أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: طه حسين بين العولمة والسفسطة (1) / د.ابراهيم عوض

  1. #1
    الصورة الرمزية مصطفى بطحيش شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 2,497
    المواضيع : 135
    الردود : 2497
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي طه حسين بين العولمة والسفسطة (1) / د.ابراهيم عوض

    طه حسين بين العولمة والسفسطة

    د. إبراهيم عوض





    أصدر الدكتور طه حسين سنة 1938م كتابًا كان قد ألفه قبل ذلك بسنةٍ عنوانُه "مستقبل الثقافة فى مصر"، حاول فيه أن يضع الأسس التى ينبغى أن تسير عليها العملية التعليمية فى أرض الكِنَانة بعد حصولها على استقلالها الصُّورِىّ سنة 1936م. ولسوف يشعر القارئ بعد قليل، حين يطالع اقتراحات طه حسين فى هذا الصدد، وكأن الأمر لا يتعلق بمصر العربية المسلمة، ولا أن الاقتراحات التى تضمنها الكتاب قد صدرت عن رجل تربى فى الأزهر الشريف وجاء من الصعيد رمز الصلابة والكرامة والعزة الوطنية والدينية، بل يتعلق ببلد لا علاقة له بدين محمد، وصدر عن رجل لا تربطه بالعروبة والإسلام صلة. والكتاب مملوء سفسطةً عجيبةً لا أدرى كيف جَرُؤ طه حسين على الانصياع إليها وتصوَّر أنها يمكن أن تجوز على عقول المصريين، المصريين الذين طالما نافحوا عن الإسلام فى ميادين الوغى والعلم، وأحبوا كتابه ولغته وشريعته وسنة رسوله وبذلوا فى دراسة ذلك كله والحفاظ عليه نور عيونهم وذَوْب عقولهم. ولقد ألَّف الرجل كتابه هذا بعد أن حضر فى باريس صيف عام 1937م عدة مؤتمرات للفكر والتعليم كان فيها، كما يقول، "أشبه شىء بالطالب الذى يختلف إلى الدروس والمحاضرات فى مواظبة وانتظام" (مستقبل الثقافة فى مصر/ دار الكتاب اللبنانى/ بيروت/ 1973م/ 8)، وأحسب أنه قد تلقى فى هذين المؤتمرين التعليمات بالبدء فى تطبيق دعوة الانسلاخ عن الإسلام على أخطر ميدان من ميادين الحياة، ألا وهو ميدان التعليم والثقافة، فلم يضيع وقتا بل شرع من فوره فى أداء المهمة المنوطة به فأَلَّف الكتاب وانتهى منه فى ذلك الصيف نفسه وقبل أن يعود بسلامته من ربوع مهبط الوحى الجديد كما يبيِّن التاريخُ والمكانُ اللذان أملاه فيهما وأثبتهما فى آخره. كذلك فإنى موقنٌ أن القارئ الكريم، بعد أن يتابع معنا ما جاء فى الكتاب من أفكار وما ينادى به مؤلفه من دعوات، سوف يلاحظ على الفور أن ما نسمعه الآن من كلام عن العولمة ووجوب تعديل المناهج الدراسية وتجفيف منابع الفكر الدينى فى بلاد المسلمين ليس وليد الساعة، بل هو كلام قديم. وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على أن أعداءنا لا ينامون ولا يأخذون الحياة مأخذ الهزل الذى نتّبعه نحن ولا نريد أن نتخلَّى عنه رغم تتالى الصواعق على رؤوسنا وتسويد الهزائم والمخزيات لوجوهنا وتلطيخها لكرامتنا. لقد سبق أن قرأتُ الكتاب وقرأتُ عنه منذ سنوات بعيدة، ثم عدتُ إليه هذا الأسبوعَ مرة أخرى بتأثير طائفة من المقالات التى قرأتها حوله وحول صاحبه فى بعض المواقع المشباكية، وهذا هو تقريرى عنه أضعه بين يَدَىْ أمتى لعلها أن تفيق من الخَدَر الذى تظنه لذيذا، على حين أن وراءه مزيدا من الكوارث التى لا تقلّ شدةً وفداحةً عما خَبَرَتْه منها فى الفترة الأخيرة، بل قد تكون أشد وأفدح وأنكى.



