مكونات المدرسة الفاعلة :
تتشكل مكونات المدرسة الفاعلة من المنظمة المركزة ، والمهنية في هيئتها ، والاستراتيجيات المترابطة المستخدمة في الفصل ، والتصرفات التأملية لطلابها . تشمل هذه المكونات أيضاً التقييم المستمر لنجاحات الطلاب ، وإنجاز أهداف المدرسة . فالمدرسون يخططون معاً ، ويدربون بعضهم البعض ، ويعملون أيضاً مع طلابهم في مشروعات طويلة المدى . بالإضافة إلى هذا ، فإنه يتم تشجيعهم على تطوير مهارات القيادة لديهم ، من أجل أن تمتلك المدرسة مصادر داخلية لاستمرار تطوير التخطيط التكتيكي .
1 ـ التنظيم ( المنظمة ) :
تدرك العديد من المدارس بأنها بحاجة للتغيير ، وأنهم يجب أن يتوقفوا عن القيام بالأعمال المعتادة . هذه هي قضية " أن الأشياء تحتاج بطريقة أو بأخرى أن تكون مختلفة " ، وهذا الأمر يجب أن يُفهَم أولاً . وبينما يتطلع المدير والهيئة التدريسية للتغير ، تتكون لديهم فكرة عامة عن الأشياء التي يريدونها أن تتغير وتصبح مختلفة . في أثناء ذلك يسمعون كلمات طنانة مثل : " الحقائب " ، " تقييمات حقيقية " ، " الفصل المتمحور حول المتعلم " ، ويؤمنون بأن هذه العناصر ـ بطريقةٍ ما ـ يجب أن تكون جزءاً من جهود التغيير . ويبقى السؤال المتمثل في كيفية فهم هذه المصطلحات ، وهل هي مفيدة ، وكيفية جعلها موجودة وحقيقية .
أول خطوة من أجل التمهيد لرحلة المدرسة الفاعلة تتمثل في إيجاد خطة تكتيكية للمدرسة من أجل التغيير . يكون التخطيط التمهيدي لمدة يومين عن طريق جلسات مكثفة للهيئة التدريسية في المدرسة الفاعلة . يبني المدير وفريقه القيادي ( أو الهيئة التدريسية المنتقاة ) المكونات العملية لتصورهم للمدرسة ، ويضعون في اعتبارهم العقبات الحقيقية الموجودة أمام تنفيذ وتطبيق تصورهم ، ويحددون الاستراتيجيات المطلوبة للتغلب على هذه العقبات ، وينفذون التصور المتفق عليه .
المكونات العملية لتصور الخطة التكتيكية هي التي تشكل أهداف المدرسة . ولأن فريق الإدارة قد حدد ووافق على عناصر هذا التصور ، فإنه من السهل جداً التاكيد بأن ما يحدث في المدرسة هو نتاج هذه الأهداف . على سبيل المثال ، قضايا مشاركة الهيئة التدريسية ، وتخطيط الهيئة التدريسية للوقت ، ووضع الجدول المدرسي ، ومحتوى المنهاج ، كل ذلك يتم تحديده تحت محتويات الأهداف التي وضعت لكل عنصر من هذا التصور العملي .
وليس فقط وضع الأهداف ، بل إن الخطة التكتيكية تحتوي أيضاً على استراتيجيات التطبيق . يراجِع استشاري المدرسة الفاعلة بصورة دورية مع الفريق كيفية تطبيق عناصر التصور وتقدمها . وكذلك يقوم بتقديم اقتراحات لإضافة استراتيجات جديدة إذا اقتضت الضرورة ذلك . وتتم أيضاً مراجعة الخطة التكتيكية خلال المؤتمر الصيفي مع استشاري المنطقة التعليمية للمدرسة . خلال هذا الوقت تقدَّم قرارات أخرى للتنفيذ في السنة القادمة .
تخدم الخطة التكتيكية برنامج عمل المدرسة من أجل التغيير ، وبما أنه برنامج عمل ، فإن الخطة تراجَع وتُنَقَّح باستمرار ، فهذه عبارة عن وثيقة مفتوحة دائماً للنقاش والتغيير كلما رأى فريق الإدارة الحاجة لذلك . يعمل مستشار المدرسة الفاعلة مع فريق الإدارة لتقييم التغييرات التي تحدث ، والمساعدة التي تعمل على استمرار التركيز على أهداف المدرسة .
