أحدث المشاركات
صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345
النتائج 41 إلى 46 من 46

الموضوع: كَـفَــــــاكَ

  1. #41
    الصورة الرمزية ناظم الصرخي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2015
    المشاركات : 330
    المواضيع : 8
    الردود : 330
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    لبسنـا سـواداً على ضَيْـمنـا
    كأن الســـوادَ لنــا مُدَّخَــــــرْ

    سأطرح هذا البيت أمام الأخوة والأخوات وبدون توضيح مني أو منك ....وسنرى هل هو واضح وضوح الشمس أم غامض ؟؟
    لك ألف شكر أحتي الغالية أ.ثناء

  2. #42
    ناقدة وشاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    الدولة : في المغترب
    المشاركات : 1,257
    المواضيع : 62
    الردود : 1257
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركة

    الله الله ما أجملك أستاذتي الغالية
    والله أنا سعيد جداً بطرحك وملاحظاتك ،دعيني أقول لك بأن الطريق الى القصيدة وعر وأن النقد الحديث لا يكتفي بشرح الأبيات بل تعداها وأصبحت من الجزيئيات التي تشكل كتلة تعبّر عن مضمون وجوهر يعطيك جمالية النص....
    السلام عليكم
    علي أن أشيد أولا بما تتحلون به من دماثة ولباقة في الخطاب أستاذنا الشاعر الكريم ناظم الصرخي .
    ثانيا : أتفق معكم تماما على أن نقد القصيدة ،بوصفها موضوعا جماليا، لا يمكن أن يكتفي بشرح الأبيات أو الأسطر الشعرية . لكن مع ذلك أحب أن ألفت عنايتكم إلى أن تأويل المعاني في النص الشعري من قبل المتلقي أو الناقد هو السبيل الوحيد لاستقبال الموضوع الجمالي لذي أصبح غرضا أساسيا لدى كل من الشاعر والمتلقي على حد سواء .
    ولو قلنا إن للشاعر رسالة جمالية يبلغها للمتلقي من خلال نصه فإن هذه الرسالة لن تعدو كونها محموعة من المعاني المتخيلة جماليا بمحاولة المتلقي استقبال الصور الفنية الشعرية التي تشكل هذه المعاني تشكيلا فنيا لا يختلف عن الرسم أو النحت إلا من حيث استبدال الكلمات بالألوان أو بالحجر(مثلا ) .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركة

    غاليتي أعذريني إن كان هنالك خطأ كيبوردي .
    نعم وأقول لك يا أختي العزيزة أستاذتنا القديرة ثناء
    لا تتوقعي من شاعر أن يفسر لك قصيدته
    أنا مثلا أرتحت لتحليلك
    وارتحت أكثر لتحليل الأخت جهاد بدران
    وارتحت أكثر للنقد البناء الجميل من قبل الأخوة والأخوات في باقي المنتديات
    لكن بصراحة أن تقولي لي فُتنك ....كيف تكون وما هو تكييفها ....حقاً زعلت عليك أستاذتي...هي زلة كيبوردية يا سيدتي والعتب على النظر كما قلت
    صدقني أستاذي الكريم : ما زلت حائرة في ذلك الفعل . وقد ظننت أولا أنه الفعل الماضي " فتن " بفتح جميع أحرفه. باعتبار الضمة على الفاء زلة كيبوردية ،ولكن وجود السكون على النون - وهو مقصود ﻹقامة الوزن - وغير جائز نحويا ،جعلني أتصور فعلا آخر لم أتبين أصله. فسألتكم على سبيل الاستفهام لأن السكون مع الضمة أشكلا علي الأمر . ولم أسألكم لأي غرض يجعلكم " تزعلون " علي.

    أما ترعويْ؟ أمْ تراه السراب
    فُتـنْــكَ بدربٍ يغـرَ البَـصَــــرْ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركة
    ...لنعد الى التفسير ولو إني لا أؤمن بتفسير القصيد إذ أن المتلقي يفسره حسب ما يصل له ....لكن؟؟

