أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: من روائع الأدب العالمي .. مقتطفات من ايرنديرا البريئة لماركيز

  1. #1
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي من روائع الأدب العالمي .. مقتطفات من ايرنديرا البريئة لماركيز

    كانوا يُسافرون في قطار – أذكر ذلك الآن- غالباً ما راودني مثل هذا الحلم – مثل الطبيعة الصامتة المرقّشة بأشجار صناعية زائفة مثقلة الأغصان بفواكه من الأمواس و المقصات و أدوات حانوت الحلاق المختلفة – أذكر الآن أنه كان يتعين عليّ قصي شعري – تراءى له ذلك الحلم كثيراً، لكنه لم يثر قط ذلك الخوف في أعماقه. هنالك خلف أحدى الأشجار و قف أخوه الآخر التوأم، ملوحاً – حدث لي ذلك في الواقع في مكان ما - لكي يوقف القطار. و لما اقتنع بعبث الرسالة التي لوّح بها شرعَ وراء القاطرة إلى أن سقَطَ لاهثاً و فد غطّى الزَّبد فمه. كان ذلك حلمه العبثي اللاعقلاني بالطبع، و لكن لم يكُن ثمّة ما يدعوه لأن يحدث هذه اليقظة المزعجة. أغمض عينيه من جديد، و لا يزال صدغاه ينبضان بدفع الدم الذي سرى هاتفاً في عروقه مثلما قبضة مُطبقة. مضى القطار إلى منطقة جدباء، مقفرة، تثير الانقباض في النفس. جعله ألم أحس به في ساقه اليسرى يصرف انتباهه عن المناظر الطبيعية. لاحظ أنه في إصبع قدمه الأوسط
    - ينبغي ألا استمر في انتعال هذه الأحذية الضيقة.
    كان هنالك تورّم. وبصورة طبيعية، و كما لو كانت تلك عادته، انتزع من جيبه مفكّاً، وانتزع رأسُ الورَم به. وضعه بعناية في صندوق صغير أزرق
    - هل بمقدورك أن ترى ألواناً في الأحلام؟
    ولمح متطلّعاً من خلال الجرح نهاية خيط دهني أصفر. جذبه دون أن يستشعر ضيقاً أو ألماً. بعد لحظة رفع عينيه، فرأى عربة القطار خاوية و أن الوحيد الباقي في عربة أخرى من القطار هو أخوه، الذي يرتدي زي امرأة، و يقف أمام مرآة محاولاً اقتلاع عينه اليسرى بمقص. .."
    ".. أغمض عينيه محاولاً تحطيم الإيقاع المتصاعد لتنفسه، استمات ليصل إلى موضوع تافه عله يغوص في قرار الحلم الذي انقطع سياقه قبل لحظات. كان بوسعه على سبيل المثال أن يفكر في أنني عليّ خلال ثلاث ساعات أن أمضي إلى حانوت إعداد الجنازات لتسديد النفقات. في الركن كان هناك صرّار ليل يقظ يرفع الصوت بصريره
    و يملأ الغرفة بزوره الحاد القاطع. شرع التوتّر العصبي يتراجع وئيداً و إن يكن على نحو فعّال، فلاحظ من جديد تراخي و مرونة عضلاته. أحس أنه سقط على الوسادة اللينة الغليظة، فيما اجتاح جسده الخفيف الذي تجرّد من الثقل شعور عذب بالبهجة والفتور، و فقد وعيه بهيكله المادي، ذلك الكيان الثقيل الأرضي الذي يحدّده و يضعه في بقعة بعينها لا سبيل إلى الخطأ بإزائها في قياس المملكة الحيوانيّة، و الذي يحمل الكثير من الأجهزة والأعضاء المحددة المكان، والذي يرفعه إلى القمّة التعسفية للحيوانات العاقلة. تراخت جفونه على عينية مرقشتين بالكرى على النحو الطبيعي ذاته الذي تشابكت به ساقاه وذراعاه في تجميع للأطراف راح يفقد ببطء استقلاله تماماً كما لو كان الكيان بأسره تحول إلى كيان واحد كلي، وتخلى هو -الرجل- عن جذوره الفانية ليتغلغل في الجذور الأخرى الأكثر عمقاً وثباتاً، الجذور الخالدة لحلم متكامل ومحدّد. في الخارج، ومن الجانب الآخر لدنيا كان بمقدوره أن سمع أغنية صرار الليل تخفت إلى أن اختفت من نطاق حواسه التي دلفت إلى الداخل، فغمرته في رحاب مفهوم جديد و بعيد عن التعقيد للزمان والمكان ماحية وجود العالم المادي، العضوي و المؤلم و المتخم بالحشرات و روائح الأقحوان والفورمالدهايد الخانقة. .."

    منقول
    و الترجمة للأستاذ كامل يوسف حسين
    المؤسسة العربية للدراسات و النشر بيروت 2004
    البنفسج يرفض الذبول

  2. #2
    الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2003
    الدولة : الكويت
    العمر : 58
    المشاركات : 2,954
    المواضيع : 132
    الردود : 2954
    المعدل اليومي : 0.39

    افتراضي

    رائعة هذا القصة يا دكتور جمال..
    ألم يقولوا : الاختيار يدل على صاحبة، فشكرا لإمتاعنا بالاطلاع على الآداب العالمية.. وما لفت انتباهي كثيرا قدرة المترجم الكبيرة على تطويع النص ، وجعله مناسبا للقارئ العربي..
    لك يا صاحبي خالص الود والتقدير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي

    اقتظافك جميل د. جمال ، وفيه تميز للكتابة وللترجمة.

    وأرى أن هذا الموضوع مكانه صالون الواحة حيث الأمور الثقافية أنا منتدى النثر فهو لنشر إنتاج كتاب الواحة.

    سأنقله إلى هناك مستأذنا.



    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    رائع هذا النقل "روائع من الأدب العالمي"

    شكرا لك أستاذنا د.جمال

    استمتعت واستفدت جدا

    تقبل خالص تقديري وباقة ورد

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,062
    المواضيع : 312
    الردود : 21062
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    قص مثير لقصة رائعة كتابة وترجمة
    فشكرا لك ، ولقلمك الذي لا ينتقي إلا الروائع.
    تحياتي وتقديري.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. أغنية للطفولة البريئة ..
    بواسطة د.عمر خَلّوف في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 24-05-2021, 10:26 PM
  2. تركوا البريئة
    بواسطة غلام الله بن صالح في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 25-11-2014, 08:14 AM
  3. آخذ المبادرة بتسجيل بعض مقتطفات من الاجتماع العالمي الأول للاتحاد
    بواسطة علاء سعد حسن في المنتدى الاتِّحَادُ العَالَمِي لِلإِبدَاعِ الفِكْري والأَدبِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-10-2014, 07:22 PM
  4. ترنيمة ر ي ف البريئة
    بواسطة خالد الحمد في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 29-12-2009, 04:49 PM