أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: خطوط متوازية / من المجموعة الجديدة تحت الطبع / عطش الروح

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 54
    المواضيع : 17
    الردود : 54
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي خطوط متوازية / من المجموعة الجديدة تحت الطبع / عطش الروح

    خُطُوط متوازية


    "مهداة إلى روح أبي وكل روح تعاطفت مع روحي"
    "بينما لا يكون هناك فرق بين حاضر أيامي وماضيها،... وبينما لا أمل فيما هو قادم من أيامي فيما يبدو!!،..وبينما لا أعرف هل أبكي أم أبكي أيضاً ؟!!... بينما حياتي كلها هكذا يحدث أن يفاجئني نبض حنانك كزخَّات مطرٍ؛ فترتعش دهاليز روحي على تراميم احتوائك... إنه أنتَ..أنت فقط... أبي..."
    ***
    1- ليتَك تُدرك :
    يوخزني افتقادُك في الرحيل عنك، فليتك تدرك أَنَّنِي منطفئةٌ بدونك.. وأنني، اليافعة، لم تشب براءتي رغم التفاف السنين حول رقبتي، وتسلق الأيام لبعض تجاعيدي الأولية..، فما بيني وبينك بعض حصى في قاع جدولٍ منبثق من نهر تواصلنا.. أنا خائفةُ علي نفسي منك.. صدقني وليتك تدرك ذلك!! فافتقادُك عين القسوة.
    ليتك تدرك أَيُّهَا الجميل، أن أيامي الحزينة بَعْدَك تتربّصُ بي، وأن الكثيرين الذين يستدرجونني إلى كارثة الانعطاف أنا لستُ منهم، فأنتَ الذي قد عودتني بأن قلبي ضعيف يحتاج لنبضٍ جديد، فلِمَ ربطت حنيني في حنانِك وعقدت فراشة عقلي في نور محبتك... ونورك الحاني لا يصعق الفراشات .. فليتك تدركُ أَنَّنِي أدرك بِأَنَّك لست من الكلّ.. فالكُلُّ باطلٌ وقبضُ ريحٍ.
    ***
    2- مطرُ عباءتِك يُضيء عَتمتي:
    قلت لهم: أتدرون معنى أن أزهو بنفسي قائلة: محظوظة أنا بك.. ومحظوظة فوق ما تتخيلون.. فالجميلة التي تزاحمها مدارات الفضوليين تتسلل بفرح طفولي لتتدثر بعباءتك كلما ضاق الصدر، وبينما أنت تتدثر بأحزانها وكلماتها، ... أحببتُ حزنَك الدفينَ أكثر من أي شيء آخر ، فكلماتُك مطرٌ يدقُّ نوافذ عتمتي.. ينشبُ أظفاره في زجاج سيارتي.. يطارد أحزاني.. أَيُّهَا الأب.. أَيُّهَا المطر.. ضمني إلى عباءتك لأصغي إلى تراتيل النجوم وتلاوة السَّحَر، ولا تدعني إلى صدري المُثقلِ بالشَّجن.


    3- زَوْرقُ الحنينِ مُتَعَثِّرٌ في الدّموعِ:
    تمتطي ركوبتها منتعلةً المسافات.. راكبة... ومحلقة في أفق المجهول.. تبحر عبر زورق الحنين خائفة ومتوجلة من القادم. في هذه الرحلة ليس أمامها غير غمامات مبهمة .. تتذكر ذلك الصوت الهامس عبر الأثير يناغم غربتها بأحاديثه.. ينقذها من ضياع محتّمٍ في دروب سفرها الدائم.. تجف في حلقها كلُّ الكلمات فتسترق الأذنُ صوته النَّدِيَّ حتى يأتيه، تتوغل في الصمت المطبق أجفانه حتى ينبلج القلب بذكرى أفضل وتصُّورٍ أبهج، ضحكته النشوى في الذاكرة، ينداح الحزن.. تكبر دائرته كالمجهول في بحر الحاضر والآتي.. تمتليء اللحظات بذاكرةٍ كعطر تفوح رائحته، ثم تتوارى مع الرياح، فمهما اشرأبت أعناق الجياد النافرة، وانغرزت خناجر الألم في زمنها، فلن تقدر علي التواري أمام طوفان المتاهة.
    في قدومها الحالي ، وفي رحيلها المفاجيء أيضاً، شيءٌ يبدو مختلفاً عن الرحلات، عن كل قدوم يتدلى بعد فترة غياب، تودع الغربة لحين اللقاء.. تجده منتظراً في ديوانه لاستقبالها بكل فرح... لكنها هذه المرة لم تتوقع استقباله لها، فهي تعلم أنه مريض وينام في المستشفى، وحالته خطرة.. مستقرة.. ليست تدري بالضبط!! يتأرجح توقعها بين الفرح والحزن.. بين السكينة والفزع، تتقدم وقلبها مقبوض.. ترى الباب الكبير مفتوحاً علي مصراعيه.. صبية في الشارع.. النساء يخرجن بالسَّواد الذي يلفهن انفتق قلبها عن سؤال:
    - كيف حال أبي؟
    يرد عليها أحد أبناء أخيها:
    - إنه بخير والحمد لله.
    لم يشأ أن يزعجها وهي قادمة من سفر. تمضي ضارعة بالدخول لذلك الفناء الكبير.
    ***