    وأول ما نقف عنده من السفسطة التى تطالعنا بوجهها الكالح الكئيب فى "مستقبل الثقافة فى مصر" ما يهرف به مؤلفه من أن العقل المصرى هو عقل أوربى. ولا أدرى على أى أساس يزعم ذلك، ولا كيف قاله بهذه الجرأة العجيبة. ومع هذا نراه يكرر القول بأن الأوربيين يرفضون انتسابنا إليهم. ولا أفهم ما الذى يريده الدكتور طه أكثر وأقوى من ذلك كى يكفّ عن محاولة الالتحاق بناس يكرهوننا كل هذه الكراهية ويحتقروننا كل هذا الاحتقار! إنه كعاشقٍ أحمقَ ولهانَ واقعٍ فى غرام راقصة من راقصات الكباريهات، ينثر كل أمواله تحت قدميها استجلابًا لرضاها، لكنها لا تزداد على هذا التقرب إلا عُتُوًّا واشمئزازًا وتكبّرًا، فهى تدوس الأموال المنثورة عند قدميها بحذائها وتركلها فى وجهه، لكن صاحبنا لا يفهم ولا يحسّ، وبدلا من أن تفيق كرامته نراه يوغل فى الاستعطاف وينثر المزيد من الفلوس ويترامى بنفسه على حذائها، لعله أن يكون مع الحذاء أوفر حظا منه مع صاحبة الحذاء، إلا أنه لولهه الأعمى المجنون لا يريد أن يفهم أن الحذاء ليس شيئا آخر غير صاحبة الحذاء، وأن الحذاء كصاحبته ليس له قلب. إنه يأتمر بأمرها وينفذ رغبتها، وليس له إرادة مستقلة عن إرادتها، وهى لا تحب صاحبنا المجنون الولهان ، ومن ثم فالحذاء هو أيضا لا يحبه ولا يمكن أن يحبه. كما أنها حريصة على استذلاله وتحقيره بكل ما أوتيت من قوة وجبروت، بيد أنه لا يفهم! أو قل إنه يفهم جيدا، لكنه يتصور أن إبداء مزيد من الهوان والذل كفيل بأن تستقيم الأمور بينه وبين معشوقته الداعرة التى لا تعرف شيئا اسمه العطف والمرحمة!

    يقول د. طه حسين، بعد أن حاول بكل ما وُهِبَ من سفسطةٍ وولعٍ بالجدل الباطل إثبات أننا نحن المصريين أوربيون فى عقلنا وتفكيرنا (فأل الله ولا فألك يا شيخ طه! والله إنك لأزهرى قد نَبَتَ لحم جسدك من خبز الأزهر والفول النابت مهما فعلتَ ومهما حاولتَ التبرؤ من جلدك ومما تحت جلدك، ومهما ألصقتَ من قشور الحضارة الأوربية فوق بَشَرَتك، ومهما مضيتَ فى السخف فزعمت لمحدثيك أن أسلافك الأوائل كانوا من الإغريق كما حكى لنا الدكتور زكى مبارك والدكتور نجيب البهبيتى )انظر كريمة زكى مبارك/ زكى مبارك ناقدا/ دار الشعب/ 1978م/ 69، ود. نجيب محمد البهبيتى/ مدخل لدراسة التاريخ والأدب العربيين/ دار الثقافة/ الدار البيضاء/ 1398هــ- 1978م .(61/ أنت يونانى؟ أنت؟ إنما أنت صعيدى قح، وأغلب الظن أنك عربى الأصول، لكنك تكابر على عادتك الذميمة فى العناد ومكايدة جمهور العرب والمسلمين والتقرب إلى الغانية اللعوب التى ضَرِيَتْ على ركل عشاقها الحمقى الولهانين بالحذاء لعلمها أنهم قد ضَرُوا بدورهم على الغرام بهذا الركل والاستزادة منه! وإلا فهل كان اسم جدك البعيد "خريستو" أو "كوستا" أو " كرامانليس" مثلا؟ أما إن كنت يونانيا حقًّا رغم ذلك كله فمعناه أن كلامك عن الفرعونية التى تشهرها فى وجه انتمائنا العربى والإسلامى هو من باب ذر الرماد فى العيون حتى لا نتنبه إلى الحقد الأسود الذى يضمره قلبك تجاه مقومات وجودنا وحضارتنا)، يقول الدكتور طه: "وأما الأوربيون فهم...يبذلون الجهود الخِصْبة الشاقة فى تحقيق الصلات بين المصريين القدماء والحضارة اليونانية التى هى أصل حضارتهم، ثم هم بعد ذلك كله يُعْرِضون عن الحق ويتجاهلون هذه الأوليات، ويَرَوْن فى سيرتهم وسياستهم أن مصر جزء من الشرق، وأن المصريين فريق من الشرقيين. وليس من المهم ولا من النافع الآن أن نبحث عن مصدر هذا التعنت الأوربى الذى يرجع إلى السياسة وإلى المنافع قبل كل شىء، وإنما المهم أن نمضى فى هذه الملاحظة التاريخية حتى يَثْبُت لنا فى وضوحٍ وجلاءٍ أن من السخف الذى ليس بعده سخفٌ اعتبارُ مصر جزءًا من الشرق واعتبارُ العقلية المصرية عقلية شرقية كعقلية الهند والصين" (ص 28). أرأيتم شعورا بالنقص كهذا الشعور؟ أرأيتم انسلاخًا من الإنسان عن أصله وتنكرًا لماضيه ومجد أجداده وآبائه كهذا الانسلاخ؟ والله إنها لمهزلة، فالأوربيون الذين يحاول طه حسين الالتصاق بهم يفرون منه كما يفر السليم من الأجرب، لكنه يصر على الترامى على أقدامهم متهما موقفهم بأنه سخف ما بعده سخف! وفاته أن كل شىء يمكن أن يتم بالإكراه ما عدا الحب، فلا يتم إلا بالتراضى! آمنّا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ نبيًّا ورسولاً، وبالعربية ثقافةً وانتماءً، وبَرِئْنا من كل من يحاول سَلْخَنا عن شرقيتنا العربية الإسلامية وزعزعة أصولنا وإلحاقنا عبثًا وباطلاً بأوربا وتمريغ شرفنا وكرامتنا فوق ذلك فى الرَّغام والطين!

