أُزْعِـجَــتُ مِـنْـكَ فَـلَــمْ أَنَــمْ وَيَــكَــادُ يَـذْبَــحُـنِـي الْأَلَــمْ
مَـــاذَا جَــنَـيْـتُ لِـكَـي أَرَى مِـنْــكَ الــتَّــجَـهُّـمَ وَالــسَّــأَمْ
إِنِّـــي مَـلَــلْتُ مِــنَ الْأَسَــى فِـي وَصْلِ مَنْ يُحْصِي اللَّـمَمْ
وَإِذَا أَتَـــيْـــتُ كَـــبِــيـــرَةً لَــمْ يَــسْقِنِـي كَأْسَ الْــكَـرَمْ
لَـــوْ كُــنْــتَ قَــدْ أَحْــبَبْتَنِـي لَــقَــبِلْتَ مِـنِّــي كُـــلَّ هَــمْ
وَلَــمَّا انْــهَمَرْتَ عَــلَى هَوَايَ الْــحُـــرِّ سِــجِّــيــلَ الــنِّــقَــمْ
فِـيمَ الْـعِتَابُ عَــلَـى الــشَّذَى وَالْـــوَرْدُ بِــالــشَّوْكِ اتَّــسَــمْ
وَلِـــمَ الْــمَــلَامَةُ إِنْ جَــفَــا فِـــيَّ الْــمِــزَاجُ أَوِ احْــتَــدَمْ
أَنَــا لَــسْتُ أَوَّلَ مِــنْ يَصُـدُّ وَلَـسْــتُ آخَــرَ مَــنْ صَـــرَمْ
لَا تَــسْــتَــفِـــزَّ مَـشَــاعِــرِي بِــالـصَّمْتِ فِــي مَــدْحٍ وَذَمْ
لَا تَــشْــتَــكِ الْــحِـرْمَــانَ لَا تَــلْــهَجْ كَـأَنَّــكَ فِــي وَحَــمْ
يَــكْفِيكَ مِــنْ شَرَفٍ بِأَنَّــكَ مَـــنْ أُحِــبُّ مِــنَ الــنَّـسَـمْ
وَبِـــأَنَّ فَــــرَقَــدَ مُــهْــجَتِي يَـــأْوِي إِلَــيْــكَ إِذَا ادْلَــهَـمْ
إِنِّـــي لَأَشْـــرَقُ فِــي هَــوًى ظَــمْآنَ يَــغْرَقُ فِــي الــسَّدَمْ
كَمْ كُنْتُ كَمْ مَا زِلْـتُ كَمْ أُوذِيــتُ فِـيـكَ وَكَــمْ وَكَـمْ
أَنَـــا لَــسْـتُ أُخْــطِـئُ إِنَّــنِــي لَا شَــيْءَ مِــثْلِيَ فِــي الْأُمَـمْ
خُــذْ مَــا أَجُــودُ بِــهِ وَكُــنْ فِـــي الـشَّاكِـرِينَ يَــدًا وَفَــمْ
وَانْـــظُــرْ لِــنَــفْــسِـكَ مَـــرَّةً تَــعْــلَمْ بِــأَنَّــكَ مَـــنْ ظَــلَـمْ
اَلْــحُـبُّ عِــنْــدَكَ مَــا يُــرَى وَالْــحُـبُّ عِــنْدِي مَــا يُــشَمْ
وَالْــحُــبُّ عِــنْدَكَ مَــا يَــعِي وَالْــحُبُّ عِــنْدِي مَــا حَــلَمْ
تَـــبًّـــا لِـــوَجْـــدِكَ إِنَّــــــهُ مَــرَجَ الــسِّــقَايَـةَ بِــالــسَّقَـمْ
وَأَنَـــا الَّــتِــي فِـــي خِــدْرِهَا عَـــذْرَاءَ لَــمْ تُــطْمَثْ بِــغَـمْ
خُـذْنِــي إِلَـيْــكَ كَـمَــا أَنَـــا رُوحًـــا تُــحَـلِّـقُ فِــي شَــمَمْ
قَــلْ لِــي أُحِـبُّكِ كَــي أَرَى مِـنْــكَ الـنَّـعِيـمَ عَــلِــيَّ تَـــمْ
قَـــلْ لِـــي أُحِــبُّــكِ إِنَّــهَــا تُــحْــيِي الْــفُؤَادَ مِــنَ الْــعَدَمْ
وَأَذُوبُ حِــيــن تَــضُــمُّــنِـي كَــالطِّفْلِ فِــي أَحْـضَانِ أُمْ
مَــهْـمَــا تَــأَرْجَـحَ زَوْرَقِـــي نَـزَقًــا فَــكُنْ لِــي صَـفْوَ يَــمْ
وَإِذَا تَــأَفَّــفَ بِـــي الْــهَـوَى فَــاعْذُرْ وَدَعْ عَـنْكَ الْــبَكَـمْ

************
يَــــا مَـــنْ تَـــؤُمُّ وَلَا تُـــؤَمْ وَتَـــدُسُّ فِــي الــسُّمِّ الــدَّسَمْ
لَا تَــقْــلِبِي فَــحْوَى الْـحَقَائِقِ أَنْـــتَ مَـــنْ خَــفَرَ الــذِّمَمْ
