حين يذوب الثلج
غفوت قليلاً،وكان طيفك يُرافقني ،أَفقت على عبق رحيقك
وقلبي يرتجف إشتهاء إليكِ
أوهمَني طَيفُك في ظل لحظة هذيان معه
فضممتك إليَّ
لم أنتبه لنفسي،وبنوبة فرح مجنونة حملتك بين ذراعيَّ
كأني أُحلق فوق سحابة ندية
وشعرك الغجري خصلاته رذاذ عشق تغازل وجهي المتعرق صبابة
وكأن الأرض قد فقدت الجاذبية
ولولا المرآة التي شاهدت فيها نزقي
لَكُنت موضع تَساؤل وَسُخرِية.......
وما بعد مُنتَصف الليل يُفتَضح الضَجِيج وتَتفتح أزهار الصمت
وتنساب الهمسات بين مُنحدرات الأمنيات لتصب في بحيرة التهدج
عِندها غَفوت بصمتٍ بنصف خجل.....
حُلماً كُنت كَحُلم التائه في البحر لليابسة
أُمنية كنتِ،وفاتني أني أُمنية كُنت لك
منذ زمن وأنا على بابك الموصود ويدي على زناد الجمر
تحترق أصابعي
وعلى أطراف الفوهة ..بقايا العمر
لعل في لحظة غفوة
تنطلق رصاصة البوح لتخترق نجواك الصامتة
منذ زمن بعيد
أسمع لك دندنة سجينة في سوح الكبرياء
ويمنعني عنك الحياء
ومن شُباك سهواً نسيتيه مفتوح
تطاير شعرك الغجري
وأطلت بسمتك الموناليزية
كُنتِ كالندى،كالشذى
لا أدري من فتح الشباك على مصراعيه
أأنا..أم أنتِ؟..
وحين سألتكِ
كُنتِ مثلي في سهوِ لحظة خارج تغطية الزمن
كأنها ذاك الثقب غير المرئي لعالم أخر
أكتشفت أنكِ عالمي المؤجل
منذ طفولتي مروراً بنزق العشرين
حتى النضج أكتمل...
أنتِ يا أنتِ القادمة من ركام السنين
تُفاح يافا وعِنَب جنين
ووشم كليوبترا وأهرامات الحنين
لَمعان الصحراء في وجنتيك
وزرقة البحر في عينيك
كالثريا مبسمك،وربيعاً هو ثغرك، وهدبيك قوس قزح
يا أنثى كل الفصول
تَوقدي بِسواد العتمة
وأطلّي بدراً بلا أفول.....
فقد نسيت يدي حول خصرك
وبعضاً من أشيائي عند ثغرك..
وعذبك الرقراق
يخاطبني يا فارسي الراق
القادم من شموخ النخيل
أنتظرتك فارسي..جيل بعد جيل
أنتِ يا أنتِ...
وحيدا أنا والليل متخماً بالهواجس والأُمنيات
أطوي المسافات حلماً أليك
وكأني بكِ عيون ذئبة ووثبة مهرة ورشاقة ريم وأناقة زرافة
زاهية بألوان فراشة
أنتِ يا سري المفضوح من نزف الجروح
كـأنكِ تختصرين كل النساء في وجنة من وجنتيك
كأنكِ تختصرين كل الإناث في إحدى شفتيك
وما تبقى وما أكثره لا يشاركنك فيه أحداً من النساء
إلا أنا..والسماء
القصي