    ثم إنه يقيم دعواه المنكَرة الزاعمةَ بأن عقلنا نحن المصريين هو عقل أوربى على أساس أن اليونان كان لها مستعمرات فى بلادنا ذات يوم قبل ألف عامٍ تقريبا من ميلاد المسيح عليه السلام (ص20)، وأُضِيفُ أنا أنها قد احتلتنا نحو ثلاثمائة سنة قبيل الميلاد مما تعمَّد كاتبنا تجاهله. أى أن طه حسين يريد أن يعيدنا إلى ذلك التاريخ البعيد الذى شبع موتًا وشحب فى الذاكرة بل انطمس انطماسًا! أفينبغى أن نقف عند هذه الفترة القصيرة جدا جدا من حياة الأمم والتى لم يعد أحد من المصريين يتذكرها أو يَذْكُرها حتى بلسانه مجرد ذِكْر، فنتعبَّد لها ونلغى كل ما سبقها ولحقها مما ينكرها وينقضها نقضا؟ أترانا، حتى عندما كانت اليونان تحتل بلادنا، قد اعتنقنا لغتها وآمَنَّا بدينها واتخذنا عاداتها وتقاليدها وتشرَّبْنا ثقافتها وجعلناها ثقافة لنا؟ كلا لم يقع شىء من ذلك، بل كما قلتُ: ليس هناك من بين المصريين من يتذكر شيئا من هذه الحقبة التى يرفضها العقل المصرى والشعور المصرى والخلق المصرى والكرامة المصرية والعزة الوطنية: لا على المستوى الحكومى ولا على المستوى الشعبى، ولا على مستوى المثقفين (اللهم إلا من تخصص منهم فى تاريخ تلك الفترة من تاريخنا كما يتخصص أى واحد منا فى اللغة اليابانية مثلا أو فى التاريخ الأوربى) ولا على مستوى الجماهير، على عكس ما فعلناه مع لغة العرب وثقافة العرب والدين السماوىّ الذى حمله إلينا العرب وكثير من عادات العرب وتقاليد العرب، حتى لقد نَسِينا لا الحقبة اليونانية فقط من تاريخ مصر بل ما كنا نتكلمه من لغة وما كان آباؤنا يدينون به من دين أيضًا، اللهم إلا من بقى منا على نصرانيتهم، أما من كان يدين بالعجل أبيس أو الإله أوزيريس أو آمون أو آتون فذهبوا إلى غير رجعة فى بطون التاريخ غير مأسوف عليهم من أحد، لا أعاد الله شيئا من تلك الأديان بعد أن ذقنا حلاوة التوحيد ونهلنا من دين محمد. وبالمناسبة فالنصرانية ليست دينا مصريا، بل هى دين وافد على بلادنا كما أن الإسلام دين وافد من الجزيرة العربية، التى نزل فيها الوحى على محمد عليه السلام، وكل ما فى الأمر (وهذا هو المهم، وهو الفيصل الحاسم) أن الذين اعتنقوا دين محمد هم الأغلبية الساحقة، على حين أن الذين ظلوا يتمسكون بدين النصرانية هم الأقلية. وكلا الفريقين مصرى صميم له احترامه وحقّه فى أن يؤمن بما يقتنع به، أما الحمقى الذين ينظرون شَزْرًا إلى دين الإسلام ويجأرون بأنه دينٌ أجنبىّ وأن الذين يؤمنون به هم أيضا أجانب ينبغى أن يعودوا من حيث أَتَوْا فهم مجانين ليس لهم من مكان يليق بهم إلا فى الخانكة! وقد كان المظنون أن تقول ذلك الأغلبيةُ المسلمةُ لغيرها، لكن المسلمين لا يمكن أن يفكروا على هذا النحو الإجرامى البليد، بل يقولون إن مصر بلد الطائفتين! وعلى أى حال فلم يقل أى من الفريقين، فيما نعلم، إنه صاحب عقلية أوربية، اللهم إلا طه حسين من بين من ينتسبون للإسلام، وإلا سلامة موسى من بين من ينتسبون لدين النصارى!

