مدخل /
الأحلام فراشات هائمة تطير وتحلق عاليا نحور نور الشمس .. تطير نحو الأمل ولما تصل ’ تحترق
حلم آخر من أحلامي التي دفنتها يخر صريعا أمام ناظري .. عيوني لم تعد تذرف دمعا وجفت المآقي ولم يعد بالأحداق شيء أهرهقه .. لم يبقى الا أشلاء النفس المكسورة والروح المعذبة . ها أنا اليوم أعود من جديد الى نقطة البداية وليتها كانت نقطة نهايتي .. ها انااليوم ارتب اوراقي المبعثرة الهاربة ’ لا أعرف فيها أين أولها من آخرها ولا حتى وسطها ’ كل شيء باهت حد الموت ’ أحاول ان أمضي قدما الى الأمام فأجدني رجعت خلفا ’ لا يكاد الأمل يبتسم لتطل ا منه بؤرة ضوء صغيرة تنير قلبي المعتم بالسواد حتى أجد الواقع يصفعني حتى تظلم دنياي ويتوشح السواد نفسي , مثل الفراشات أناالمملوءة بالثقة أطير وأعلو أحلق وأسمو ليحرقني مصباح من نار كنت أعتقده حلم .. وتخر الأحلام صريعة تتناثر من حولي مثل قصصات شعر جميل ممزقة تعبث بها نسائم الزمن المر ’ مثل أوراق الخريف الذابلة الصفراء الضعيفة تتقاذفها نسائمه تعبث بها ترفعها سماءا وتضربها أرضا تدور بها الدنيا وتمسح بها الأرض ’ ورقة أنا مهملة ’ فراشة طارت وسقطت تتعرج من علياء السماء الى أديم الأرض تتعرج في سقوطها لتقع أرضا وتسحقها النعال والأقدام , أحلامي الجميلة أخذتها قسوة القلوب المعتمة ورمتها في أدراج النسيان والنكران ’ أحلامي المشنوقة المعلقة من الأهداب مثل أطفالي الذين لا وجود لهم مثل اولادي الذي رسمتهم في الخيال معلقين من الأهداب ’ الأشياء الجميلة يحييهاالخيال ويقتلها الواقع ’ جردتموني من أحلامي ’أخذتم مني كياني ’ سحقتم قلبي , شتتم روحي , وكسرتم نفسي .
أحلامي الميتة مثل أزاهير الربيع أحملها على كاهلي أنثرها مثل زرع انتظر غلته وردا وأقحوان في ربيع لن يأتي ’ أحلامي بسيطة مثل أحلام الطيور المهاجرة تبحث عن دفء الشمس ’ وأبحث عن دفء قلب غدر ’ لما يازمني تقطع عني قطرة حلم ’ ؟ لما جعلتني أشرف على مقبرة كبيرة كل يوم ادفن فيها حلم ’ كل يوم أشرف فيها على جنازة حلم ’ هذا حلم يرقد تحت شجرة الصفصاف ’ وذاك دفنته أمس ينام بين أزهار الأقحوان ’ وهذا حلم مطعون يحتضر سأدفنه اليوم في أرض جرداء بلا ماء ولا ورد أدفنه وحيدا بعيدا ’ أحلامي في مقبرة مثل أطفال صغار قبورهم جميلة جمال ما عشت فيهم .
مرٌة هي الحياة عندما تكون فيها مشرفا على مقابر أحلامك تنظم جنائز ايامك الجميلة , هذه الحياة التي تخطف مني عمري وتنثر أيامه ولحظاته على الفراغ الباهت مثل الموت .. تشتتني .. تمزقني .. ترفعني الى علياء السماء وتقذفني الى أديم الأرض .
قبل أمس كان لي حلم مثل عصفور جميل وهاهي الأحلام فراشات تطير تطير الى الشمس كي تحترق طارات الى علياء السماء تبحث عن ربيعها الآفل لتحترق فراشات الأحلام وأبقى وحيدا ’ بين القبور التي أستودعت فيها الأحلام ها أنا ارفع وجهي الى السماء اسال الله لجسدي المنهك ولقلبي المكسور ولنفسي المحطمة قبرا بين أحلامي التي دفنتها .