بين السراب والسحاب
(سؤال يبحث عن إجابة)
ظــلَّ كــالأرضِ طـامعاً فـي إجـابَةْ
مِـنْ فَـمِ الـماءِ يـا رُعُـودَ السَّحَابَةْ
لـم يـزلْ يـرشفُ الأمـاني كـؤوساً
مِـنْ وعـودٍ لـمْ يَـلْقَ فـيها شـرابَهْ
كـبـريقِ الـسـرابِ يُـصـبِحنَ وَهـماً
ويُــضـاعِـفـنَ حُـــزنَــهُ واكـتـئـابَـهْ
أنــهـكَ الـقـحطُ جَـنَّـتَيهِ انـقـساماً
واحـتَـسَى الـرملُ دَمـعَهُ وشـبابَهْ
يـا لِـصَبٍّ يَـهِيمُ فـي الأرضِ شوقاً
بـــاتَ يـشـكو عـنـاءَهُ واغـتـرابَهْ!!
***
يــا ابـنةَ الـغَيمِ مُـنذُ أرعَـدتِ يـوماً
نَـسِـيَ الـمُـزنُ أرضَــهُ وانـسِكابَهْ
مِـنْ سَـنَا الـبرقِ كـادَ يَـنداحُ فَجرَاً
عـبقريَّاً فـي الـناسِ يُلقِي خِطابَهْ
كــيـفَ عــاثـتْ بِــكِ الـريـاحُ ولـمَّـا
يَـصـدُقِ الـوعـدُ مـاطِرَاً بـالإجابَةْ؟!
***
كـيفَ أضـحَى رَبِيعُ قَومِي خَرِيفَاً؟!
وبَـكَـى الـبُلبُلُ الـمَهِيضُ مُـصَابَهْ!!
كُـلَّـمَـا لاحَ بـــارِقٌ فـــي سَــمَـاءٍ
لا يَـرَى الـناسُ وَدقَـهُ بَلْ شِهَابَهْ!!
شَـبَّتِ الـنارُ فـي الـجِنَانِ فأضحَتْ
كـالصحاري، وكَـشَّرَ الـموتُ نابَهْ!!
أتَرَينَ (السعيدَ)؟!.. أمسَى خَرَاباً؛
اسـتـبـاحـتْـهُ فــتــنـةٌ وعِــصَــابَـهْ
وتــلاشـتْ أحـــلامُ جـيـلٍ شـريـدٍ
تــأكــلُ الــحـربُ خُــبـزَهُ وكـتـابَـهْ
***
يــا ابـنَـةَ الـضـوءِ كــادَ يـنزاحُ لـيلٌ
هَـتَـكَـتْ شُـعـلَـةُ الـربـيـعِ نِـقـابَـهْ
أتُـعِـيـدِينَ فَــجـرَ شَــعـبٍ جَــرِيـحٍ
أسـدَلَـتْ ظُـلمَةُ الـعُصُورِ حِـجَابَهْ؟
فـأجـيبي الـجـريحَ مـادمـتِ أهــلاً
لا تُـطِـيـلـي اشــيـاقَـهُ وعــذابَــهْ
أو فَـكُـفِّي عَــنِ الـوُعُـودِ وغِـيـبِي
ودَعِي الشعبَ فِيكِ يُثنِي حِسَابَهْ
وسـيـأتـي جــيـلٌ جـديـدٌ ويَـنـجُو
يـوسفُ الـفَجرِ مِـنْ ذئـابِ الـغَيَابَهْ