    وعلى ذكر هذا التحمس الطَّاهَوِىّ لليونان ومستعمرات اليونان وتأثير اليونان الفكرى فى مصر الفرعونية أنقل للقارئ هذه السطور التى تصف فيها زوجتُه بعضَ ما كان يفعله فى شتاء 1939م فى تونا الجبل برفقة سامى جبرة المسؤول عن الآثار هناك: "وكان طه، الذى ظل مسؤولا أمدًا طويلاً عن كافة أراضى الحفريات، يحب على نحوٍ خاصٍّ هذه الأرض التى كانت تبدو له وكأنها تخصه، فقد كان يجد فيها حضارة يحبها ما دام العالم الفرعونى كان يتحول هنا تحت تأثير الاندفاعة الهيلينية. كانت موميات القرود فى الأنفاق تهمّه بشكل عابر، غير أنه كان يتوقف فى معبد بيتوزيريس. كان يمشى ببطء بين أكثر القبور تواضعًا أو بين النّصب الجنائزية. وذات يوم دخلنا إلى واحد من هذه القبور. كان يشبه القبورَ الأخرى بدَرَجه الخارجى الضيق. صعدنا إلى الغرفة الصغيرة، وكان قد وُضِع فيها قديما جسدٌ نحيفٌ لفتاة كانت قد ألقت بنفسها فى النيل، اسمها "إيزيدورا"، وتقول الكتابة الموجودة على قبرها إن أباها قد طلب من أجلها القرابين والصلوات. وفجأة لاحظتُ أن طه ابتعد عنا، ثم طلب إلينا أن نحمل إليه مصباحًا قديمًا (وكان ذلك متوافرا)، وأن نشعله بالبَخُور وأن نستمر فى إشعاله. لم يعد سامى يُدِير أشغال تونا، ولا أدرى إذا كان مصباح إيزيدورا لا يزال يشتعل أحيانا" (سوزان طه حسين/ معك/ 135- 136). وقبل أن أمضى أحب أن أتساءل: ما كل هذه الرقة والحِنِّيَّة والرهافة العاطفية؟ أين التنوير والتفكير العلمى الذى يصدع أدمغتنا به حواريّو طه حسين، وهم يَرَوْنه يشعل مصباحا لإيزيدورا المسكينة التى ماتت من آلاف السنين، استجابة لرغبة أبيها فى تقديم القرابين ورفع الابتهالات للآلهة؟ أم إن التمرد (التنويرى) لا يكون إلا فى مواجهة دين محمد الطاهر النظيف من ظلمات الوثنية ونجاسات الخرافة؟

    إن الدكتور طه يلجأ إلى حيلة مكشوفة من حِيَل العيال الصغار حين يقول إن فريقا من المصريين يريدون أن يُلْحِقونا بالشرق، مع أننا لا ننتمى إلى الصين أو فيتنام أو اليابان، فكيف يحسب هؤلاء أننا شرقيون؟ ثم يذهب فيدلل على أنه لا شىء فى ثقافتنا يربطنا بهذه الأمم. وهى، كما قلت، حيلة مكشوفة من حِيَل العيال الصغار، إذ مَنْ بالله من المصريين أو من غير المصريين من أهل منطقتنا هذه يقول إننا شرقيون بذلك المعنى؟ أتحدى طه حسين أو غير طه حسين أن يأتى لى بمن يقول هذا! إن الذين يقولون بشرقيتنا إنما يقصدون أننا عرب مسلمون، فنحن جزء من الشرق العربى المسلم كما يعرف ذلك كل أحد، على حين يَتَبَالَهُ طه حسين ظنًّا منه أنه من الذكاء بحيث يمكن أن يخدعنا فى أمرٍ مكشوفٍ بل مفضوحٍ كهذا، وأننا من الغباء بحيث يمكن أن نبلع بسهولةٍ هذا الطُّعْم الخائب! إن الرجل هنا إنما يُسَفْسِط، وأىّ سفسطة؟ إنها سفسطة ملعونة مخربة مدمرة، وهو يمارسها بكل جرأة وبرود أعصاب وجمود وجه متظاهرا بالبراءة التامة، وهو أبعد ما يكون عن البراءة!