    فمالك عفْـت سنين البيــاض
    وجئتَ بوجـهٍ بـدا كالصَخَـــرْ
    لو راجعنا ما يعنيه البياض وعلاقته بالعجز لانزاحت الغشاوة ..
    في معجم المعاني الجامع
    بَياض: (اسم)
    مَنْ لَوْنُهُ بَيَاضٌ
    لَبِسَ البَيَاضَ يَوْمَ العِيدِ : كُلَّ مَلاَبِسِهِ كَانَتْ بِيضاً
    حَافَظَ عَلَى بَيَاضِ وَجْهِهِ : نَقَائِهِ وَشَرَفِهِ وَكَرَامَتِهِ
    بَيَاضُ النَّهَارِ : ضَوْؤُهُ
    بَيَاضُ الَقَلْبِ : مَا يُحِيطُ بِهِ
    باختصار كان ذلك سيدتي

    فكان قصدي أن أقول له لماذا تركت أيام الشرف والكبرياء والمودة والإخاء وجئت بوجه بدا كالصخر ، جلمود لايفقه شيئاً الطراوة في أيام البياض والقسوة في الصخر .....يا صديقتي واضحة والله ،إذا لم تكن واضحة فأين موقع الإنزياحات والتشبيه والتورية ووووو في الشعر...وفي النقد
    يقول الكثير من النقاد أن بعض الكلمات لا قبمة لها في ذاتها إلا من خلال السياق الذي تدرج فيه
    صدقيني لو قلت ( طري القلوب ) لقلت إذاً أين الشعر ؟؟ هذا البيت تقريري ومتراود
    أختي الفاضلة تمعني جيداً في هذا المقطع
    لا تقلب متاعي الحزين أمام الأجانب
    فالثياب القديمة مثل البكاء
    واخذت الهوية منه
    ووجه الهوية مما مسحت الإساءات
    لم يبق فيها انتماء

    لو أنا كنت كاتب هذا المقطع لقلت لي ما علاقة الثياب القديمة بالبكاء ..صح؟؟؟
    لم أطالب شاعر ا في البدء بتفسير قصيدته ذلك التفسير الشامل الكامل . إنما هي إشارات استفهام محددة ، احتجت لتبيانها فقط . وليس على الشاعر أن يشرح قصيدته. لكن إضاءة نقطة إشكالية غامضة معينة ، أو أكثر ، من قبل الشاعر يخدم النص بتوجيه ذهن المتلقي كما يريد له الشاعر .ولا أراه يضير الشاعر أو يضير القصيدة . وربما كان يفيد الشاعر باستقراء كيفية انطباع نصه في ذهن المتلقي.وهو ما يعينه على تطوير أدواته وصقلها ،وليس من مبدع مهما بلغ من النضج الفني والإبداعي ، إلا ويهتم بصقل أدواته الفنية صقلا مستمرا حتى الرمق الأخير من عمر تجربته الفنية . ولولا النقد لما ادرك الفنان المبدع نفسه مدى تمكنه ومستوى تأثيره في المتلقي. فالشاعر أحوج للنقد الموضوعي من الناقد نفسه .
    هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، فإني تأملت في ردكم على الجزئية التي توضحون فيها علاقة " سنين البياض " ب " الوجه الصخري " وهو يصب في إطار الشرح الذي تفضلت به الأستاذة جهاد بدران . ويضيف تلميحا مهما جدا عن وظيفة الخيال في تشكيل الصورة الشعرية ، بحيث أن الوجه الصخري عندكم يمثل القسوة بمقابل الطراوة التي تمثلها سنين البياض . فيما لو أعملنا الخيال في الربط بين جزئي الصورة.
    وردي عليه أن الخيال يشفع في تشكيل مثل هذه الصورة عندما لا يكون طابع القصيدة طابعا فنيا تقليديا . بمعنى أن المذهب الفني الذي تنتمي إليه القصيدة(المذهب التقليدي ) طبعها بطابع يفرض على القارئ الناقد محاكمتها وفق المعايير التي استخدمتها القصيدة فنيا من حيث الشكل والأسلوب والقواعد البلاغية . ولو أننا كنا نقرأ نصا من الشعر الحديث ( شعر التفعيلة مثلا ) لاختلفت المعايير ولما اهتممنا بسلامة التراكيب من الناحية البلاغية . وأما في الشعر التقليدي فإن وجه الشبه الذي يربط بين الطراوة وسنين البياض لم يكن واضحا .بسبب قصور اللون الأبيض عن أداء مهمة التضاد عند مقابلته مع الصخر .فليس بين اللفظين( البياض والصخر ) أي وجه شبه يعتمد عليه في تشكيل بلاغي سليم . وهذه وجهة نظري.
    ووصول الحوار إلى هذه النقطة يدفعني أنا الأخرى إلى توجيه سؤال إلى الأساتذة الشعراء يتعلق بمدى تأييدهم لأن يلتزم الشاعر بمعايير فنية لمذهب فني معين في القصيدة نفسها .
    وأما عن رأيي فقد أصبح واضحا أنني أرى الالتزام بمعايير المذهب الفني جزءا من الوحدة العضوية التي تحكم القصيدة . وأهم ما يضيفه هذا الالتزام هو التجانس الفني الذي يضفي على النص طابعا يجعله أشبه بالنسيج الفني المتماسك كلا واحدا . وإلا فإن تعدد معايير النص قد يؤدي إلى تضاربها وتناقضها وتحويل النص إلى نسيج مرقع فنيا وهو ما يعني فقدان هوية النص.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركة
    أما السواد ياسيدتي ،فقد لازمنا منذ العشرينيات الى الآن ولم نفتك منه أو نخلص وكأنه مدّخر لنا ......أيام الحزن في العراق تلبس فيه الملابس السوداء ويصيبنا الهم والغم
    أبعده الله عنكم

