ظلت الشجرة عارية طول الخريف لا يكسوها إلا بعض الأغصان وعندما سألها العصفور عن بقائها صامدة لوحدها طويلا؛ قالت: إنها الجذور.
ثم سألت الشجرة العصفور: لمن تغني؟ فقال: ولماذا لا أغني ؟! فسكتت الشجرة.
سأل العصفور: لماذا تعطين الثمر أيتها الشجرة؟ .. تمايلت الشجرة وهزّت أوراقها طربا.
شكرت الشجرة التربة الخصبة، وقالت: لماذا تعطينني الأملاح والماء أيتها التربة؟
قالت: إنهما الأرض والمطر.
سأل التراب المطر: كيف أتيت؟
نظر السحاب إلى السماء وقال: هي الغيمة.
تثاءبت الغيمة التي كانت تريد أن ترقد وتستريح بعد رحلة تعب ثم أفاقت..
كذلك قال الله تعالى:
( اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ )[ إبراهيم : 32 ]
صدق الله العظيم .
ثم أشرقت الشمس وحمد الجميع الله وشكروه على تسخير النعم ووهبهم البذل والعطاء.