مُنْذُ ابْتَدَأْتُ الكِتابَة ْ
.
وَمُنْذُ ابْتدَأتُ الكِتابَةَ أيْقَنْتُ أنَّ
كلامَ المَساءِ سيمْحوهُ إصبَعُ صُبْحٍ جديدْ
إذا ما اتفقْنا
إذا ما اكتملْنا
إذا ما اقتَسَمْنا سطورَ الوُعودْ
ومنْذُ ابْتَدأْتُ الكتابةْ
تيَقّنْتُ أنّ جميعَ الفراغاتِ في دفْتَرِ القلبِ دوْماً
كلامٌ كبيرْ
وفي الصّمْتِ ألْفٌ مِن َ القَوْلِ يخْشى الظّهور
تيَقّنْتُ أنّ سلامَ المُحبّينَ ليسَ سلاما
فَمَنْ قالَ أنّ لقاءَ يديْنا يُسمّى سلامْ؟!
فذاك اللقاءُ اشتِعالٌ حريقٌ
عِتابٌ تخبّأَ يوماً بِعُمْقِ المسامْ
وفيهِ اغتِرابٌ غيابٌ عذابٌ
وفيهِ يُصَبُّ وقودُ الكلامْ
ومنذُ ابْتَدأتُ الكتابَةَ أيْقَنْتُ أنّ الوُجوهَ التي
نرتديها على مسْرَحِ العُمْرِ ليسَتْ تنَكُّرْ
فذاكَ الْهروبُ المُريبُ منَ البعْثَراتِ التي
قدْ تُصيبُ الملامِحَ يُصْبِحُ في دَمِنا حينَ نكْبُرْ
فنبْرَأُ مِنْ جرْحِنا في الخَفاءْ
لنهرُبَ مثلَ الصّغارِ لحُضنِ المَساء
ونصْعَدُ في صورةِ البدْرِ فوْقَ السّماءْ
ومازِلْتُ أؤمِنُ مُنْذُ ابتدَأتُ الكتابةَ أنّي
خِلافَ جميعِ النّساء
فقلبيَ ماعادَ بينَ الضّلوعِ
وصارَ مُقيماً بتلكَ الأصابِعِ ينبُضُ شعراً
ومازِلْتُ مُنْذُ ابتدَأتُ الكتابةْ
أصوغُ على شفتيهِ سؤالي
ومابينَ حرفٍ وحرْفٍ أذوبُ
لألْقى جوْابَهْ
ومازِلْتُ في كلّ لحظةِ بوْحٍ
أُسرّحُ كلّ الأصابعِ بيني وبينَهْ
فيفْقِدُ ذاك الجميلُ صوابهْ
.
صفاء حجازي
14-2-2017م