    فالبيت قصر عن إعطاء الإشارة لمثل هذا التأويل لأن الشاعر لم يذكر ما يشير إلى القلب. ولو اراد الشاعر التلميح إلى قسوة القلوب لكان عليه أن يقابل القسوة مع الليونة لا مع البياض. فالبلاغة تقتضي المقابلة بين الأضداد .
    مما تبقى في ذاكرتي المتعبه ،من فجائية التركيب يصل الشاعر إلى صوره الجميلة ، والتراكيب عنده عبارة عن مادّة تعبيرية يوصل بها ما يريد وما يختار ، فشعره منحاز إلى الصيرورة والتوليد أكثر من انحيازه للكينونة والثبات ، بمعنى انّه يجمع احتمالات الولادة والطزاجة ليفاجىء المتلقّي ويسحره ويسحبه إلى داخل عوالمه الجميلة
    قرأت بيت السواد بلهجة اللوم فلم أفهم معنى الادخار وها أنتم تقرؤونه بلهجة الندب فيتضح معنى الادخار .
    وبعيدا عن السواد،
    لا يمكن للتوليد والمفاجأة أن تتناقض مع أحكام البلاغة فوجه الشبه بين المشبه والمشبه به هو الرابط الذهني الذي يجعل اللغة التعبيرية لغة معقولة قابلة للاستيعاب . إلا أن يكون المقصود بالتوليد هو نوع من "الهذيان" الذي يسمح بتشبيه أي شيء مع أي شيء دون وجه شبه يربط بين عنصري التشبيه.
    وليست قصيدتكم واحدة من قصائد الهذيان.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركة
    أحييت القصيدة بحواريتك وسأراجع قول الشاعر الكبير (؟) حينما قال ...تموت القصيدة عند تفسيرها من قبل كاتبها طبعاً

    تحياتي لقلبك النقي أختي الغالية
    ولفكرك النيّر والإخاء
    كل التقدير وأزكى التحايا
    ا
    وأنا أحببت هذا الحوار .وسرني أن تجودوا بما تفضلتم به من رأي عميق . ولكم الشكر على جمال أسلوبكم ورقيه .
    مع أطيب تحية.

  3. #43
    الصورة الرمزية ناظم الصرخي شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2015
    المشاركات : 330
    المواضيع : 8
    الردود : 330
    المعدل اليومي : 0.11

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء صالح مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    علي أن أشيد أولا بما تتحلون به من دماثة ولباقة في الخطاب أستاذنا الشاعر الكريم ناظم الصرخي .
    ثانيا : أتفق معكم تماما على أن نقد القصيدة ،بوصفها موضوعا جماليا، لا يمكن أن يكتفي بشرح الأبيات أو الأسطر الشعرية . لكن مع ذلك أحب أن ألفت عنايتكم إلى أن تأويل المعاني في النص الشعري من قبل المتلقي أو الناقد هو السبيل الوحيد لاستقبال الموضوع الجمالي لذي أصبح غرضا أساسيا لدى كل من الشاعر والمتلقي على حد سواء .
    ولو قلنا إن للشاعر رسالة جمالية يبلغها للمتلقي من خلال نصه فإن هذه الرسالة لن تعدو كونها محموعة من المعاني المتخيلة جماليا بمحاولة المتلقي استقبال الصور الفنية الشعرية التي تشكل هذه المعاني تشكيلا فنيا لا يختلف عن الرسم أو النحت إلا من حيث استبدال الكلمات بالألوان أو بالحجر(مثلا ) .

