سَألْتُ الشَّيخَ
سَألْتُ الشَّيخَ : ممَّاذا تُعَاني؟.........فقالَ: من الرَّتابةِ و الجمودِ
حَياتي لمْ يعُدْ فيها جَديدٌ.............و كَانتْ سَابقًا مَأْوى الجديد
شبابي منْذ ولّى راحَ عيشٌ..........بديعُ الحسْن كالوَرْد السعيد
صَحبْتُ الدَّهرَ لكنْ خَانَ ودِّي..........و كَافَأني بِأنْواعِ الصُّدود
وكنت أعيشُ مثلَ الطير حرًّا....فصرتُ أعيش في كنفِ القيود
فوا أسفا بقيتُ بلا شبابٍ...........أحسُّ بصوْلة الضيق الشديد
لقد أكل البياضُ سوادَ شَعْري....و صار السمْعُ في جهْد جهيد
حُضوري لمْ يَعدْ شيئًا مُهابًا...........كَأنِّي لمْ أكنْ مثلَ الأُسُود
دَوامُ الحُزْن أعياني كثيرًا............. كأني حاملٌ عبْءَ الحديد
نهاري لم يعدْ وجْها بشوشًا..........و ليلي صار مرًّا بالسهود
سُكوني قَدْ غدا عَنِّي بعيدًا..........و قلَّ الصبْرُ عن ذاك البعيد
لقدْ أَصْبَحْتُ في الدنيا وَحيدًا........حليفَ العَجْز وَ الهمِّ المديد
وإنَّ العجْزَ إنْ أَضْحى غِطاءً........لِشخْص كانَ أَوْلى بالهُمود
فؤادي ضاق بالأحزان ذرعًا...... فَليْتَ البشْرَ يَظْهرُ مِنْ جَديد
لقَدْ ضَغطَ السّقامُ عَليَّ حَتَّى........سَمِعْتُ حديثَ سُكَّان اللحُود
بكيتُ من الأسى و الهمِّ حتى.....غدا دمْعي يسيلُ على الخدود
وكيف الصبْرُ عنْ ما كان عندي......يشكِّلُ منْبعَ العيش الرغيد