|
لــدارٍ تنــاءت قــد رجــوتُ التلاقيـــا |
فهلْ يســمعُ الأحبـــابُ يومـاً ندائيــــا |
أُداري فــــؤاداً يُســقمُ البينُ صــــدرَهُ |
ورَجعَ أنينٍ ســـــاهمَ الطرفِ ناديـــــا |
حزينــــاً على بُعـــدِ الأحبَّـــةِ نادمــــاً |
على إثرهِـــمْ شــــوقاً أعضُّ بنانيـــــا |
تبدَّتْ لعيني في ذُرَى الوجـــدِ لهفــــةً |
تكادُ لطولِ العهــــدِ تســـقي المآقيــــا |
وما زالَ هـــذا البينُ يوقــــدُ لوعـــــةً |
أبتْ في فــــؤادِ الصَّـــبِ إلا تماديــــا |
أقامــــتْ بنفــسٍ لا تكــــادُ تطيقهـــــا |
كأنَّ صروفَ الدهـــرِ فيها البواقيـــــا |
وكنَّــا زرعنـــاها قلـــوباً ضــــواحكاً |
فكيفَ جنينــــاها عيـــــوناً بواكيــــــا |
تقاذفــــتِ الأيَّــــامُ مقبـــــلَ عُمـــــرِهِ |
وقـــدْ غادرته في المشــــيبِ اللياليـــا |
ألا إنَّ عيشـــــاً دونَ غَـــزَّة زفــــــرةٌ |
تُســـلِّي فؤادي غربـــةًً عن مكانيــــا |
فوا أســـفى يوماً حســـبتكَ صـــــاحباً |
فســرتُ ولم أســمعْ من العقل ناهيـــا |
ومــــا أســــفي إلا على فوتِ رتبــــةٍ |
أجاهــــدُ فيهــــا باديــــــاً ومباديــــــا |
أجزُّ بها الهامـــاتَ بالســـيف ثائــــراً |
وأسقي صدى الأوطانِ بالعزمِ ماضيا |
فإمَّــا حيــــاةٌ يكتبُ النصـــرُ عزَّهـــا |
وإمَّــــا شــــهادةٌ تغيــــظُ الأعاديـــــا |
لكَ الله شــــعباً يجحـــدُ الذلَّ طفلُـــــهُ |
ويأبى على ضيقِ الحيــاةِ التغاضيـــا |
تألَّـــــقَ في قهــــرِ العــــداة كأنَّــــــهُ |
مباســــمُ تحكي في ســــناها اللآليــــا |
إذا جـــارَ بالنفـــسِ الأبيّــــةِ جائـــــرٌ |
سَــمَتْ كالجبـال الشــامخات رواسـيا |
وإنْ قد تمـــادى في التحرُّش جاهـــلٌ |
غَدَتْ كالليــوثِ الغاضباتِ عواديـــــا |
كأنَّ على صهبٍ من الوحشِ صمصمٌ |
بذاتِ الحمى يرعى المروج الفيافيــــا |
رعـى اللهُ أهــــلَ الحقِّ من كلِّ حادثٍ |
ولا راعهمْ عــــذلٌ لِمَـنْ كانَ لاحيــــا |
لعمــركَ ما تنفـــكُّ ســــيبُ غمامــــةٍ |
تفي أهلها عذباً منَ المـــاءِ صافيــــــا |
إلهــي ومـــا لي غير بابـــكَ ملجـــــأٌ |
فإنَّـــكَ ذخري في الأســـى وملاذيـــا |
أراني زمـــاني من ضروبٍ عجيبـــةٍ |
وما كنتُ أرجو منـــهُ ما قــدْ أرانيــــا |
فقيِّـضْ إلهي في الحياة لنــــا الرضى |
وأطلقْ إلهي في الممـــاتِ سراحيـــــا |