نميرة2 - اعترافات حمار

سأموت واقفا .. ككل أشجار الأخشاب الكريمة التي تتعطرين بحرقها .. ولن تُجديَ معاولُك فيها .. فالسنديان يعطر حتى الفأس التي تـقطعه ..
وسأذكرك وانت تلفين الحبل حول عنقي كأسوأ تجربة وحيدة لي .. .. وستذكرينني كأكثر الحمير صبرا وأطولهم تحملا .
وستكافئينني على ذلك بلفافة تبغ ادخنها قبل تنفيذ الحكم !

أجل إنني أموت .. ولك الآن أن تشربي دمي نخب انتصارك .. وسأشرب معك نخب انتقالك إلى متحف الحياة اليومية لعصور ماقبل الحب .. ونساء ماقبل المبادئ..حيث لكل يوم رجل .. ولكل رجل حب .. ولكل حب ضحية .. ولكل ضحية مزبلة.

إنني أعترف الآن يا سيدتي أنني ماكنت إلا حمارا حمل قلبك و وقتك الى بر الامان وتسليت به دهرا .. فأعطاك ثلثي عمره وأربعة أرباع قلبه, ومن عروقه ما يعطيه متسكعوا الليل لاول مصاص دماء يجدهم..

طبعا لا تتخيلي ان هذا الكلام محاولتي الاخيرة لاستدرار عطفك او لاعادتك او حتى لتغييرك .. ابدا .. ولكن الميت لا يضره ان قلنا له انت ميت .. ولن يزعجه صراخنا فوق راسه .. ولا يهم عقب اللفافة ان قذفناه في سلة دورة المياه ام في الحوض المجاور لها..

هي رسالة باتجاه واحد إذن , وما لجرح بميت ايلام.. فاذا كانت الضحايا لديك تتشابه فان الرجال لا تتشابه مثلما النساء لا تتشابه فأنت مثلا امرأة نادرة ..واعترف انني لا زلت مندهشا لجبروتك .. فكل هذا العمر من الذكريات والوعود والنجوم والاقمار لم يكلفك سوى ضغطة زر. وقلائل هن الوصوليات اللواتي يتسلين باعمار الاخرين حتى إذا لاحت لهن فرصة افضل ركلنهم كعلبة غازية فارغة .. بهذه البساطة الشديدة التعقيد.

ها أنت اذن تدشنين النسخة الاولى من كتاب تاريخ الخيانة .. فهنيئا لك كتابك .. وهنيئا لك انتصارك .. ايتها الخاسرة.
اما انا فساجمع اوراق هذاالكتاب وكل مافيه من ذكرياتي واشعل فيها النار .. لا لشئ الا من اجل لفافتي التي سأدخنها كما اعتاد المحكوم بالاعدام ان يفعل في كل مرة يشنق فيها.
لفافة اجدها اكثر نفعا منك ومن كتابك ومن عمري بين ثناياه .. ان كان لها نفع ..

ما اصعب ان تموت واقفا ..
ستجد نفسك محتارا بين هول النزع ..
وصعوبة المحافظة على التوازن ..

.

الفاضل

معاذ .......

الحياة تجربة من ضمن التجارب التي نعيشها

ومن التجارب تتراكم الخبرة ؛ فتولد لدينا الإحساس بالكشف عن الثمين والغث

الجد والهزل , القيمة وألا قيمة ؛ الصدق والكذب ,,,,,,

فالعطاء للحب شيء جميل ؛ ولكن المؤلم والذي يحز في النفس هو الخداع

وعندما يصاب الإنسان منا بهوس الحب ؛ لا يرى إلا كل جميل في محبوبته ..؟

وهناك مثل يقول ( من باعك بعه ولو بتراب )

تحية مملؤة بالشجاعة والاعتزاز بالنفس


كن كما أنت لا كما يريد الآخرون


تقبل التحايا

" و لقد كرمنا بني آدم "

رفقا بنفسك يا عاقد .