2 ـ الصف الفاعل :
مركز المدرسة الفاعلة هو المتعلم . يتطلب هذا التركيز تغييراً كبيراً في نموذج الصف التقليدي والذي يتمثل في " حكيم على المسرح " . فالمدرس ليس هو النقطة المركزية في الفصل المتمحور حول المتعلم ، إنما هو المسهِّل والمرشد . والتطوير المهني الكبير مكرَّس في المدرسة الفاعلة حتى يوفر للمدرس ذخيرة من الاستراتيجيات التي تدمج الطلاب في تعليمهم وتطور قدراتهم المعرفية .
أحد الأسباب التي جعلت المدارس الفاعلة يتم تفويضها لمدة ثلاث سنوات على الأقل لكي تتم عملية الشبكة ، أن يتمكن الأساتذة من إغناء مهاراتهم التدريسية . أثناء السنة الدراسية الأولى يتم التدريب عند الطلاب على الاستراتيجيات التدريسية . فالمدرسون يتدربون على الاستراتيجيات ، وعليهم أن يُحضِروا ما تعلموه في الجلسة التالية . يقوم المدرسون أيضاً بتعلم كيفية استعمال نموذج معرفي تعاوني للتأكيد على أن جميع الطلاب يفهمون محتوى المنهاج . كما يقضي المدرسون وقتاً يتعلمون فيه عن التطوير والتدريب وتقييم الدروس التي توظِّف ذكاء الطلاب .
كلما زاد استخدام المدرسون لهذه الاستراتيجيات ، كلما أصبحت المدرسة أكثر فاعليةً وتعليماً . وبينما يبدأ الطلاب في إظهار ما يعرفون ، تبدأ أساليب تقييمهم في التغير . في السنة الثانية من رحلة المدرسة الفاعلة يتعلم المدرسون أساليب أخرى لتقييم تعلم الطلاب . تقود نظريات بديلة للتقييم ، وبشكل طبيعي ، إلى خلق منهاج شامل ، حيث يعمل المدرسون مع بعضهم البعض لإيجاد وحدات تعليمية مترابطة تعتمد على معالجة المشكلات وتأسيس المشروعات .
وبينما يعمل المدرسون معاً ، تظهر مجموعة أخرى من المهارات ، فهم يصبحون مدرِّبين لأقرانهم . وعن طريق المشاركة في توليد محتوى المنهاج ، يرى المدرسون قوة بعضهم ، ويدعمونها عن طريق تعاونهم معاً . تدريب الأقران يتطلب وقتاً للمشاركة ووقتاً عن الحديث المهني عن القوة المهنية ، ووقتاً لتشجيع بعضهم البعض من أجل أن يجربوا أحسن التدريبات.
أهم تغيير يحدث في صف المدرسة الفاعلة يكون في المنهاج ، وذلك عندما يتمحور الفصل حول المتعلم ، وعلى تحليل المعلومات وليس حفظها ، ومن هنا تحدث النقطة الجوهرية في دمج الطلاب . ومن أجل أن تكون هذه الخطوة عملية ناجحة للطلاب ، ومن أجل أن يُذَوِّت الطلاب المعلومات ( يجعلونها ذاتية ) ، تحتاج هذه المعلومات أن تُعرَض في محتوى له معنى. على سبيل المثال ، يجب أن ترتكز قائمة المعاني على الوحدة الأساسية التي دُرست ، وليس في كتاب تهجئة خارجي .
خلق فكر يثير المدرسين لعمل وحدات أساسية يحتاج إلى الوقت ، ويحتاج المدرسون وقتاً ليخططوا لكيفية إيجاد وحدات مترابطة . فإذا كانت المعلومات غير مترابطة ، ولا تبلور الأهداف الموجودة في التصور العملي ، ولا تدمج الطلاب في تفكير خلاق وناقد ، فإن النشاط يكون لا فائدة منه . فالفصل في المدرسة الفاعلة يحدد المنهاج في ظل شمولية كبيرة وموحدة لوجهة النظر التي تتعلق بجميع الطلاب . ويقضي المدرسون جزءاً أساسياً من السنة الرابعة في الشبكة في تقييم ماهية المعلومات المترابطة للطلاب في مرحلة معينة ، وخلق وحدات ذات معنى للدراسة تؤدي إلى المعرفة المفاهيمية للطلاب .