    صدقني أستاذي الكريم : ما زلت حائرة في ذلك الفعل . وقد ظننت أولا أنه الفعل الماضي " فتن " بفتح جميع أحرفه. باعتبار الضمة على الفاء زلة كيبوردية ،ولكن وجود السكون على النون - وهو مقصود ﻹقامة الوزن - وغير جائز نحويا ،جعلني أتصور فعلا آخر لم أتبين أصله. فسألتكم على سبيل الاستفهام لأن السكون مع الضمة أشكلا علي الأمر . ولم أسألكم لأي غرض يجعلكم " تزعلون " علي.

    أما ترعويْ؟ أمْ تراه السراب
    فُتـنْــكَ بدربٍ يغـرَ البَـصَــــرْ


    لم أطالب شاعر ا في البدء بتفسير قصيدته ذلك التفسير الشامل الكامل . إنما هي إشارات استفهام محددة ، احتجت لتبيانها فقط . وليس على الشاعر أن يشرح قصيدته. لكن إضاءة نقطة إشكالية غامضة معينة ، أو أكثر ، من قبل الشاعر يخدم النص بتوجيه ذهن المتلقي كما يريد له الشاعر .ولا أراه يضير الشاعر أو يضير القصيدة . وربما كان يفيد الشاعر باستقراء كيفية انطباع نصه في ذهن المتلقي.وهو ما يعينه على تطوير أدواته وصقلها ،وليس من مبدع مهما بلغ من النضج الفني والإبداعي ، إلا ويهتم بصقل أدواته الفنية صقلا مستمرا حتى الرمق الأخير من عمر تجربته الفنية . ولولا النقد لما ادرك الفنان المبدع نفسه مدى تمكنه ومستوى تأثيره في المتلقي. فالشاعر أحوج للنقد الموضوعي من الناقد نفسه .
    هذا من جهة ، ومن جهة ثانية ، فإني تأملت في ردكم على الجزئية التي توضحون فيها علاقة " سنين البياض " ب " الوجه الصخري " وهو يصب في إطار الشرح الذي تفضلت به الأستاذة جهاد بدران . ويضيف تلميحا مهما جدا عن وظيفة الخيال في تشكيل الصورة الشعرية ، بحيث أن الوجه الصخري عندكم يمثل القسوة بمقابل الطراوة التي تمثلها سنين البياض . فيما لو أعملنا الخيال في الربط بين جزئي الصورة.
    وردي عليه أن الخيال يشفع في تشكيل مثل هذه الصورة عندما لا يكون طابع القصيدة طابعا فنيا تقليديا . بمعنى أن المذهب الفني الذي تنتمي إليه القصيدة(المذهب التقليدي ) طبعها بطابع يفرض على القارئ الناقد محاكمتها وفق المعايير التي استخدمتها القصيدة فنيا من حيث الشكل والأسلوب والقواعد البلاغية . ولو أننا كنا نقرأ نصا من الشعر الحديث ( شعر التفعيلة مثلا ) لاختلفت المعايير ولما اهتممنا بسلامة التراكيب من الناحية البلاغية . وأما في الشعر التقليدي فإن وجه الشبه الذي يربط بين الطراوة وسنين البياض لم يكن واضحا .بسبب قصور اللون الأبيض عن أداء مهمة التضاد عند مقابلته مع الصخر .فليس بين اللفظين( البياض والصخر ) أي وجه شبه يعتمد عليه في تشكيل بلاغي سليم . وهذه وجهة نظري.
    ووصول الحوار إلى هذه النقطة يدفعني أنا الأخرى إلى توجيه سؤال إلى الأساتذة الشعراء يتعلق بمدى تأييدهم لأن يلتزم الشاعر بمعايير فنية لمذهب فني معين في القصيدة نفسها .
    وأما عن رأيي فقد أصبح واضحا أنني أرى الالتزام بمعايير المذهب الفني جزءا من الوحدة العضوية التي تحكم القصيدة . وأهم ما يضيفه هذا الالتزام هو التجانس الفني الذي يضفي على النص طابعا يجعله أشبه بالنسيج الفني المتماسك كلا واحدا . وإلا فإن تعدد معايير النص قد يؤدي إلى تضاربها وتناقضها وتحويل النص إلى نسيج مرقع فنيا وهو ما يعني فقدان هوية النص.



