همٌ تغلغل بالفؤادِ وعشعشا
........................................... والبوح ألجمه الجَنان فما وشى
حتى الدموع حبستها عن حاسدٍ
............................................. فإذا خلوتُ أبحتها أن تجهشا
تأبى علي النفس نظرة مشفقٍ
....................................... فيها الهوان كألف جرحٍ في الحشا
فالسرُ في سجن الفؤادِ بمأمنٍ
............................................. أمّا إذا وصل اللسان فقد فشا
يا لائمي كفّ اللسان فإن لي
........................................... قلباً لنيل العطفِ يوما ما مشى
ما همّني ما دمتُ أبدو موسراً
.......................................... لو بتُ خمصاناً ولم أجد العشا
يلقى بي الناس السرور تجملاً
.......................................... والقلب محزون وما عاد انتشى
أنا همتي فوق الثريا لم تزل
........................................ ما تهت عن دربي ولست مشوشا
ما همّني ماذا يُلفِقُ في الخفا
............................................ دونٌ بأرجاسِ الدناءة قد نشا
في الوجه مرآة ومذراة إذا
................................ ما غبت عنه من الصباح إلى العِشا
طبع المنافق إن رآك بقربه
................................................ هلّا وزين بالكلام ونقّشا
سِرّي عميقٌ في الشغافِ وكشفه
..................................... لا يُستطاع ولو تغيرت الرِشا
لا يعلم الأسرار إلا واحد
................................. متصرفٌ في الكون يفعل ما يشا
سبحانه الرحمان جل جلاله
................................ أعطى الكثير على القليل وأدهشا
فامنن بجودك يا رحيم بموردٍ
.................................. يروي ويُحيي الواردَ المتعطشا