    يقول بسفسطته التى لا تضارعها سفسطة أخرى: "وأنا من أشد الناس زهدًا فى الوهم وانصرافًا عن الصور الكاذبة التى لا تصوِّر شيئا، وأنا مقتنع بأن الله وحده هو القادر على أن يخلق شيئا من لاشىء، فأما الناس فإنهم لا يستطيعون ذلك ولا يقدرون عليه. وأنا من أجل هذا مؤمنٌ بأن مصر الجديدة لن تُبْتَكَر ابتكارا، ولن تُخْتَرَع اختراعا، ولن تقوم إلا على مصر القديمة الخالدة، وبأن مستقبل الثقافة فى مصر لن يكون إلا امتدادا صالحا راقيا ممتازا لحاضرها المتواضع المتهالك الضعيف. ومن أجل هذا لا أحب أن نفكر فى مستقبل الثقافة فى مصر إلا على ضوء ماضيها البعيد وحاضرها القريب، لأننا لا نريد ولا نستطيع أن نقطع ما بين ماضينا وحاضرنا من صلة. وبمقدار ما نُقِيم حياتنا المستقبلة على حياتنا الماضية والحاضرة نجنِّب أنفسنا كثيرا من الأخطار التى تنشأ عن الشطط وسوء التقدير والاستسلام للأوهام والاسترسال مع الاحلام! ولكن المسألة الخطيرة حقا والتى لا بد من أن نُجَلِّيَها لأنفسنا تجلية تزيل عنها كل شك، وتعصمها من كل لَبْس، وتُبْرِئها من كل ريب، هى أن نعرف أَمِصْر من الشرق أم من الغرب. وأنا لا أريد بالطبع الشرق الجغرافى والغرب الجغرافى، وإنما الشرق الثقافى والغرب الثقافى. فقد يظهر أن فى الأرض نوعين من الثقافة يختلفان أشد الاختلاف، ويتصل بينهما صراع بغيض، ولا يَلْقَى كل منهما صاحبه إلا محاربا أو متهيئا للحرب. أحد هذين النوعين هذا الذى نجده فى أوربا منذ العصور القديمة، والآخر هذا الذى نجده فى أقصى الشرق منذ العصور القديمة أيضا. وقد نستطيع أن نضع هذه المسألة وضعًا واضحًا قريبًا يُدْنِيها إلى الأذهان وييسِّرها على الألباب: فهل العقل المصرىّ شرقىّ التصور والإدراك والفهم والحكم على الأشياء، أم هل هو غربىّ التصور والإدراك والفهم والحكم على الأشياء؟ وبعبارة موجزة جليَّة: أيهما أيسر على العقل المصرى: أن يفهم الرجلَ الصينىَّ أو اليابانىَّ، أو أن يفهم الرجلَ الفرنسىَّ أو الإنجليزىّ؟" (ص16- 17).

    أرأيت أيها القارئ الكريم كيف يضع طه حسين المسألة؟ إن مصر إما أن تكون بلدا شرقيا كالصين واليابان وفيتنام، وإما أن تكون بلدا أوربيا، وكأنه لا يوجد من الشرق إلا الشرق الأقصى، فلا شام ولا جزيرة عرب ولا إيران ولا باكستان ولا أفغانستان ولا دول أواسط آسيا المسلمة ولا ليبيا ولا تونس ولا الجزائر التى كانت حبيبتُه فرنسا تحتلها وتعمل على إخراجها عن عروبتها وإسلامها، ولا المغرب ولا موريتانيا ولا السودان ولا الصومال ولا إرتيريا ولا بقية إفريقيا الموحِّدة التى تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. كذلك من الجلىّ الذى لا يحتاج إلى تنبيه إليه أن طه حسين يتجاهل تجاهلا تامًّا تاريخ مصر الإسلامى، وهو الذى لا تعرف الأغلبيةُ الساحقةُ الماحقةُ من المصريين لها تاريخا غيره، فتراه يرجع بعيدا بعيدا إلى التاريخ القديم الذى كانت مصر متصلة فيه بالإغريق، ثم يقفز قفزة عالية هائلة فوق القرون المتطاولة التى عاشتها مصر فى نور الإسلام لينزل على جذور رقبته فى العصر الحديث الذى كانت إنجلترا تحتل فيه أرض الكنانة وتلتزم مصر باتفاقيات مع الدول الأوربية تجبرها على أن تنحو فى تعليمها وإدارتها وتشريعاتها وسياستها مَنَاحِىَ لا تنسجم، إن لم تتعارض تعارضا عنيفا، مع ثقافتها ودينها ولا يفكر هو فى الدعوة إلى الانعتاق منها بل بالعكس يرى أن على مصر الوفاء بها (ص45- 46، 82، 88، 91- 92 مثلا)! ولأنه بهلوان بارع فإنه يقوم من السقطة دون أن تنكسر له رقبة، ذلك أن أصحاب السيرك قد وضعوا له الحشايا الإسفنجية التى تتلقاه عند سقوطه من حالقٍ تلقيًا حنونًا، لا حبًّا فيه، وإنما فتنةً لنا، نحن المتفرجين البُلْه، عن ديننا وثقافتنا واتجاهنا الروحى والسياسى!

