تساؤلات..

السلام عليكم ورحمة الله
هذه محاولة شعرية كتبتها قبل بدء حرب الخليج الثانية وما أشبه اليوم بالبارحة

تساؤلات
~~~~~~
عالم اليوم..
إلى أين يسير؟
الحزن يملئه..
والفرح قصير
أتراه بالحب جدير؟
أم للرأفة في النفس
يثير?
أجيبوني
كيف تحول الهديل
إلى هدير؟
وتدفق الخرير
إلى شخير؟
ظمائر في سبات
وقلوب هي أقرب للممات
والعالم يسير
ترى...
إلى أي مصير?
,,,,,,,,,,,,
عالم اليوم..
ماأقساك !
فإلى أي مدى
سيصل مداك؟
وأي الأيدي
ستتلقاك؟؟؟
أيدي شيطان
أم أيدي ملاك...
أسئلة تراودني..
فياإطلالة الغد
متى نلقاك؟
أبالخير آتية...
أم بالهلاك؟؟؟؟؟

نأمل ان تكون اتية بالخير.

شكرا لك.

لي سؤال واحد فقط يا أم محمد .....

من الذي يقود الآخر ويحدد معالمه؟؟؟ أهو الإنسان من يقود الأيام أم أليام هي من تقود الإنسان؟؟؟؟

هل مفهومنا للقضاء والقدر بهذه الضحالة وسوء الفهم بما سيوردنا مهالكنا؟؟؟

تحياتي وتقديري

إليك الجواب أخي الكريم
الإنسان والأيام يقودهما كلاهما قدر الله ومشيئته
(ثم السبيل يسره#ثم أماته فأقبره)
(وتلك الأيام نداولها بين الناس)
وماكتبت سوى أسى لما يحدث...وتساؤل عم سيحدث..دون اعتراض على القضاء والقدر..فهل هذا مورد للمهالك؟ّ!

أختاه أنت لم تفقهي أمر القضاء والقدر بالشكل الذي أراده المولى سبحانه ...

إن المعنى الآخر لكلامك هو استسلام المرء لصروف الدهر تطيح به يمنة ويسرة وهو معنى آخر للتواكل والتخاذل وهذا ما لا يريده الله تعالى منا ...

إن شر ما أصابنا كمسلمين قد أصابنا بسبب هذا المفهوم الخاطئ للقضاء والقدر بما دفعنا إلى أن نهوي إلى قاع الوجود .... هذا أمر خطر ولتعلمي أن الله لم يسير الإنسان بل خيره وهداه النجدين وأمره بالعمل والتفكر بل ومحاولة رد القدر بأشياء كثيرة من بينها الدعاء إلى الله تعالى والصدقة وغير ذلك مما ورد لنا في الأثر.

إن قضية أن القدر هو ما يحدد حياتنا بهذا المفهوم الخاطئ بأن الإنسان مسير وإنما كل ما يصيبه إنما هو أرادة الله به يدعو إلى التفكر بأمور قد توصل إلى سبل الشيطان وعلمنا أن الله حق عدل لا يظلم الناس مثقال ذرة قد يتبخر بهذا المفهوم ليصبح ربنا حينها - تعالى ربنا الرحمن عن هذا - ظالماً يقدر لنا الأمر من بداياته ولن يقدم أو يؤخر في مصيرنا ما نفعل بل إن هذا ينفي مبدأ الحساب والثواب والعقاب وعدالة أمره ...

تذكري قول ربنا ...

(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165)

(وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (البقرة:57)

(مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (آل عمران:117)

(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:135)

(أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (التوبة:70)

(إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (يونس:44)

(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) (هود:101)

(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (ابراهيم:22)


والآيات التي تتحدث عن ظلم الإنسان لنفسه بما ظلم نفسه باختياره كثيرة ولذا لإمر القدر يجب أن يفهم على أنه علم الله بما يحدث للعباد دون إرغامهم على فعل ذلك ثم أنى للمرء أن يعلم ما قدر الله له وكيف نظن بالله ظن السوء وهو القائل:

(مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً) (النساء:147)

فعلى العبد العمل بما يعتقد فيه رضى ربه ويحرص على أن يغير ما بنفسه حتى يغير الله حاله إلى مافيه سعادة الدارين ....

تحياتي وتقديري

اوافق الاخ سمير على رده وشرحه بالنسبة للقضاء والقدر.
القدر باختصار معناه كمية او شيئ محدد او قانون الهي.
القضاء هو عبارة عن مشيئة الله سبحانه سواء كانت تخص الانسان او تخص القرارات الالهية.
مثال قال تعالى:"وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين ولتعلن علوا كبيرا"
هذه الاية مثال على قضاء يخص الانسان وقد اعلمنا الله سبحانه به.
مثال اخر يخص الذات الالهية اي القضاء او القرار الالهي هو
"فقضهن سبع سموات في يومين واوحى في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا.ذلك تقدير العزيز الحكيم".صدق الله العظيم.
عندما امر عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عبيدة بن الجراح وهو في الشام ان يرحل عن منطقة اصيبت بالطاعون الى منطقة اخرى رد عليه عبيدة قائلا"اتهرب من قضاء الله وقدره؟"
فرد عليه عمر قائلا"اهرب من قضاء الله الى قدره".