أَوْ تَــهْــتِكِي مَــعْــنَى الْــمَحَبَّةِ فَــالْــمُــحِـبُّ مَــنِ احْــتَــرَمْ
كَــيْــفَ الــتَّــبَتُّلُ مُــغْــرَمًـا وَأَنَــــا بِــذَنْــبِــكِ أُتَّــــهَـــمْ
الــــرُّوحُ لَــيْــسَــتْ دُمْــيَــةً وَالْــحُبُّ لَــيْسَ سَــرَابَ فَمْ
أَنَــا لَــسْتُ خَــصْمَكِ إِنَّــنِي شَــغَــفٌ يَــضُــمُّكِ فِــي وَأَمْ
أَسْــعَــى إِلَــيْــكِ بِــكُـلِّ مَــا فِــي الـشَّوْقِ مِـنْ لَـحْمٍ وَدَمْ
وَأَغُــضُّ عَــنْ جُــلِّ الَّــذِي يَــلِـجُ الــنُّهَى مِــنْ بَابِ غَــمْ
وَالْـــعَــدْلُ أَوَّلُ مُــقْــتَــضًـى لِــلــصَّــفْـوِ لَا نَــفْــيَ الــتُّــهَمْ
هَــلْ ثَــمَّ أَعْـذَبُ مِنْ رِضًى مَـــلَأَ الْــفُــؤَادَ وَلَــيْـسَ ثَــمْ
وَهَــلْ اسْــتَــقَـرَّ بِــنَــا عَــلَـى وَتَـــرِ الْــهَيَامِ سِــوَى الــنَّغَـمْ
بِــالـلَّــهِ مَـــا حَـــالُ الَــحْـمَا ئِـمِ حِينَ تُـقْذَفُ بِــالْـحمـَمْ
أَوْ حَــــالُ أَجْــمَــلِ جَــنَّـــةٍ لِــلْــطُّــهْرِ تَــحْـفلُ بِــالْــوَخَمْ
مَــا كُــنْتُ جَــرْحَكِ يَا أَنَا بَــلْ أَنْــتِ جَــرْحِي مَا الْتَـأَمْ
أَنَــا لَــسْتُ عَبْـدًا فِـي الْغَرَامِ وَلَـسْتُ فِــي الْـعِشْقِ الــصَّنَمْ
إِنِّـــي أَحْـــبُّـــكِ كُــلَّــمَــا هَـــبَّ الــنَّسِيمُ عَــلَى الْــقِمَمْ
إِنِّـــي أَحْـــبُّـــكِ مِــثْــلَـمَـا اَلــطِّــفْلُ الْـيَــتِيـمُ يُــحِبُّ أُمْ
لَــكِنَّ مَــا جَــدْوَى الْــهَوَى وَالـــرُّوحُ تَــذْبُـــلُ بِالْأَلَـــمْ
حُـــبٌّ يَــجِــيءُ تَــكَــلُّــفًـا مِـثْــلُ الْـخِـيَاطِ بِــدُونِ سَــمْ
فَالــحُــبُّ كُـنْـــهُ تَــصَــوُّفٍ وَالْــعِــشْـقُ نَــكْــهَتُـهُ الْأَهَــمْ
وَلَــقَدْ مَـنْحَتُـكِ فِــي الــرُّبَـى قَــلْــبًــا بِــرِيـشَـتِكِ ارْتَــسَــمْ
حُـومِــي عَــلَــيْـــهِ فَـــرَاشَــةً أَوْ نَــحْــلَــةً بَــيْــنَ الأَكَـــمْ
ثُـمَّ اسْــلُكِـي سُــبُلَ الــرُّؤَى لِــلــشَّهْـدِ فِـــي لَـثْــمٍ وَضَــمْ
لَا شَــيْءَ أُوجِــعُ مِنْ جَوًى يُـلْقِي الــمُـنَى فِــي قَــاعِ يَـمْ
وَأَنَـــا الَّــذِي يَــا حَــسْـرَتِـي فِــي الْحُبِّ كَالْأَعْمَى الْأَصَمْ
لَــيْــثِــي دَنَـــا لَـــكِ أَرْنَــبًــا فَــاخْـتَالَ ضَــبْــعُكِ وَالــتَهَمْ
وَإِذَا تَـــثَــــاءَبَ مِـــنْ أَذَىً قُــلْــتِ الْــغُــرُورُ بِـــهِ أَلَـــمْ
رِفْــقًــا فَــإِنَّ يَـــدَ الــنَّــدَى تَــخْشَى احْـتِضَانَ يَــدِ النَّدَمْ
لَا تـَجْنَـفِـي الــتَّــأْوِيـلَ فِــي قَــلْــبِ تَــــأَلَّــمَ وَابْــتَــسَــمْ
لَـــوْ أَنَّ طِــفْــلَ مَــشَاعِرِي رَضَـــعَ اجْــتِرَاءَكِ لَاجْــتَرَمْ
لَــكِــــنَّــهُ مِــــنْ بِـــــرِّهِ بَــلَــغَ الْــفِطَامَ وَمَــا انْــفَطَمْ