    4- أنا بُرُعُمٌ حَفَّـه القَلقُ:
    كلما نظرتُ في المرآة ألمح بقعة رثاء منتظر، وكل الذين اقتربوا منى وحدثتهم عنك شعروا وكأنني أصرخ فيهم: ياخسارتكم الكبيرة أَيُّهَا التعساء.. ليس لديكم قلبُ هذا الرجل.. عطفُ هذا الرجل... عباءةُ هذا الرجل .. إقبالُ هذا الرجل، أُلَمْلِمُ لهم بعضَ حكاياتك وأنثرها في أكفهم؛ ليعرفوا كم كنت رحيماً رحباً.. حنوناً عذباً.. وكم أطلقتَ الطير لي فَرُحْتُ أجمع النجومَ في جيبي .. وكم أترعت روحي بالنَّشوة.. وكم هيَّجَتْ ذكراك الدمع في مقلتَيّ التي كنت تقول بأنهما كمقلتي ملاك.. وكم غرستَ السعادةَ تحت شباكي الصغير.. وأسمعهم يقولون بكل ثقة: حُقَّ لكِ أن تذرفي الدّمع... حُقَّ لكِ.
    ***
    5- تائهةٌ في فضاءٍ نمليٍّ:
    - عَمّه عَمّه عظَّم الله أجرك. وكأنه أصاب سبقاً لا يعلم بمدى وقعه كالفجيعة.
    - بمن ؟ بمن؟ أبـي؟!
    صراخُ تئِنُّ منه الوجوه قبل القلوب.. بكاءُ نسوة ممزقات الأحشاء.. الأخوة يلملمون الشتات من مخزون حنانهم ليضُمُّوها به.. علّهم بقادرين علي تبديد فضاء نمليّ يحيط بها.. يتسرب إلى أوردتها، لكنها لم تر سوى دوّامةٍ من الدوار.. تتقدم ..تضم والدتها بلا وعي أو تضمها الأم .. الأم التي ملت البكاء، وعانت الكثير من رقاده، وأشربت فؤادها الحزن فلا متسع للبكاء، جفت دموعُها .. تقرحت محاجرها ولا مناص من القدر..لابد لها من الرضا.
    - أمات أبي؟.. أيا جرحي العميق يا أماه، من يبرئني.. من يلملمني .. أَنَّنِي تائهة أكاد لا أصدق.. كيف رحل عنا؟ كيف؟
    تصمت الأم فقد امتلأت عيون الحاضرات بالبكاء .. تلك فجيعة الموت .. تلك الصدمة الأولى الألم القاسي ذلك الفراق.
    في أول يوم للعزاء يتجمع الأهل والمعارف في جانبٍ، ويتجمع الجرح في كامل جسدها، كما تنساب إلى ذاكرتها آلام زمنها فتتيه عيناها في متاهات الدروبِ المُرَّةِ، كما يشرد خاطرها في مدى العمر الجريح.. إنه شامخ ذلك الأب في رجولته المشعة من قامته المميزة وحضوره المتقد، كان يدخل علي الجميع في أيام العيد كالبدر ضاحكاً مستبشراً..يسعد بلقاء أبنائه وأولادهم وبناتهم، ووحيدته التي تعد العيد يوماً لابد أن تكون موجودة فيه رغم بعدها، وغربتها عنهم، فكأنها بينهم بالصوت والحضور، تتذكره داخلاً عليهم بعباءة العيد المزدانة بالزري الحر ذي اللون الذهبي الساطع، ووميض لحيته البيضاء الذي خالطها السواد شئ لا يراه غيرها، إنه أول يوم من أيام عيد الأضحى فقد صعدت روحه للرفيق الأعلى أمس.. يوم عرفه.. عند نفرة الحجيج وسيدفن اليوم بعد صلاة العصر... عيدٌ باية حال عدت ياعيد..
    ***
    6- لستُ قادرةً، في الحقيقةِ، على شرحِ مشاعري:
    أتظنُّ بأنني أفرحُ عندما ألمحُك، علي البعد، وأنت تغتالُ دمعتك خوفاً عليّ، وعلى قلبي، الذي كان ينزف في الدعاء لك أثناء مرضك.. رغم بُعد المسافات كنت ألمح ابتسامتك ترسلها لي بين الحين والحين لتؤنس وحشتي ... وألمح ذراعيك تمدهما وطناً لذاتي الممزقة في متاهات البحث عنك وعن جبينك الوضّاء..
    أنا أيقن بأن التجاعيد الزاحفة لن تعرفَ الرحمة، وأن كل ما كان بهيّاً قد شرع في الزوال .. أما أنت.. بكل تجاعيدك لم يطلك الزوال أو حتى الذبول، فكلما تكاثفت تجاعيدك كلما ازددت تألقاً وبهاءاً..