3 ـ التلميذ الفاعل :
حدد كوستا ( 1991 ) في بحثه عن التفكير الناقد أربعة عشر سلوكاً أظهرها الأشخاص الأذكياء . هذه السلوكيات هي :1ـ المثابرة 2 ـ قلة التهور 3 ـ تركيز الإصغاء 4 ـ التفكير التعاوني 5 ـ التفكير المرن 6 ـ المعرفة الواعية لقدراته التفكيرية 7 ـ دقة الفكرة ودقة اللغة 8 ـ روح الدعابة 9 ـ الاستفسار وطرح المشكلة 10 ـ البناء على المعرفة السابقة للاستفادة منها في المواقف الجديدة 11 ـ المجازفة 12 ـ توظيف كل الملَكات مثل العبقرية والأصالة وعمق النظر والدهشة والفضولية 13 ـ حب الاستطلاع 14 ـ الاستمتاع في حل المشكلات . وأحد أهم التوقعات من شبكة المدارس الواعية أن تشجع ممارساتها الصفية تطوير هذه السلوكيات عند كل من طلابها وهيئتها التدريسية .
صُمِّمت أنشطة الفصل لتشجع الطلاب على أن يكونوا محللين ومحترفين في حل المشكلات . فعلى سبيل المثال يستخدم الطلاب نظاماً غنياً جداً بالمصادر للتعامل مع المشكلات من خلال الموضوعات المترابطة . وهم يدركون أنه لا الكتاب ولا حتى المعلم هما المصادر الوحيدة للمعلومات ، ويشجع المدرسون الطلاب على البحث عن أكثر الحلول ملاءمةً ، وعلى أن يفسروا لماذا هذه الحلول ملائمة ، وذلك باستخدام لغة ومصطلحات دقيقة.
في المدرسة الفاعلة يعبر الطلاب عن قراراتهم النهائية بعبارات مثل : " أنا توصلت إلى هذا الاستنتاج لأن . . . " . تشجع هذه التعبيرات الطلاب على إجراء ارتباطات ، وذلك لكي يدركوا أيَّاً من المعلومات التي يعرفونها يتناسب مع المفاهيم الجديدة التي يتعلمونها . يستخدم الطالب الفاعل الصحف وحقائب التفكير لشحذ مهارات التساؤل وطرح المشكلات والتفكير العميق .
الاستراتيجية الأساسية في مساعدة الطلاب في تطوير مهارات التساؤل لديهم تصبح منعكسة عليهم من خلال طريقة التعلم التعاوني . في أغلب الأحيان يساء فهم هذه الطريقة ويتم تعليمها بطريقة سطحية ، ولكنها تؤدي إلى علاقة إيجابية وتعاونية بين الطلاب والمعلمين حينما تستخدم بطريقة فاعلة . إن تفاعلات المجموعة الإيجابية تعطينا بيئة خالية من المخاطر وتشجع الطلاب على اكتشاف البدائل بدون توجيه أقوال عقابية لهم مثل : " أنت مخطئ " ، "من الممكن أن تصبح أسوأ "، " يالها من فكرة عقيمة " . تدعو التفاعلات الإيجابية بين الطلاب في اكتشاف الموضوعات المترابطة معاً إلى إيجاد مساحة كبيرة من الاكتشاف يتعلم منها الطالب . وبينما يرغب الطلاب في المشاركة واكتشاف المعلومات ، يستطيع المدرسون توجيه الأنشطة نحو اتجاهات أكثر نقديةً وإبداعيةً . مثلاً يسأل المدرسون مجموعات الطلاب لكي يكتشفوا أسئلة مثل : لماذا ؟ إلى أي مدى ؟ ماذا لو ؟ فيتعلم الطلاب كيف يزيدون قدراتهم في التعليل وحل المشكلات واتخاذ القرارات .
يتم تشجيع الطلاب الفاعلين لكي يكونوا فضوليين ، وأن ينقلوا ما تعلموه من أنشطة تشاركية إلى مواقف خارج الصف ، فهم مستعدون لقبول التحدي للقيام بعمل ما هو مطروح عليهم في أوراق العمل البيتية . يتطلب العمل على صورة لعب من الطلاب الفاعلين أن يعملوا معاً وأن يتشاركوا في المعلومات خارج غرفة الصف ، مثل : طرح وإجابة الأسئلة ، مقابلات لأفراد العائلة ، أو قراءة كتاب أو جريدة لشخص عجوز . يبحث الطلاب الفاعلون عن الترابط بين المفاهيم والأنشطة في المدرسة والمنزل ، ويطورون حسَّاً عالياً من تقدير الذات ؛ لأنهم يرون أن هناك علاقة بين ما مارسوه في الفصل وما وجدوه في العالم المحيط بهم .
