أيَـا دُنْـيا كَـفـانِـي الْـيَـوْمَ ضِـيـقِي
وَ عَــهْـدُكِ خَـادِعٌ صِـنْـوَ العُـقُـوقِ
لَـبِـسْـتُ ثِـيَـابَـكِ الـنَّـكْـرَاءَ عُـمْـرا
فَـمَـا أَغْـنَـتْ سِـوَى لَـوْنِ الـبَرِيـقِ
شَـرِبْـتُ بِـخَــانِـهَـا كـَأسـاً دِهَـاقـاً
ظَـمِـئْـتُ وما بَـلَـلْتُ الدهْـرَ رِيـقِي
فَـأَضْـمَـرْتُ اعْـتِـنَاقَ الخَـيْـرِ دَوْمـاً
أَزَحْـتُ الخُـبْـثَ مِـنْ زَمَـنٍ سُحِـيـقِ
وَسِـعْـتُ الْـكَـوْنَ عَـرْضاً بَـعْدَ طُـولٍ
و لَـمْ أَقْـرُبْ بِـسَـعْـيِـي لِلْـمَـضِـيـقِ
أَنَـا كَـالـنَّـسْـرِ لا أَرْضَـىَ الـدَّنَــايَـا
و لَـمْ أُبْــدِلْ عَـلَى وَهَـنٍ رُحِـيـقِـي
أَبِـيـعُ الـعُـمْـرَ فِي كَـسْبِ المَـعَالِي
و أُخْـرِجُ تِـبْـرَهَـا بَـعْـدَ الْــحَـرِيـقِ
أُبَـارِي الـنَّـجْـمَ فِـي العُـلْيَـا ارْتِفَاعاً
و لا يَـدْنُـو لِـنَـعْـلِي فِي السـُّـمُـوقِ
تُــزَاحِــمُـنِـي الـدَّنَـايَـا كُـلَّ صَـوْبٍ
فَـأَرْكُـلُـهَـا فَـتَـهْـرُبُ عَـنْ طَـرِيـقِي
و أُدْنِي الشَّـمْـسَ مِـنْ كَـفِّي بَـهَـاءً
و لَـسْتُ لَدَى الصَّـغَـائِـرِ بالشَّـفِـيقِ
أَنَـا ابْــنُ الـنُّـورِ لا أَرُجُــو ظَــلامـاً
و إِنْ أَدْجَـتْ فَـمِـنْ نُـورِي رَفِـيـقِـي
رَضَـعْـتُ رُجُـولَـتِـي بِـالـمَهْدِ طـِفْـلا
و مَـا شَـرِبَـتْ عَـلَـى كَـدَرٍ عُـرُوقِي
و تَـشْـهَـدُ لِى المَـكَارِمُ فِي حِيَاضِي
و قَـد كَانَـتْ عَـلَى الْـجُـلَّىَ رَفِـيـقِي
و أَحْـمِـلُ كَالـسَّـحَـابِ الـخَـيْـرَ دَوْماً
وَ مَـا رَعَـدَتْ عَـلَى طَـمَـعٍ بُـرُوقِـي
أَفَيـضُ و خَـافِـقِـي بِـالْـغَـيْثِ بَـحْـرٌ
فَـأَرْوِي الـجَدْبَ إِنْ جَـادَتْ غُـدُوقِـي
فَـيَـا مَـنْ قَـدْ يَـخَـالُ الـنَّـاسَ بَـيْـعاً
فَـقَـدْ كَـسَـدَتْ بُـيُـوعُـكَ كُلَّ سُــوقِ
و فَــتِّـشْ عَـنْ نَـقَـاءِ الـحُـرِّ صِدْقـاً
فَـإنَّ الـدُّرَّ بِـالـقَـاعِ الــسَّـحِــيـــقِ
و رَاجِـعْ فِــي الـبَـرَايَـا لَـيْـسَ إلا
قُشُـورٌ قَـدْ تَـرَامَـتْ فِـي الطَّـرِيـقِ
أنَـا صَـقْـرٌ عَــلَـى قِـمَـمٍ تَـعَـالَـى
وَ لَـسْــتُ كَـدُودَةٍ بَـيْـنَ الشُّـقُـوقِ
أَصُـونُ العَـهْدَ فِي شَـتَّىَ الْمَـنَـاحِي
وَ أَهْـرُبُ مِـنْ خَـسِـيـسٍ كَالـرَّقِـيـقِ
مَـتَى تُـشْـرَى الـنُّـفُوسُ لَدَىَ كِبَـارٍ
أَفِـقْ إِنِّـي عَـلَـى العَـهْـد الـوَثِـيـقِ