    وقد غاظ هذا التقسيمُ البهلوانىُّ المرحومَ سيد قطب فكتب ينتقد صاحبَه قائلاً: "ووَضْعُ المسألة على هذا النحو تتجلى فيه كل مهارة الدكتور فى المناقشة، فهو قد قسَّم الدنيا قسمين اثنين لا ثالث لهما: قسم تمثله الصين واليابان، وإن شئت فضُمَّ إليهما الهند وأندونيسيا، وقسم تمثله فرنسا وإنجلترا، وإن شئت فضُمَّ إليهما كل دول أوربا وأمريكا. فلا بد، للإجابة عن سؤال الدكتور على هذا الوضع، أن تكون مصر أمة غربية لأنها، بلا تردد وبدون شك، تَفْهَم الإنجليزىَّ والفرنسىَّ أكثر مما تَفْهَم الصينىَّ واليابانىَّ فى هذا الزمان! وهذا ما قصد إليه الدكتور من توجيه السؤال على هذا المنوال! ولكن لا ريب أن وجه المسألة يتغير لو كان الشرق الذى يواجهك به غير الصين واليابان والهند وأندونيسيا. أى لو كان هناك قسم ثالث للدنيا يمثله الشرق العربى والغرب العربى، ومصر بينهما حلقة الاتصال. ثم يزداد وجه المسألة تغيرا لو كانت الدنيا أكثر أقساما حسب عقلياتها المختلفة، وهو الواقع، فكانت أوربا وأمريكا تنقسمان بحسب العقلية الديمقراطية والعقلية الدكتاتورية، وبينهما خلاف أساسى لا شك فيه، وكان الشرق ينقسم بحسب أجناسه، وهى كثيرة، وحسب طبيعة بلاده، وهى متغايرة...إلى آخر الأقسام التى لا بد أن يفطن إليها ويدقق فى تمحيصها من يريد وضع مناهج الثقافة حسب العقليات" (سيد قطب/ نقد كتاب "مستقبل الثقافة فى مصر"/ الدار السعودية للنشر والتوزيع/ 1389هـ- 1968م/ 12- 13).

    كذلك يقول الأستاذ الدكتور بسفسطته المعهودة إن العلاقة بين الغرب الأوربى والشرق الأقصى كانت دائما علاقة صراع وحروب، متناسيا أنه لم تكن هناك أية علاقات بين هذين القطبين فى التاريخ القديم البتة، أما نحن فمنذ القديم لم تكن لنا بالغرب من علاقة إلا علاقة الصدام الدموى، وبخاصة بعد الإسلام بدءًا بالحروب بينه وبين الدولة البيزنطية التى استطاع الدين الحنيف أن يكسحها من المنطقة إلى الأبد، ومرورًا بالحروب الصليبية التى كسبت فيها أوربا الجولة الأولى إلى أن تمكن المسلمون من لملمة شعثهم وتضميد جراحاتهم ثم تلقين أولئك الأوغاد آلم درس خبروه فى حياتهم وأعادوا هذا الواغش البشرى إلى مقالب الزبالة التى كان قد جاء منها، وكذلك محاكم التفتيش التى ذاق المسلمون على أيدى جلاديها المتوحشين ما لم يذقه بشر حتى تم اقتلاعهم من دينهم وبلادهم، وانتهاءً بالاستعمار الأوربى الذى بسط لعدة عقودٍ سلطانه على المنطقة وأذلها واستغلها أبشع الإذلال والاستغلال، وما زال يبسط سلطانه الإجرامى على بعض أقطارها مثل فلسطين وأفغانستان والعراق. فمتى يا ترى كانت العلاقة بيننا وبين الغرب أيها السوفسطائى علاقة تفاهم وتعاون؟ إنك ومن هم على شاكلتك لستم حَكَمًا على أممكم، فأمثالكم فى كل مكان وزمان إنما ينحازون إلى الأجنبى ويبيعون أنفسهم له رِخَاصًا مقابل عَرَضٍ من الدنيا تافةٍ ضئيل! بل لقد كانت علاقة أوربا بعضها ببعض علاقة خصام وسفك دماء فى كثير من الأحيان، وما الحربان العالميتان منا ببعيد! لكن السوفسطائيين قوم يتبالهون ويَسْتَبْلِهون! أعاذنا الله من السفسطة والسوفسطائيين!