4 ـ التطوير المهني الفاعل :
توجد في المدرسة الفاعلة العديد من الفرص للتطور المهني والمساعدة . تحدد كل شبكة مدارس أحد عشر يوماً للتطوير المهني سنوياً . تُوَفَّر ستة أيام في المدرسة موزعة خلال السنة الدراسية ، وهناك خمسة أيام إضافية للتطوير المهني المكثف للهيئة التدريسية في المؤتمر الصيفي السنوي . في هذا المؤتمر توجد لدى فرق الإدارة الفرص للعمل معاً بصورة مكثفة مع التركيز على مبادئ التعلم ، والتعليم الإدراكي ، والتفاعل التعاوني الذي يضع الأساس للخطة التكتيكية للسنة القادمة . وهم يكتشفون هذه الأفكار من محيط منطقة مدرستهم، ويسمعون كيف أن فِرَقاً مدرسية أخرى تجرب نفس الأفكار ، وتهتم الفرق بكيف يمكن أن يكونوا أكثر مرونة في أساليبهم وذلك لخلق بيئة مدرسية فاعلة ، وكيف يوفرون وقتاً أكبر للتفاعل ، وأي موضوعات المنهاج تحتاج أن تكون مطلوبة ، وكيف يحدث كل ذلك . وبذلك يصبح الأسبوع وقتاً إيجابياً وتفاعلاً مستمراً بين أعضاء الفريق ومستشار المدرسة الفاعلة . فهذا الأسبوع يحتفل بالخطوات التي قام بها الفريق خلال السنة من أجل الوصول للمدرسة الفاعلة. وتعيش الفرق شعوراً بالإنجاز والتقدير للجهود المبذولة لخلق مدرستهم الفاعلة الخاصة بهم .
بالإضافة إلى أيام التطوير المهني التي سبق التخطيط لها ، فإن جدول المدرسة الفاعلة يوفر وقتاً للتطوير المهني من خلال الجدول اليومي العادي للمدرسة . على سبيل المثال ، يعمل المدرسون في المدرسة الفاعلة معاً لتحسين تنفيذ الدروس . وكلما أصبحت الدروس أكثر تركيزاً ، كلما رأى المدرسون حاجة أكبر لإيجاد وحدات مترابطة في المنهاج تعتمد على بعضها البعض . وبمجرد أن يقترب الطالب من التعرف على المواهب المختلفة لفصولهم ، يتعلم المدرسون أيضاً أن يتعرفوا على مهارات أقرانهم ، وأن يطوروا شعوراً حقيقياً بالزمالة بين أعضاء الهيئة التدريسية .

تقييم وتوثيق تطور المدرسة الفاعلة :
تحتفظ المدرسة الفاعلة برؤيتها العملية والاستراتيجيات التي توظفها لجعل هذه الرؤية حقيقة في مقدمة عملها اليومي . وللوصول إلى هذه النتيجة تحتفظ المدرسة الفاعلة بحقيقة تؤرخ فيها نجاح رحلتها . تشمل هذه الحقيبة معلومات وملاحظات عن الطلاب ، والمدرسين، ومشاركة الأهل والمجتمع ، والتقدم باتجاه تحقيق الأهداف المحددة في التصور العملي والخطة التكتيكية .
1 ـ تقييم الطلاب :
تحتفظ المدارس بمعلومات كثيرة عن الطلاب في ملفات . فمثلاً تحتفظ معظم المدارس بسجلات شهرية عن كل من : الحضور للمدرسة ، التأديب المحول إلى مكتب المدير ، المؤتمر التأديبي مع الأهل ، التوقيف . . . إلخ . وكذلك تحتفظ المدارس بعلامات موحدة للامتحانات . وعموماً فإن مصادر المعلومات هذه المحتَفَظ بها تعمل كدليل كمي للمدرسة عندما تنضم لشبكة المدارس الفاعلة . تتضمن المؤشرات الكمية لتقدم الطالب ما يلي :
• قوائم الملاحظات .
• بطاقات الحكايات .
• التقييم الشخصي للطالب .
• تقييمات الأداء والعرض .
• خواطر الطالب .
• ملاحظات الأهل .