    قرأت بيت السواد بلهجة اللوم فلم أفهم معنى الادخار وها أنتم تقرؤونه بلهجة الندب فيتضح معنى الادخار .
    وبعيدا عن السواد،
    لا يمكن للتوليد والمفاجأة أن تتناقض مع أحكام البلاغة فوجه الشبه بين المشبه والمشبه به هو الرابط الذهني الذي يجعل اللغة التعبيرية لغة معقولة قابلة للاستيعاب . إلا أن يكون المقصود بالتوليد هو نوع من "الهذيان" الذي يسمح بتشبيه أي شيء مع أي شيء دون وجه شبه يربط بين عنصري التشبيه.
    وليست قصيدتكم واحدة من قصائد الهذيان.



    وأنا أحببت هذا الحوار .وسرني أن تجودوا بما تفضلتم به من رأي عميق . ولكم الشكر على جمال أسلوبكم ورقيه .
    مع أطيب تحية.
    كل التحايا لك وليراعك الغيداق أختي الغالية أ.ثناء
    لكل منا وجهة نظر يعتز بها ،أعطينا القصيدة الكثير
    والاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية
    دمت ودام نبض يراعك
    تقبّلي تقديري واحترامي
    وأزكى تحياتي

  4. #44
    الصورة الرمزية جهاد بدران شاعرة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Jun 2019
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 624
    المواضيع : 40
    الردود : 624
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناظم الصرخي مشاهدة المشاركة



    كَـفَــــــاكَ

    أيا كانِـزَ اللُّؤْمِ بين الضلوعْ
    كلانا بحضـرة هــــذا السَـــفَرْ

    سنلقاك يوماً وما من غراب
    مُـوارٍ لســوءةِ عبـدٍ فَجَــــرْ

    ويا أيها الذئب ذات التبــاس
    ألـمْ تـدرِ؟ لليــل فجــرٌ أَغَـــرْ

    فمالك عفْـت سنين البيــاض
    وجئتَ بوجـهٍ بـدا كالصَخَـــرْ

    أترويْ غليـل موات السنيـن
    بومـضة زيـفٍ طغى واندثـرْ؟

    أما ترعويْ؟ أمْ تراه السراب
    فُتـنْــكَ بدربٍ يغـرَ البَـصَــــرْ

    كفاكَ الجحـود كفاكَ اِختيــالاً
    فإنك مابـيـن فكـــيْ حجــــــرْ

    يحبّــك شيطانــها والشـــواذ
    إذا شئْتَ واددْ لتـلقى سَـقَـــرْ

    حنانيـــك يا خــالــقي أننــي
    إليــك أوكّــل مـا في البشـــرْ

    لبسنـا سـواداً على ضَيْـمنـا
    كأن الســـوادَ لنــا مُدَّخَــــــرْ

    ومـا زاغَ يـومـاً بنـا طـرْفُنـا
    على جـارِنا أو بسوءٍ حَضــرْ

    تعــال أيا صــاحبي نلتــقـي
    لأبصرْكَ غيّكَ والـمتّـجَــــــرْ

    تعــال أصالـح فيــك الزمــان
    وأعْـرجْ بروحـك عن منحَـدرْ

    فروحيَ تأبى شــذاذ النفوس
    وليـس بقلبـي لهــا مستــقـرْ

    ولكنّ ربيْ هــدى بالسمــاحِ
    إليه الردى والهـدى والظفـرْ

    فوجّه لصوب السماء اليدين
    وقـلْ هاكَ عبـدٌ بكى واعتَــذَرْ

    كَـفَــــــاك....
    ما أبهى هذه الخريدة وما تحمل بين ضلوعها عطر العبر والحكم..
    قصيدة من عالم الجمال نُسجت..
    ومن وحي الحكمة جُبلت..
    ومن نفحات العبر وَجّهت..
    لتكون مَعلَماً أدبياً راقياً من معالم الأدب الذي يُفاخر به...
    ليس إلا لاكتمال هلال البناء بدراً من البلاغة والتصاوير والتشابيه والصور الفنية المبدعة المتقنة..التي تعتبر توجيهات ومواعظ لإنسان طغت عليه أنياب الظلم لنفسه ولغيره..فبات عقيماً للفرح والسكينة والعيش الآمن ..من أمن ذاتي وأمن فكري وأمن اجتماعي..
    ليصبح أسير العتمة والتخبط والإنحراف عن جادة الحق...