    كأنك الياقوت .. كأنك أبي.. كأنك الأسى الجميل المتسلل نحوي كدبيبٍ خافت يتوضأ قبل الفجر .. لماذا ـ وأنا المرأة التي تنفتح كزهرة لمشهد الشروق ـ أحرص على صمتي ساعة الغروب ، وكأني أمارس تمارين عزلتي في محرابك المقدس.. لأدعوك لتلمس قلباً منكسراً وتربت عليه، ثم تطوّق بذراعيك روحاً تتداعى في محبتك .. هكذا تعودت وعوَّدتني كل مساء، لأهرب من ضعفي فلست قادرة ـ في الحقيقة ـ على شرح مشاعري !! لست قادرة!!!
    ***
    7- وَداعٌ مُبَلَلٌ بالضّراعةِ:
    فترات صمتٍ تستوطن لحظات البكاء المتقطعة؛ فتخترق ظُلمةَ كل القبور لتتخيل ذلك الجسد الطاهر المؤمن بروحه الغائبة عنها.. تبحث عن خبايا المجهول الذي يتصارع مع فكرها، إنها أكثر الموجودين حزناً وأسى.. مكروبة حتى الثمالة أمام مشهد النفس التي تتضرع منها رائحة الموت المخيفة.. تهمس في خاطرها أيسمحون لي بتلمس تربة القبر البعيد أو قبل أن يلامس جسده الثرى..
    يذهب جميع أبنائه للصلاة والوداع الأخير.. تترجَّاهم أن تذهب لتراه قبل أن يواري جسده الثرى مع بعض من المقربين لها.. يؤازرنها فتبدو فزعة.. وجله.. ملقاة في قاع حزن لا تظن بأنها ستخرج منه، وكيف تخرج والجرح غائر، غالبت ثباتها كثيراً حتى لا تنهار.. تدخل بعد الانتهاء من تكفينه.. يتلقونها طالبين منها الهدوء وعدم البكاء، تكبح جماح ثورتها.. تجهش في البكاء الصامت، وبين جمع غفير من الرجال يخطفها وجه بدري مضئ تقبل خديه ورأسه .. ليونة في أطرافه .. ورائحة زكية تنبعث منه.. تمسح منديلها برأسه فيسحبونه منها؛ فتتركه مجبرة طالبة المكوث أكثر، إذ بعد الموت تصعد الروح لخالقها، وعند الكفن تأتي لتودع أحباءها بين الكفن والجسد، وكلما طال تأملها لهذا المعنى زاد نحيبها، وعلا صوت الانتكاسة في عظامها، فكم كانت تود محادثته.. أو الجلوس بقربه حتى تطيب نفسها، وترتاح روحها رغم بعدها عنه، وترحالها.
    تعود راجعة إلى مراسم العزاء وجموع النساء القادمات لتجلس وتسمع حديث الداعية، إنها تعرف بأن الموت حق... وبأنها سُنة الله في خلقه، لكنها لا تستطيع أن تقف عند ذلك المنحنى فالجيعة موجعة.. فجيعة الموت . نفذ كل الصبر.. الأماني.. الضياء وبقي الحزن ملوحاً بيده طالباً المبيت والسكنى.. إنه يحتل أوصالها، .. لم يرحم ضعفها.. أبى واستكبر.. فلابد لها من أسلحة أقوى: الإيمان ..الثبات ..الرضا بما قسمه الله عليها، إنها لا تمتلك غيرها حتى إذا طلّ الحزن متخفياً بين خبايا نفسها فسترميه بالثبات والصبر.. لكن الحزن مستبدٌ .. قاهر.. يُشعرها بأنها أرضُ احتلها غزاة..، وما عادت تطرح غير الوجع!!
    ***
    8- هامشٌ أَوَلِيٌّ على دَفْتَرِ المَوْتِ:
