|
يا عينُ جودي فقلبي اليوم مكلومُ |
والصدرُ من زفراتِ الغبنِ مهمومُ |
بغدادُ ناحتْ ورجسُ الغربِ واطئها |
والطهرُ بعد نضالِ الشعبِ مرحومُ |
أيفقدُ الأرضَ أشرافٌ بجملتهم |
ويسكنُ الأرضَ مدحورٌ ومذمومُ |
ماذا أقولُ وفي الأرياقِ حارقةٌ |
نارُ الخنوعِ ورأسُ العرب مهزومُ |
أيبسمُ الثغرُ في وجهِ العداةِ ولا |
لوجهنا ثغرُ بل ذا العصرُ مشئومُ |
عذْبُ الفراتِ غدا مرّاً لشاربهِ |
ونهرُ دجلةَ بالأعداءِ مسمومُ |
يسوقُ وطأةَ أمريكا بنو وطني |
على الجباهِ وفيها الذلُّ معلومُ |
شرُّ القنوطِ بدا في أمرنا جللٌ |
وقبل ساحِ الوغى الإقدامُ مهزومُ |
جوٌّ يعكرهُ الطاغي فيخنقنا |
وعن نقاءِ الأمورِ الثغرُ مكمومُ |
تاللهِ ما السقمُ إلا من تنافرنا |
فالخلفُ أعمدَ والتوحيدُ معدومُ |
لم يبقَ للشرف السامي مطالبهُ |
والحرُّ عبدٌ من الأوغادِ محكومُ |
يا أمّتي هلْ صُفِعْتمْ من كفوفهمُ |
أمْ صفعتي عُزلتْ والعزُّ ملطومُ |
آهٍ وقلبي إلى حزنٍ يمزّقهُ |
يشكو كصقرٍ علا أجواءهُ البومُ |
فغرُّةُ المجدِ حكّامٌ تأخِّرها |
وحافرُ الخزيِ للأوغادِ تقديمُ |
ما عاد أمرٌ جليلٌ كي نقيّمهُ |
وكلُّ جيلٍ لهم في الأمرِ تقييم |
عذراً فقد مُرّغتْ أنفٌ وما بقيتْ |
كرامةٌ إذ محاها الغربُ والرومُ |
ضاقتْ حياةٌ على دمعٍ بما رحبتْ |
والنوحُ زَجّتْ حواشيهِ المظاليمُ |
هلِ الخضوعُ إلى الأعداء واجبنا |
وفي الجهادِ عنِ الأعراضِ تحريمُ |
يا ربُّ عبدٌ ينادي والدموعُ بهِ |
سواجمٌ وفؤادٌ فيهِ مقصومُ |
وأنت تعلم إذ تخفي الصدور فهل |
لمثليَ اليوم في الأحوالِ تكليمُ |
فرّجْ هموماً وضيقاً بات يرهقنا |
أتى بهِ ظالمٌ للحقِّ مزعومُ |
وأنت حسبي وحسبُ المسلمين إذا |
ناداك في الكربِ للإفراجِ مظلومُ |
يا جيل أمّتنا في عصرنا وهنٌ |
حالُ التراخيَ تخريبٌ وتحطيمُ |
دارتْ رحاهم على أعشابِ لقمتنا |
وجرْعةُ التَّعْسِ في الأفواهِ تطعيمُ |
نبكي الهوان ونشكو من رواحلنا |
والليلُ طالَ وحصنُ الصبرِ مخرومُ |
وساعدُ الجهدِ مبتورٌ فلا قيماً |
لها نروم وعفشُ البيتِ محزومُ |
أخشى الوداعَ قريباً أنْ نودّعها |
أرضاً لينعقَ فيها الرومُ والبومُ |
بأيِّ كفٍّ إذا بنّا نودّعها |
إذ كان كلَّ وداعٍ فيهِ تسليمُ |