    كفاكَ...
    لمجرد أن نتجول بين أضلع هذا العنوان ..يتبادر لذهننا تساؤلات جمة ..تسقط تحت سياط النهي والزجر من أشياء جمة..
    فكلمة ..كفاك..وحدها تدعم تفكيرنا نحو الخيال أن ينسج خيوطاً من بؤرة ما يحدث مع الإنسان في زمنٍ يباغتنا بكثرة ذنوب البشر ولا حياة لمن يعتبر إلا من رحم ربي..
    خاصة وبعد أن امتدت أذناب الفسق والعصيان في ممارستها في تمزيق أواصر المجتمعات في كل مكان ووضع بصمة الظلم بين الأفراد..وهذا بكل تأكيد تخطيط مبرمج مدروس في توسيع بؤرة الفساد بين أغصان هذه الأمة المكلومة..
    ومن منطلق هذا العنوان ودون قراءة المضمون..فإنه يرشدنا على وجود سوداوية في الحياة وفي الإنسان ..يريد الشاعر بها أن ينهى عن شيء ما ..فيه عبرة ونصح وتوجيه وابتعاد عن منكر ما...
    يبدأ الشاعر الكبير بلوحتك الفنية الراقية بقوله:
    ( أيا كانِـزَ اللُّؤْمِ بين الضلوعْ
    كلانا بحضـرة هــــذا السَـــفَرْ

    سنلقاك يوماً وما من غراب
    مُـوارٍ لســوءةِ عبـدٍ فَجَــــرْ

    ويا أيها الذئب ذات التبــاس
    ألـمْ تـدرِ؟ لليــل فجــرٌ أَغَـــرْ)..
    أيا كانز اللؤم...
    (أيا) هي من أدوات النداء للبعيد..
    والنداء هو الوسيلة التي تُستخدم في إثارة انتباه شخص ما..
    و( ويا أيها الذئب..) هنا ( يا) من أدوات النداء للقريب والبعيد..
    فالشاعر مناداته اشتملت على الجميع..لإثارة انتباههم لما يريد ايصاله من تحذيرات وتوجيهات ونهي..سنتعرف عليها من خلال ما رسم من إبداع بين أروقة الكلمات...

    ( أيا كانِـزَ اللُّؤْمِ بين الضلوعْ
    كلانا بحضـرة هــــذا السَـــفَرْ)
    صورة شعرية تقشعرّ لها الأبدان..رُسمت بحرفية عالية وبناء محكم ..
    عندما قرأتها ذهب خيالي لآية كريمة " والذين يكنزون الذهب والفضة"..

    والشاعر هنا كنز اللؤم بين الضلوع لتكون صورة موحية لهؤلاء الممتلئة قلوبهم بالحقد والظلم والقسوة..
    فكلمة (كانز..يكنز) معناها الذي يدخر المال دون أن يزكيه أو ينفق منه..بمعنى الوقوع بالآثام ..
    { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }
    وأما كانز اللؤم..كناية عن الوقوع في المعاصي وما يغضب الله..فاللؤم واكتنازه في الصدور ..كناية عن قمة الظلم والسواد الموجود في القلوب..فكان تشبيهاً غاية في البراعة والإتقان ..ومهارة في توظيف الصور في مكانها المناسب وهذا يدل على براعة الشاعر في رسم حدود حرفه الفذ..
    فيخاطب الشاعر هذا الإنسان الذي يحمل بين ضلوعه القسوة أن ..كلانا بحضرة هذا السفر...
    يشمل نفسه وغيره وكل فئات المجتمع بأنهم في سفر من هذه الدنيا..وكل ما يجري على الأرض من فساد سيجد الإنسان أثر ذلك حين يكثر الظلم وتتمزق أوصال البشر عن بعضهم فلا يجدون من يقف معهم وقت الشدة ولا يجدون الرحمة فيما بينهم من كثرة القلوب الميتة الفاسدة..حيث عبّر عنها الشاعر بقوله
    ( سنلقاك يوماً وما من غراب
    مُـوارٍ لســوءةِ عبـدٍ فَجَــــرْ )
    تناص رائع من قصة الغراب وما حصل بين هابيل وقابيل في القرآن الكريم...كناية عن الفساد والقتل والظلم..
    والصورة الشعرية هنا صورة موجعة جداً للفساد الذي عمّ الأرض وانتزعت الرحمة من القلوب...
    ( ويا أيها الذئب ذات التبــاس
    ألـمْ تـدرِ؟ لليــل فجــرٌ أَغَـــرْ)..
    وأما الذئب هنا صورة وكناية عن الخداع والمكر والدهاء الذي يُنصب بين عيون البشر الظالمة ..أفلا يدري أن ما من ظالم إلا وعقابه يدنو ..وما من ليلي إلا ويعقبه الفجر...