إن قوائم الملاحظات وبطاقات الحكايات توثق تقدم الطالب . تساعد ملاحظات المدرس خلال العام الدراسي كلاً من الطالب والأهل لرؤية النمو والتقدم الفردي . هذه الوثائق تسيطر على التقدم التطوري وتساعد الطلاب على فهم ما هو متوقع منهم عندما يتفاعلون مع أقرانهم. هذه الملاحظات تعتبر طريقة لتوثيق التغييرات الإيجابية في مهارات الطلاب الإيجابية والفكرية ، وهي كذلك تعطي صورة عن نمو الطالب في الأربعة عشر سلوكاً التي حددها كوستا .
وكما سبق أن ذكرنا ، فإن تطور الطلاب في هذه السلوكيات الذكية هي هدف أساسي في المدرسة الفاعلة . تختار المدرسة الفاعلة ثلاثة أو أربعة سلوكيات ، وتقوم بجهود حثيثة من أجل توفير الفرص للطلاب لامتلاكها . يشجع المدرسون الطلاب على أن يعرفوا كيف تظهر هذه السلوكيات . ونتيجة لذلك يتعلم الطلاب أن يتقبلوا بعضهم ويتمتعوا معاً ، وأن يعملوا بإيجابية ، وأن يتحملوا مسؤولية تنشيط بعضهم البعض داخل الفصل وخارجه .
ملاحظات المدرسين يشارك فيها أيضاً المدرسون ، وهذا يمنح الطلاب فرصة للتأمل الذاتي . سيقول المعلم للطالب مثلاً : " كيف تعتقد أنني قيَّمتك ؟ " ، وبالتالي فإن الطالب سيتأمل تصرفه ويقرر مدى ملاءمته . يُسأل الطلاب أيضاً أن يقيِّموا أنفسهم في صحف للتأمل الذاتي مثل : " الذي مضى بصورة جيدة في مجموعتي هذا اليوم كان . . . " ، " مساهمة مجموعتي كانت . . . " . الهدف من التأمل الذاتي هو مساعدة الطلاب لأن يروا بأنهم يتحملون المسؤولية عن المجموعة وعن تعلُّمها .
في المدرسة الفاعلة تعتبر مستندات الطالب طريقة ثمينة لتقييم الطالب . تسمح هذه المستندات للطلاب أن يتشاركوا في تطوير المهارة التي لا يمكن توضيحها في الاختبار القياسي . يختار الطالب والمعلم معاً إنتاجات مثل : كتابة نماذج ، قراءة مقتطفات من شريط ، اندماج المجموعات وتفاعلها ، رسومات ، مسائل رياضية ، وكذلك عروض لأحسن عمل لكل طالب . وبذلك تصبح المستندات تأريخاً لتطور مهارات كل طالب خلال العام الدراسي ، كما أنها توفر فرصة أخرى للطلاب للتقييم الذاتي ، وتجعلهم أكثر ارتباطاً بِلُبِّ عملية التعلم .
عندما يصبح المنهاج حلاً للمشكلات وعلى أساس المشروعات ، يمكن تقييم الطلاب من خلال العرض . مثلاً ، يعمل الطلاب في مشروعٍ ما ، وبعد انتهائه يقدمون عرضاً لما تعلموه. هذا المشروع يستلزم مشاركة يدوية ونشاطاً ناضجاً ، وعند اكتماله يوضح الطلاب ما قد تعلموه . المعرفة الذاتية للتعلم أو الإدراك يساعد الطلبة في زيادة تقدير قوتهم ، ويعملون بثقة أكبر . وبذلك يسود الفصل اتجاهات إيجابية ، ويُخلق جو مشجع لنجاح الطالب .
من الممكن أيضاً أن يظهر نجاح الطالب من خلال مقابلات ومؤتمرات . هذه النظريات التقييمية تشجع الطلاب على أن يبرزوا القوى التي يملكونها من خلال نشاطٍ ما ، وأن يعرفوا ويحددوا المناطق التي يرغبون العمل فيها ، من أجل أن يصبحوا فرقاً أفضل .