محمد:
شكرا لتعليقك ودخولك المسهب.
الكتابة ماهي الا تجربة يعيشها قلمك او قلبك.
لا تقلق ..
..........
حرة:
بربك الم يلفت انتباهك غير هذا ؟
لماذا نتعامل مع النص بشكل سطحي حد السذاجة؟
وما الغرض من اظهار الرصانة على حساب الموضوعية؟
لماذا لا نتعامل مع النص بعيدا عن كاتبه؟.

تحيات كاتب

عاقد

بلى ، لفت انتباهي مشاعرك الموجوعة و عجز قلمك عن التعبير عنها و قد تجمعت في سمائك كثيفة فتساقط بعضها كما رأينا ، و بقي جلّها معلقا بين السماء و الأرض .
أترى أنه من الغباء النظر إلى شكل النص و ألفاظه و التي اخترتها لتعبر بها عن فكرك و حسك ؟؟
إذا كنت تظنه غباءا فارجع إلى مناهج النقد و التحليل ، فلربما أدركت أنت ما وقعت فيه من خطأ .
ثم أي موضوعية هي تلك التي تقول لنا أن نعبر عن مشاعرنا بأي لفظ نجد مناسبا لحالنا ؟ أمن الرصانة فقط تجنب ما يسوء من حروف تلبس أفكارنا ؟
يا عاقد القلم ، إن كنت تدرك أن لكل عمل حساب فاعلم أننا محسبون على كل حرف ننقل به مشاعرنا أو أفكارنا ، أوليس إهانة النفس مما يحاسب عليه المرء .
ثم ، أما وجدت غير الحمار ليرسم لك بكل موضوعية حالك المؤلمة المتوجعة .
أدرك دوما أن الكاتب إذا لم يؤثر بحرفه فيما حوله فسيكون هو الخاسر الوحيد ، أفلا نرسم موضعيتنا بما يؤثر في الناس إيجابا و قبولا لا نفورا .

يا عاقد ، حينما نقدت لفظك الذي يترجم فكرك ما فكرت في كونك عاقد أوغيره ، و لربما لو كنت غير عاقد لكنت أشد في نقدي .


تحية ناصحة .

شكرا لك اذ أوضحت طريقة تفكيرك..انه لمن الجميل - والمسلي احيانا - ..ان يرى المرء كيف يفكر الآخرون ..

تحيات حزين

أما قالوا ياعاقد إن من أجمل الأشياء التنزه في عقول البشر .

فلا تحزن ، و تسلى .

يقول ابو ماضي:

دع عنك نصحي بالتبلد ساعة
يا صاح قد ذهب الأسى بتبلدي
ما زاد في أسف الحزين وشجوه
شئ كقولك للحزين تجلّــدِ

سأقفُ
كعمود نور عتيق
أهزج بأناشيد البدو الرحل
ومبتهله للظلام
بكامل خفقات القلب
علّهُ
يصلُ صوتي
إليك.

لن يكون العمر قد تأخر
لتعود إليك
فصوتك يتسلل من بعيد
حارقا حياة بأنفاسه
كأني أرى صورة جسدك
مستلقيا في العتمة
كجذع شجرة يلتهب
أبصر ذراعيك تمتد
رابيتين في صحراء الليل
وأسأل
كيف لنا أن نتعلم الحب
حين يكون المساء جافاً كسنديانة
والسهوب كلها لا تغري بالسفر.؟




صوت

بالطبع النص رائحته كالعادة رائحة عاقد ، وهو أحد درره .

ولكن ما لفت انتباهي هذه المرة وأكثر من مرة ، هو مشكلتنا التي عانينا وما زلنا نعاني منها وهي :

إسقاط الكتابة على الكاتب

لماذا مازلنا نعاني هذه المشكلة ، الكاتب هو مجرد معبر عن حالة وفكر ما في داخله فقط .

متى سنتفهم هذه النقطة؟؟

تحياتي ،،،،