    والغريب أن د. طه لا ينكر أن مصر كان لها علاقات ببعض دول الشرق الأدنى (بعضها فقط كما يريد منا أن نفهم، وهى الشام والعراق، فلا كلام عن السودان ولا الصومال ولا ليبيا ولا غيرها من دول الشمال الإفريقى، وكان الله يحب المحسنين!)، لكن أى مصر؟ إنها مصر الفرعونية، وليست مصر العربية المسلمة التى لا نعرف انتماءً لغيرها الآن، كما أن هذه العلاقات لا تشفع عنده لكى تُعَدّ مصر بلدا شرقيا رغم ذلك مع أن الوضع هنا هو نفسه فى حالة الإغريق، بل إن الصلات هنا أكثر وأشد على الأقل بحكم الجوار المباشر الذى لا يفصلنا فيه عن تلك الدول بحر ولا مزاج نفسى وحضارى مختلف أشد الاختلاف (ص19- 20). فلماذا يا ترى؟ إن هذا يذكرِّنا بالمثل الشائع: "عنزة ولو طارت!"، كما يذكِّرنا بقصة ذلك الرجل الجاحد للجميل والذى سبق أن عومل أثناء اغترابه فى بلدٍ من البلاد على يد رجل من أهل ذلك البلد معاملةً غايةً فى الكرم والجود، فوعد مُكْرِمَه أنه متى أتى إلى بلده فسوف يرد إليه الجميل أضعافا. ثم حدث أن ساقت الظروف هذا المحسِن إلى بلد الجاحد فذهب إليه أملاً فى أن يجد لديه ما يزيل عنه الشعور بالغربة ووحشتها، لكن صاحبنا أوقفه على الباب وأخذ يتطلع إليه ويتباله منكرا أنه يعرفه أو سبق له أن رآه، والمسكين يخلع مرة قلنسوته، ومرة برنسه، لعل ذلك يساعد الرجل على وضوح الرؤية والتذكر. فما كان من صاحب البيت إلا أن أسرع قائلاً اختصارا للجهد والوقت وتيئيسًا للضيف أن ينتظر منه أية معاملة كريمة: أَرِحْ نفسك يا أخى، فوالله لو أنك خرجت من جلدك نفسه ما عرفتُك!

    ثم إن العبرة على كل حال بشعور الشعب وموقفه من علاقات مصر بالدول الأخرى: لقد ظل المصريون ينظرون إلى الإغريق على أنهم محتلون غرباء، فلم يندمجوا فيهم ولا اصطنعوا لغتهم ولا أخذوا عنهم دينهم ولا تثقفوا بثقافتهم، بخلاف ما فعلوا مع العرب حين أتوهم بالإسلام، فقد تعربوا مثلهم لغة وثقافة، وأقبلوا على الدين الذى جاؤوهم به واعتنقوه وتفانَوْا فى التمسك به والدفاع عنه فكريا وعسكريا. ولا يظنَّنَّ ظانٌّ أن ذلك كان سببه حكم العرب لمصر، فقد احتل الإغريق وغير الإغريق مصر وحكموها فلم تسلس مصر قيادها لهم ولم تقتبس منهم لغتهم ولا دينهم ولا عاداتهم وتقاليدهم كما قلنا، كما أن العرب سرعان ما خلَفهم فى حكم مصر الطولونيون مرة، والإخشيد أخرى، والفاطميون ثالثة، والأيوبيون الأكراد رابعة، والمماليك الأوربيون خامسة، والعثمانيون الأتراك سادسة، لكنها خلال تلك النظم السياسية لم يحدث قط أن فكرت فى نبذ الإسلام أو اللسان الذى نزل به كِتَاب الإسلام، بل ظلت قلبًا وقالبًا وروحًا وعقلاً وشعورًا وخلقًا وتشريعًا وعاداتٍ وتقاليدَ بلدًا إسلاميًّا، كما لم يفكر أى من هؤلاء الحكام فى نبذ الإسلام أو لسانه، اللهم إلا أن العثمانيين قد فرضوا لغتهم فى أواخر عهدهم فى بعض مجالات الإدارة، لكنْ سرعان ما انفصلت مصر عنهم عقب ذلك وعادت العربية إلى تألقها كَرَّةً ثانية لم يكسف من نورها خطة الإنجليز فى جعل قسمٍ من مناهج التعليم بلغتهم. بل لقد أصبح يُنْظَر إلى أرض الكِنَانة منذ قرون على أنها زعيمة العالم العربى والإسلامى. ثم يريدنا الدكتور طه حسين الصعيدى الأزهرى، لمجرد أنه ذهب إلى أوربا والتقطه الأوربيون وجعلوا منه صنيعة لهم لقاء ثمنٍ دنيوىٍّ بخسٍ، أن ننزل على سفسطته وننسى هذا كله ونلقى بتلك الكنوز والمكاسب فى البحر ونذهب فنرتمى على أقدام أوربا نستعطفها ونقبل حذاءها حتى ترضى عنا وتقبلنا أتباعا أذلاء لها! أى منطق يقول بهذا يا إلهى؟ وأى عقل يمكن أن يظن أنه ينجح فى إقناع المصريين بهذا؟ لا يا دكتور طه، يفتح الله! إن طه حسين يريد أن يسوّق لنا الوهم الكذوب فيزعم أن العلاقة بين مصر واليونان فى التاريخ القديم كانت علاقة تفاهم ومودة حتى عندما كانت لها مستعمرات فى بلادنا، بخلاف المسلمين العرب الذين يقول إن مصر لم تسلس لهم قيادها بسهولة بل ثارت عليهم معتزة بشخصيتها الوطنية (ص18- 21، 27). ترى أين كانت هذه العزة الوطنية إزاء المستعمرات اليونانية والاحتلال اليونانى؟ ما أغرب عقلك يا دكتور طه حين تسوِّد صفحاتك هنا عن الإسلام بمداد الحقد واللَّدَد فى التشويه والرغبة الآثمة فى التلاعب بحقائق التاريخ ومعانى الوطنية التى تفقأ عين وقلب وعقل كل مكابرٍ عنيدٍ!

