مرتفع , ودوّت قهقهتهما المكان , ثم صمتا لبرهة . - في آخر موعد لك معها لم يكن موجودا عامل النّظافة , وأخبركما صاحبه بأنّه مات وحيدا في غرفته , قالت لك وردة بأنّها ستسافر غدا مع جدّتها إلى العاصمة , وقلت لها حينها بأنّك لن تصبر على فراقها وبأنّك لن تنساها أبدا , وكان السّفر الّذي وقع فيه الحادث , الجدّة عاشت ووردة ماتت , بكى , وبكت , ودوىّ صوت نحيبهما المكان , ثم غرقا في بحر الصّمت من جديد ..
    الاقتباس أعلاه نبأنا أن من رافقته الطريق هي روح تجسدت لتذكره بمن رحلت وعهد بالوفاء لم يلتزم به
    ولكنها الحياة باقية ....
    نص شائق بأسلوب محبب وسرد ماتع فشكرا لك هذا الجمال
    ومرحبا بك في واحتك
    تحية وتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    الأديبة آمال المصري : شكرا جزيلا , مساهمتك السخيّة هي الجمال بعينه , أسعدني هذا التّعليق بارك الله فيك وجزاك الله كل خير , شكرا جزيلا

المواضيع المتشابهه

  1. (مارس حياتى) كارت معايدةإلى أمى فى قبرها فى عيد الأم 21مارس
    بواسطة عبدالوهاب موسى في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 19-01-2022, 05:43 PM
  2. على خد وردة
    بواسطة محمد مشعل الكَريشي في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 17-08-2013, 08:55 AM
  3. "عروس تزف إلى قبرها !! " للكاتب مصطفى الرافعي
    بواسطة أبو أحمد الخالدي في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-04-2011, 03:13 AM
  4. رسالة من وردة إلى وردة.
    بواسطة د. نجلاء طمان في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 25-04-2010, 06:53 AM
  5. كم كنت أرجو أن أقبل قبرها
    بواسطة أبو جاسم في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 27-06-2004, 03:34 PM