هي...
هي كوردة في حديقة، ألوانها عديدة، تغرينا بالاعتناء بها جيّدا.. فيحظى البعض برائحتها ويبذل ما في وسعه لتظلّ متفتّحة مغدقة عليه من شذاها، وليبقى منتشيا، وبأجواء الفرح مبتهجا.. ينعم طويلا بها مستبعدا أنّها ستذبل يوما ما.. ولكنّها تذبل بعد فترة طويلة لا لقلّة اهتمامه، بل لأنّ قوى علويّة تتحكّم بوجودها فتمنع عنها ماء السّقاية لتذوي ثمّ تهوي أرضا..
وهناك من تسعفه الأيّام فيشمّها ويهنأ بطيبها، ويحلّق في سماء البهجة فرحا بما فاز، وهانئا بما حاز، وفجأة يجد جلده قد خرّمه شوكُها، وأدمى قلبه تجريحُها، فينزف الأسى حسرة على ما له جرى !
وقد يكون نصيب البعض من تلك الوردة أشواكها.. كلّما عمل جاهدا للاقتراب منها تخزُهُ وتؤلمه وربّما تدميه.. يضمّد الجراح دون كلل، ويعاود الاقتراب منها بلا ملل، وهيهات أن تظهر له في الأفق بارقة أمل تسعفه بشمّ عبير تلك الوردة لفترة وجيزة من الزّمن، فتجفّ وتتهاوى، ولا يأخذ منها ما يروي ظمأ رغبته بها!
أليست هكذا هي حياة البشر ؟!