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    بارك الله في نقلك أيها السيد الفاضل ، و الله إن ما وضعته هنا لكفيل بأن يوقظ هؤلاء النوم الذين مازالوا يتشدقون بأقول ذلك الرجل ، بل حري بهم أن يستيقظوا لو كانوا يعقلون .
    و إني لأعجب كل العجب من غفلة بعضهم و استمرار جاهلهم في النظر إلى طه حسين على أنه عميد الأدب العربي !!!

    بارك الله بك و نفع .

  3. #3
    الصورة الرمزية مصطفى بطحيش شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 2,497
    المواضيع : 135
    الردود : 2497
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حرة
    بارك الله في نقلك أيها السيد الفاضل ، و الله إن ما وضعته هنا لكفيل بأن يوقظ هؤلاء النوم الذين مازالوا يتشدقون بأقول ذلك الرجل ، بل حري بهم أن يستيقظوا لو كانوا يعقلون .
    و إني لأعجب كل العجب من غفلة بعضهم و استمرار جاهلهم في النظر إلى طه حسين على أنه عميد الأدب العربي !!!

    بارك الله بك و نفع .
    الاخت الكريمة حرة

    كي نكون منصفين نقول ان د.طه حسين قلم فذ وعلم جهبذ له اسلوب ادبي لا يجارى , هذا هو حق الرجل أما انه استخدم عبقريته ليضلل فقد فعل
    ونحمد الله ان هذه الامة تغفو ولا تنام , تسترسح ولا تخلد للدعة وفيها من يرد كيد الكائدين وحيد التائهين

    سأكمل الجزء الثاني هنا ان شاء الله من هذه الدراسة للدكتور ابراهيم عوض ولكن بعد ان استأذنه

  4. #4
    الصورة الرمزية معاذ الديري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : خارج المكان
    العمر : 49
    المشاركات : 3,313
    المواضيع : 133
    الردود : 3313
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    شكرا ك مع تحفظي على اسلوب الدكتور القدير ..
    هي ولا شك معلومات مفيدة وجديدة ربما .
    لكن ان يقحم الدكتور رايه الشخصي في طه حسين لم يرق لي .
    كان يكفيه ان يتركنا نستنتج رأيه من خلال سرده لما ذكر دون ان يرغمنا هكذا على الروية من منظاره ..

    لكما وافر الشكر.
    عـاقــد الحــاجبــين
    http://m-diri.maktoobblog.com

  5. #5
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : تركيا- اسطنبول
    العمر : 64
    المشاركات : 165
    المواضيع : 37
    الردود : 165
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي

    للرفع بمناسبة قضية طرحها الشاعر البحتري

  6. #6
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الحبيب الغالي الاديب المفكر الاستاذ مصطفى بطحيش

    لقد اطلعتنا ايها الاخ الغالي على قراءة غيورة للدكتور ابراهيم عوض ,
    كتبت بمحبة وغيرة على بعض من امتنا هي بمنزلة القلب , مصر
    الحبيبة , والحقيقة ان الاديب الكبير الدكتور طه حسين , عند عودته
    من فرنسا , وانبهاره بالاوربيين , زعزع الكثير من القيم وحتمية
    الانتماء لديه , ولم يكن طه حسين هو الوحيد الذي وقع فريسة لهذا
    الانبهار في فترة التخلف التي كانت عليها امتنا العربية في شتى
    اصقاعها واقطارها .

    وانا اؤمن بما بما لايرقى اليه الشك , ايمانا راسخا , وعن يقين
    ومعرفة , ان مصر الحبيبة , لايغير من انتمائها واصالتها , كل ما جاء
    ويجيء على السنة البعض من المشككين اوالتائهين او المغرضين ,
    كما انني لا اشك لحظة بان طه حسين اديب متميز .

    بارك الـلـه بك اخي الغالي الاستاذ مصطفى على تقديمك هذه الفسحة
    الثقافية والفكرية .

    اخوكم
    السمان

المواضيع المتشابهه

  1. الفلسفة والسفسطة-لبمستشار الأدبي :حسين علي الهنداوي
    بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-05-2016, 05:48 PM
  2. تكريم للمبدع الشامل ابراهيم خليل ابراهيم
    بواسطة عاطف الجندى في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 29-01-2009, 10:55 PM
  3. عًٍ ى دًٍ
    بواسطة اسماء محمود في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-10-2008, 04:11 PM
  4. العولمة والحداثة .. ومابعدهما
    بواسطة ياسمين في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 19-02-2006, 05:35 PM
  5. مسافر من زمان العولمة
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 17-12-2004, 03:15 PM