    (فمالك عفْـت سنين البيــاض
    وجئتَ بوجـهٍ بـدا كالصَخَـــرْ

    أترويْ غليـل موات السنيـن
    بومـضة زيـفٍ طغى واندثـرْ)...
    هنا يهز الشاعر الانسان من أعماقه ليعيده لرشد عقله كما كان في السابق من بياض العقل والقلب..يريده أن يصحو ..وهذه طبعاً عملية توجيهية إرشادية لمن غابت عنهم جمال الحياة ونقاء القلوب...فالقلوب اليوم أصبحت كالصخر ..وهذا تشبيه بليغ متقن في تعرية قلوب البشر في هذا الواقع المرير اليوم ..
    (أما ترعويْ؟ أمْ تراه السراب
    غَواكَ بدربٍ يغـرُّ البَـصَــــرْ

    كفاكَ الجحـود كفاكَ اِختيــالاً
    فإنك مابـيـن فكـــيْ حجــــــرْ

    يحبّــك شيطانــها والشـــواذ
    إذا شئْتَ واددْ لتـلقى سَـقَـــرْ)..
    ( أما ترعوي ).. صيغة سؤال باستفهام لحثه على الصحوة والتنبه بما في هذه الحياة من غرور وفتن ممتلئة بالفساد والشهوات مما تؤدي بصاحبها للجحود والتبختر بكبرياء من ظلم وقسوة..
    يخاطبه الشاعر ..كفاك الجحود كفاك اختيالا..
    ينبّهه حتى لا يكون سقر هو المأوى النهائي ..
    يحذره ليعود عن غيّه والتيه الذي يلم به والفتن المحيطة به..ويكفي السواد البشري الذي يغطي الأرض بسبب التمزق في كل شيء والإنحرافات المختلفة التي سادت المجتمعات اليوم..
    صور مذهلة ووترابط وإتقان مع الألفاظ وما تعكس من معاني تربوية عميقة تستند على النصح والتوجيه وصحوة للضمائر الميتة ..
    وترتبط مع روح النص وفق الحس الداخلي والخارجي..مع اندماج النفس ونبرة الحرف وفق رموز تتفاعل مع هذا الإحساس الداخلي الذي يعيشه الشاعر في حلقة الأمة وتضاريسها المختلفة وفق فكر واعٍ حكيم ..
    حيث يستند الشاعر على صور واقعية وتشابيه دلت على موقع الشاعر من البلاغة والفصاحة والبراعة في النسج..ضمن الدلالات المختلفة التي تقع على عاتق ذلك المجتمع المتفكك والفرد المفسد الضال...

    (حنانيـــك يا خــالــقي أننــي
    إليــك أوكّــل مـا في البشـــرْ

    لبسنـا سـواداً على ضَيْـمنـا
    كأن الســـوادَ لنــا مُدَّخَــــــرْ

    ومـا زاغَ يـومـاً بنـا طـرْفُنـا
    على جـارِنا أو بسوءٍ حَضــرْ)..
    هنا الروعة تكمن حين يوكل الشاعر أمره لله ..بعد أن عاث الفساد بين البشر على الأرض..
    (لبسنا سواداً على ضيمنا).. صورة موجعة مؤلمة متقنة الأبعاد والمفاهيم على كل الأصعدة..تصلح لكل زمان ومكان..وهذا هو سر جمالها وقوّتها في النظم.. فما الضيم إلا
    الظلْم..والإِذْلال أو المَذلَّة...التي كانت من عمليات الإفراز الفردي وعلى مستوى جماعي ومجتمعي..فنتيجة حتمية من تناسل الظلم والهوان والمذلة أن ينبت لباس السواد في النفوس..لأنهم من زرع ذلك وتم حصاده علقماً...لعدم التعاضد والتكاتف والتوادد بين أفراد المجتمع الواحد...