والمعنى ان الله تعالى قضى(قرار الهي) ان يحل الطاعون في منطقة معينة ولكن قدر الله (اي القانون الالهي) كما افاد عمر ان هنالك منطقة لم يصبها المرض وعليه كان على الجيش المسلم ان يهرب او يذهب الى منطقة ليس فيها طاعون.فالقدر او القانون الالهي يقتدي ان ننشد مكانا عاليا اذا كان هناك طوفان او فيضان.
في سورة يس قال تعالى:"والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم.لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون".
اي كل يسير حسب قانون الهي محدد.
فالانسان ليس مسيرا بالكامل ولا مقيدا بالكامل وانما هو امر بين امرين.
مثال:بمحض اختياري اقطع الشارع فالقرار قراري ولكن اذا صدمتني السيارة فانه قضاء الله سبحانه وتعالى اي قرار الهي فمن منا يريد ان يؤذي نفسه اذا كان عاقلا؟
وقد نظمت ابياتا في هذا فقلت

لا جبر او تفويض في عمل الفتى........ كفر الذين تقولوا التسييرا
فالعبد هونا ما تخير مشيه ................والعبد هونا ما مشى مجبورا
امر الحكيم عباده تخييرا ................. ونهاهمو ان ياثموا تحذيرا
هذا وكلف في الامور يسيرا ............. سبحانه ما كلفن عسيرا
يعطي العباد على القليل كثيرا ........ ويزيدهم ان اجزلوه شكورا
لم يكرهن عباده في طاعة ............. او يعص مغلوبا ولا مقهورا
وفي ابيات اخرى
الخير في الاصل شاء الله للازل ........ والشر محدثه الانسان في العمل
شاء الحكيم فاعطانا وخيرنا .......... فالناس ما بين مستعل وممتثل
هذا الى النار مرهون بفعلته ........... وذاك في رحمة الله بلا وجل
ومستحيل بان نحيا بلا خطا ............ والنفس امارة بالسوء لم تزل
وليس في الخلق معصوم سوى رسل.... اميرها المصطفى من غير ما جدل
قد عاش ادم جذلانا بجنته .................... مكائد ابليس منه بعد لم تنل
فكان ما كان من سهو ومن خطا ......... وقيل في الارض ماواكم الى اجل
"مشيئة"الله كانت قبل زلته ................ بان نعيش هنا في الارض من زلل
مثل السفينة في الميناء قد سلمت ........ من العواصف والامطار والبلل
لكنها ليس للميناء قد بنيت ................. وانما لركوب البحر والهول
والله نسال ان يوفقنا لما فيه الخير للجميع وتقبلوا احترامي بهذه المشاركة المتواضعة وارجو من الله ان اكون من المصيبين.

رويدكما فلم لفهم من الموضوع ما فهمتما.
الخاطرة لم تكن اكثر من شكوى من لا يملك حيلة تجاه ما يحدث وما سوف يحدث فالامور اكبر من ان نؤثر فيها ولا علاقة لفهم القدر بالامر .
كلنا مسلم بالقدر والقضاء ونعلم انه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا من ناحية . وان علينا ان نسعى كمن يعيش ابدا كما قال من الناحية الاخرى ولا نستسلم للواقع .. وهذا معلوم بالضرورة.
لكن هناك مصائب تحدث ومشاكل لا قبل لنا بها كما يحدث هذه الايام فقولا لي كيف سنغير وماذا سنفعل ؟ غير انتظار المجهول والدعاء بان يلطف الله بامتنا.

جزاك الله خيرا أخي عاقد الحاجبين,شرحت وأوجزت,ومافهمته أنت هو ماقصدته بالفعل,فلست غافلة عن ديني وتعاليمه,ولست بقانطة من رحمة الله
ولاأكتب بدافع اليأس ولكن الأسى وهذا ماقلته آنفا..وفيما كتبت سألت عما يحدث وماذا سيحدث وما أعتقد بأن ذلك حرام وأعلم أن الله موجودوهو يقدر الأمور أكانت خيرا أم شر...دون ذكر نفسي أو الإنسان واختياراته من عدمها
أرجو أن تكون قد اتضحت فكرتي للأخ سمير العمري والأخ ابن بيسان...

أخي عاقد الحاجبين:
أختي أم محمد:

لا أدري لم تريان الموضوع بهذا الشكل الشخصي .... إنما هي تداعيات حوار يقصد به التعميم لا التخصيص وتوصيل الفائدة لمفهوم مغلوط في عقول وقلوب نفر كثير من أمتنا الإسلامية ولم يقصد بها أختنا أم محمد بذاتها ...

ثم إن تواصل أخي ابن بيسان أثرى الموضوع وكنت أتمنى أن يتم التفاعل مع كل هذه المواضيع بهذا الأسلوب المفيد لا أن نكتفي بـ "فض فوك" و"سلمت لنا" فقط ...

كما وأرجو أن يكون طرح المواضيع ونقاشها بعيدا عن الخطاب الشخصي أو تشخيص الموضوع والشعور بهكذا في أي حال ....

تحياتي وتقديري

كاتب الرسالة الأصلية سمير العمري
أختاه أنت لم تفقهي أمر القضاء والقدر بالشكل الذي أراده المولى سبحانه ...

إن المعنى الآخر لكلامك هو استسلام المرء لصروف الدهر تطيح به يمنة ويسرة وهو معنى آخر للتواكل والتخاذل وهذا ما لا يريده الله تعالى منا ...

ما كتبته تعلق بهذا الشأن .. وفيما عداه فاهلا بالحوار.