لا تحزني....
لا تحزني فقد مر عام أخر... لا تحزني فالعمر رحلة تمر دون أن نشعر بها مع الأيام وها أنا لازلت في حالة انتظار وأمور كثيرة حدثت معي،،وأنا هنا خائفة مرتبكة... لا تحزني!! هكذا أقنعت نفسي بعد عناء من القلق والحيرة والخوف من كل شيء هكذا أقنعت نفسي بأن أمور كثيرة أمامي... ،، وأنا انتظر بأمل دونما ادري أنتظر أشياء... لى ... لوطنى ... الكبير!!! ،وأبكي أتألم أحزن احتار.... أغضب وأصمت لأعود للبكاء مجددا في كل اللحظات الصمت عندي.... فتاهت حتى الابتسامات في دنيا كثر فيها الضحك وقل فيها الصدق.. لا تحزني اخترتها شعارا حقيقيا يحملني مع الأتي والماضي مع الأيام بلحظاتها وبكل ما فيها وسنواتها التي تمر لترسم شحوب الوقت والزمن.... لترمينا في غبار السنين ولا نشعر به إلا بعد حين... لا تحزني رددتها مرارا بيني وبين نفسي لا ادري متى سوف أكون أفضل ويأتي وقتى... فرحا وأحلم.. لا ادري ماذا أفعل؟؟؟ أضحك ثم أضحك ... متاهات ملتوية في فكري وسياط الخوف تجلدني.. بيد إن الرهبة والفزع من كل ما هو حولي أمور حملتها لي الأيام ربما قد أكون قد سعدت بها وربما أكون قد استسلمت لأنها قدرت لي فنحن لا نملك حيال ذلك إلا الرضي بالواقع وان تؤمن بالقضاء والقدر...
لا تحزني علمتها لي الحياة أيامي.... ولحظاتي ....لا تحزني تراود حتى أحلامي فاأنا عندما أنام لا احلم بل أفكر وأفكر... أشياء كثيرة تسكنني وتمنعني لا تحزني... أمحو بها شجني وأفكر... لا تحزني أرضي به نفسي وأداوي بها جراحاتي... لا تحزني أمحو بها شهور لعام مضي كئيبا بأحداث مشوشة وواقع روتيني لا يخلو من انفجارات لأحداث كثيرة.....
لا تحزني انقضي عام أقولها ربما بمكابرة وعناد عندي لا تنتهي... لا تحزني ارسم من خلالها بسمة تعلو جبيني وينشرح بها فكري قبل أي شيء أخر لا تحزني.... أكررها وأكررها حتى في نومي...... فوداعاً أيها العام الراحل وداعاً فقد كنت قاسيا بكل مافيك ثقيلا محزنا لي في محطات عدة... وداعا يا أياما رحلت بحلوها ومرها لتترك ندب، وأخبار ربما ندفنها في صدورنا وربما نرويها بعد حين، وداعاً فقد كنت متعباً.. لولا الأيام واليقين ..هكذا حدثتني نفسي لا تحزني وأقنعت بأن ماهو لي لن يكون الا لى و ماهو علي عليُ، وقالت لا تحزني وكوني صبورة فبعد الترحال والصحراء سوف تجدين جزر، وسوف تصادفك ينابيع، وسوف تشرق وتسطع الشمس ليس لك وحدك بل سينتصر فيها وطني المتعب ويخرج من أحزانه....لاتحزنى فالصبر جميلا مع التحدي،،، فخوفك لن يكون عجزا لأيام ظننت أنها لن تأتي...دعك من عاما مضى فأيامه رحلت وهذا لم يعد يجدي... هكذا قالت نفسي لا تحزني فقد يأتي هذا العام بالفرح واليقين لكل أبناء الوطن لا تحزني فلن يدوم الليل الطويل فيه وسنودع مع هذا العام زمن التيه والتشرد.. لا تحزني فلن تكوني وحيدة فقناديل الفرح لا تنطفئ في ديارنا ولن تنطفئ فحتما سيكون هناك زمن للفرح أيضا....
بقلم / سالمين القذافى