    كتبت قصائد ترثي الذي بات يتجول في دمها كل لحظة ، وكأن الحزن يتجدد في داخلها مع كل حرف، وكثيراً ما تردد بأن الفرح لم يجد متسعاً في داخلها منذ أن رحل..أحاول أن أهرب من تلافيف أحزاني فأقبع فيها دون إرادةٍ مِنّي، لم أشأ لنفسي ذلك.. أَنَّنِي أحاول دائماً أن أهرب منها وأكَوِّنُ متسعاً كبيراً من الانشغال الذي يمضغ الوقت ويلوك الساعات بلا فائدة مرجوة .. لكن قلمي رهين أحزاني.. وتقاطيع وجهي مسكونة بالشجن والذبول والشحوب..إن السعادة التي كنت أحبو بها لم أكن أتصور بأنها أنت، وأن بريق عيني هو أنت..فكيف أنساك؟! كيف أسند رأسي وظهري على بر أمان غيرك؟! كيف تحملني رجلاي لأمشى مرحاً.. وأزور الصديقات؟!.. كيف؟.. كيف أضع الكحل في عيني وسائر الرتوش ووجهي شاحب لا يقبل أي خط.. توازت الخطوط وتلاطمت.. أشعر بأنني قد أشرفت على نسيانها.. قد أكون أضمرت قراراً بأن أقضي فترة حداد مثل أمي كي أزيل غبار حزني، وأؤمن بما حل بي، فمسألة الحزن والإيمان به متفاوتة، إن الحزن في داخلي قابع..!! يأبى أن ينزاح، وإن حاولت دفعه هجم عليّ حلم يراودني كل ليلية فأتذكر؛ أراه... يسألني: أين أنت.. أَنَّنِي مريض وأحتاجك؟!، أصحو مفزوعة.. مفجوعة رغم التحامي غير أني أخاف الموت والفراق.. نبكي نضحك.. نتأمل .. نحزن.. فيبقى الحزن بداخلنا يشتعل بذكرى بأحبتنا الذين غادرونا.. إنك يا أبي بداخلي مختزلُ مع كل أحاسيسي.. في تأملاتي وأحلامي.. في نجاحي وهزيمتي.. مع التزاماتي.. في حديثي وشرودي.. في كيمياء شراييني.. في دعائـي..
    ***
    9- هامشٌ أخيرٌ في دفترِ الموتِ:
    أيمكن أن يعيش أحباؤنا أكثر من أعمارهم؟ بالطبع لا، ولا يمكن لنا نحن أن نعيش أكثر من أعمارنا المرسومة لنا قبل أن نولد ، فما فائدة كل ذلك ؟ إنها المشاعر التي أبت أن تستجيب لكل نداءات العقل والمنطق.. أبت إلا أن تتذكر فتدمع عيناها، وتحلم، فتصحو مفزوعة لتمشى مع قطار الحياة المستمر حتى تقف.. عندها تنقطع كل الذكريات، وتبقى فجيعة الموت.. تبقى تلاقينا.. قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم.. ملاقيكم..!!

    بقلم / الجوهرة القويضي
    من المجموعة القصصية الجديدة تحت الطبع / عطش الروح

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    المشاركات : 393
    المواضيع : 6
    الردود : 393
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    الأخت الفاضلة الجوهرة،

    كتاباتك رائعة بالفعل،

    وليتك تتابعين معنا هنا،

    تحياتي لك،،،
    وَلَم أَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبَا...كَنَقْصِ القَادِرِيْنَ عَلَى التَمَامِ
    المتنبي

المواضيع المتشابهه

  1. لم أعد أميز خطوط يده من خطوط يدي
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 10-04-2010, 07:09 PM
  2. عطش الروح . مجموعة قصصية جديدة
    بواسطة الجوهرة القويضي في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-03-2009, 08:08 PM
  3. قراءة تحت خطوط قلم الأديبة (أسماء حرمة الله )
    بواسطة محمد سامي البوهي في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 26-04-2007, 05:06 AM
  4. في البدء كان الفقد / من المجموعة الجديدة تحت الطبع / ( عطش الروح )
    بواسطة الجوهرة القويضي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-10-2005, 09:50 PM
  5. الطبع يغلب التطبع ..
    بواسطة ابن الحرمين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-12-2003, 09:40 PM