    (تعــال أيا صــاحبي نلتــقـي
    لأوريكَ غيّكَ والـمتّـجَــــــرْ

    تعــال أصالـح فيــك الزمــان
    وأسمو بروحـك عن منحَـدرْ

    فروحيَ تأبى شــذاذ النفوس
    وليـس بقلبـي لهــا مستــقـرْ)...
    هنا الروعة في قمة الإنسانية لدعوة الأفراد للتصالح ونبذ الفساد وتغيير النفوس وتوجيهها لمصالحة الذات ..فالمجتمع يستقيم من استقامة أفراده..والمجتمع يبدأ صلاحه من صلاح الفرد..ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..قال تعالى:
    " ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ".. سورة الأنفال 53..
    " وقول الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" 11 الرعد..
    فعملية التغيير والإصلاح في أي مجتمع تبدأ من الفرد أولاً ومن مبادرته بذلك..
    ويختم الشاعر لوحته الراقية النفيسة بدرر هي خلاصة التوجه إلى الله..
    (ولكنّ ربيْ هــدى بالسمــاحِ
    إليه الردى والهـدى والظفـرْ

    فوجّه لصوب السماء اليدين
    وقـلْ هاكَ عبـدٌ بكى واعتَــذَرْ)..
    بمعنى أصلح نفسك مع الله يصلح الله نفسك مع كل شيء..
    عملية تربوية وتبليغ رسالة هادفة وسامية ودعوة لله في إصلاح الذات وتوجيهات تربوية قدمها الشاعر على طبق من ماس لمحاسبة الذات قبل محاسبة الله لنا وحتى يصلح مجتمعاتنا..فحين نمد الأيدي للسماء بصدق وخشوع وتبتل ..فلن تعود خاوية من رحمة الله وهدايته ورحمته..فقط ينقصنا حسن التوجه إليه والصدق في الدعاء..والتدبر والخشوع في آلائه لنيل رضاه وهدايته..
    (وقـلْ هاكَ عبـدٌ بكى واعتَــذَرْ)..
    الشاعر يذكر عملية البكاء والإعتذار ..
    وهذه العمليات إنما قمة الخنوع والتودد لله طلبًا للمغفرة وهي دليل الصدق في المشاعر ..
    وهذا ما يحتاجه كل فرد في محاسبة نفسه لتستقيم في محراب الله..
    كفاك..
    كفاك..
    أيها الإنسان الظالم لنفسه ولغيره
    وكفانا جميعاً ظلماً وبعداً عن دروب الحق واتباع الهوى...
    ...
    الشاعر الكبير المبدع المحترف في صياغة الكلمات النفيسة البليغة في النفس أثرها...
    الأستاذ ناظم الصرخي
    قدمت لنا لوحة فريدة جمالها سحري تحمل نفحات الوعظ والإرشاد والموعظة الحسنة ..
    وهذه رسالة الشاعر المبدع ليرتقي بشعره نحو الكمال والجمال والجلال..فالشعر مرآة الشاعر وذاته وأفكاره وعقيدته ومبادئه...
    في هذه الخريدة قدمت لنا تراكيب لغوية متقنة مندمجة مع المؤثرات الذاتية التي منحت الخيال أبعاداً تتلاءم مع الحدث والمشاعر المدفونة والتي تصادمت مع الواقع الإنساني الذي أثار البوح بما يتلاءم مع الحدث والأزمة الخانقة اليوم..وبتجسيد محكم يصور عبرها الفكر الناتج وبناء المجتمعات التي وصلت لدرجة التفكك وعلاقتها بالفرد ..
    ألفاظ إبداعية مشحونة بالدلالات المعبرة عن صفات الفرد والمجتمع...
    بوركتم وقلمكم النفيس وحرفكم البديع وما تنسجون من جمال وتألق..

    جهاد بدران
    فلسطينية

  5. #45
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,113
    المواضيع : 317
    الردود : 21113
    المعدل اليومي : 4.95

    افتراضي

    بلاغة راقية بأسلوب السهل الممتنع في قصيدة تحمل العبر والحكم
    انسياب في التعبير وجمال فني يأخذ بالألباب
    معان تربوية عميقة ببلاغة وبراعة في التسج تحمل الوعظ والإرشاد.
    تقبل تقديري وإعجابي.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #46
    الصورة الرمزية عبدالحكم مندور مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 4,498
    المواضيع : 59
    الردود : 4498
    المعدل اليومي : 0.67

    افتراضي

    نص بديع لشاعر رائع حسن الصياغة عذب الانسياب إنتهى نهاية جميلة لها وقعها عند كل منيب مخبت ..كل التقدير والشكر

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 12345