صفق له الكثيرون،أبهرهم بشعره،تأثروا بقصصه،أثنى عليه الجميع
و لكن حين جاء وقت التتويج،أعتلى غيره المنصة،تعجب الكثيرون،
و تعالى الهمس،و أصغت الآذان،لقد أسكنوا من هم أقل منه إبداعا
لأنه كاتب متدين،ينشر القيم،ينادى بالفضيلة،لأنه صاحب رسالة
قال له صديق أريب:-ما رايك لو تخوض التجربة؟
رد فى إحباط شديد:- تعرف أننى ما رجو إلا وجه الله
قال صديقه سنجرب...مجرد تجربة...سنة واحدة لا أكثر
*****
مدح قائد المسيرة،وصفه بصفات الأنبياء و المرسلين فى صدقه
و أمانته،استقبله الزعيم فى بيته فاتحا له ذراعيه
خافه الوزراء و كبار الساسة،إنهالت عليه الهدايا و الترشيحات
طبعت أعماله الجديدة على نفقة رجال الأعمال
و كلما زاد العرى فى قصصه ،لمع نجمه أكثر-كأن النجوم تكره
الستور-
*****
مرت السنة سريعة و مازالت قائمة طويلة من القنوات تنتظر
لقاءه الموعود،
حصد كل جوائز الدولة الأدبية،كتيبة من النقاد يمجدون كتاباته
يضيفون إليه هالة سماوية،كأنه ينتسب إلى الملائكة
تعامل بذكاء كبير فى كل المواقف التى تعرض لها
كان بعض المشاكسون يذكرونه بكلماته القديمة القريبة
إنه التنوع-هو نوع من الإبداع الذى يحتاج إليه المفكر لثقل
تجاربه
كان يعرف أنه يكذب،و هم يعرفون أنه يكذب،و هو يعرف أنهم
يعرفون أن الجميع كاذبون
*****
بعد بضعة أشهر ،لم يستطع صديقه أن يلتقى به،ضيق الوقت
يا صديقى
*****
عشق حياته الجديدة،و الفيلا الجديدة ،و البدل الجديدة
كره ماضيه القديم ،و قلمه القديم،و صديقه القديم
وشى به فتم اعتقاله
*****
تغير النظام ...فتغير الكلام
*****
كتبه القديمة لا تقرأ ،فهى لا تشبهه
كتبه الحديثة لا تقرأ،فالجميع يعرفون كذبه
*****
خرج صديقه القديم بعفو رئاسى
هاجر خوفا من الإعتقال
*****
قال حين سئل عن ندمه:- لا لم أندم ...إنما هى مجرد تجربة