تقييم المدرسين :
ربما أن أسهل طريقة لتوثيق نجاح المدرسة في رحلة المدرسة الفاعلة هو تحديد عدد المدرسين الذين يستخدمون بفاعلية الاستراتيجيات ومعدل الوقت الذي يستخدموه . ليس من المستغرب أن تسمع مديري المدارس الفاعلة يقولون : " في السنة الماضية كان هناك مدرس واحد أو اثنان يستخدمان هذه الطرق ، واليوم أرى هذه الاستراتيجيات تستخدم في كل فصولنا"
من أجل أن تصبح المدرسة مدرسة فاعلة بجب أن يوظف المدرسون الاستراتيجيات ، والخطوة التي تليها هي توثيق مدة وكيفية نجاح استعمال هذه الاستراتيجيات خلال الأسبوع المدرسي : هل تستخدم لمجرد ملء الفراغ بينما ينتظر الطلاب حافلة المدرسة ؟ أم هل يندمج الطلاب بفاعلية في عملية التعليم بنسبة 65% ـ 70% خلال اليوم الدراسي ؟ بجانب الاستمرارية والاندماج الفاعل للطلاب كيف يبدو فصل المعلم ؟ هل هناك إثباتات على عمل الطلاب في كل مكان ؟ هل القطع الفنية والأعمال الكتابية وحلول المسائل بارزة ؟ هل لوحة البيانات تؤكد على أهمية التفاعل الإيجابي للمجموعة وعلى الاستخدام العالي لمهارات التفكير؟ هل قائمة الملاحظات معروضة حتى يعرف الطلاب أية مهارات تتم ملاحظتها ؟ هل فصل المدرس يوحي من خلال ما هو معلق على الجدران أو مدلى من السقف ؟ وإذا كان ما هو معلق عبارة عن مواد من الكتب نفسها ، فهذا دليل على أن محور الدرس هو المعلم وليس الطلاب .
من أهم الوثائق التي تدل على تعلُّق المدرس برحلة المدرسة الفاعلة هي حقيبة المدرس . فالمدرسون الذين أصبحوا مرتاحين بمشاركة زملائهم في الاستراتيجيات ، ويقدسون التبادل الإيجابي في تدريب أقرانهم ، هم قادرون على توثيق ناجح لدروس زملائهم . هؤلاء المدرسون يحتفظون بحقيبة من الاستراتيجيات المفيدة . ولا توثق هذه الحقائب خبرات المدرسين فقط ، بل إنها توضح مقدار عمل الهيئة التدريسية لخلق مدرسة فاعلة . كما أن توثيق استخدام الوحدات والدروس الخلاقة في الحقيبة يزيد من حس المهنية في المدرسة ، ويشجع المدرسين للعمل نحو مقاييس جديدة من الامتياز .
تقييم التنظيم المدرسي :
الدليل المبكر على أن المدرسة ستصبح مدرسة فاعلة هي الخبرة التي يوفرها المدرسون للطلاب ، ومتى يشجع المدرسون في عادة إرشاد طلاب الصف السادس لطلاب الصف الأول ، أو الصداقة بالمراسلة بين طلاب الصف الثاني وطلاب الصف الخامس ؟ وعلى سبيل المثال في إحدى المدارس هناك طلاب يكتبون مسرحيات عن يوم الأرض ، ثم يتم اختيار اثنتين منها لكي يتم تمثيلهما . طلاب المدرسة الثانوية يقومون بكل الأعمال الإنتاجية مثل : المكان والأضواء والموسيقى والملابس . طلاب المدرسة الإعدادية يقومون بالتمثيل ، بينما يقوم طلاب المدرسة الابتدائية بكل الإعلانات عن مفهوم يوم الأرض والمسرحية للمجتمع .
هناك دليل مبكر آخر في رحلة المدرسة الفاعلة هو زيادة دعم الأهل للمدرسة ، وذلك عن طريق تعيين العمل باللعب للطلاب ، وتشجيع الأهل للقيام بدور في أنشطة التعلم الفعال . يبدأ الأهل في رؤية وفهم التغيرات في الفصل ، وكذلك قائمة الملاحظات وبطاقات الحكايات ، يشارك فيها الأهل حتى يستطيعوا هم أيضاً ملاحظة تطور أطفالهم من خلال السلوكيات الذكية في البيت . كما يتم عقد اجتماع للأهل مع أبنائهم حول العمل الفردي في حقيبة مستندات الطالب من أجل إضافة ملاحظاتهم . وبذلك تتوطد علاقتهم أكثر بتعليم أبنائهم عندما يزداد ظهورهم في الفصل .
وبينما تسير المدرسة لتصبح أكثر فاعلية ، فإن الهيئة التدريسية تبذل مجهودات لوصف رؤية المدرسة والتغييرات المستمرة في المجتمع ، كما أنهم يدعون المجتمع للمشاركة في الرؤية العملية ، وأن يكونوا جزءاً من جهود تطور المدرسة .