أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: عذرًا يا حمامة

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2015
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 249
    المواضيع : 13
    الردود : 249
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي عذرًا يا حمامة


    حمامة بيضاء تتنقل من غصن إلى أخر، تعزف أحلى الألحان وأشجاها، ترقص أجمل الرقصات وأروعها، ترسم لوحات الحب على إيقاعات نسمات الرياح الهادئة، تسبح في الفضاء بدون هموم تثقلها...

    توقف عن الكتابة فجأةً وأخد يعبث بقلمه، تارة يمرره من يد إلى أخرى بخفة ويدحرجه على الطاولة تارة أخرى، ثم تأمل أخر ما كتب: بدون هموم تثقلها.

    رفع رأسه وتتبع حركاتها حتى سكنت واستقرت على جدار يقابل غرفته، استمع من جديد إلى هديلها كأنه يسمعه أول مرة، تصورها تعزف سمفونية الحب لحبيبها حينا وتشتكي حزنها ورتابتها أحيانا، ربما تفكر في الغد المجهول أو في الماضي القريب...

    حيره أمر الحمامة وهرب بجسده إلى الجهة المقابلة حيث الشارع العام، تفحص الوجوه بلهفة لعله يكشف سرها المضمر خلف تلك الملامح البادية. ذلك الرجل ذو السحنات القاسية، لا بد أن يكون شريرًا، ربما لا.. قد تدل على حزنه أو ثقته المسلوبة. وتلك المرأة في ملابسها الأنيقة وخطواتها المتناسقة، لا بد أن تكون سيدة مجتمع سعيدة.. ماذا لو كانت تخفي تعاستها خلف وجهها الجميل؟. والطفل هناك، لا بد أن يكون سعيدًا، وما أدراه بالتعاسة؟.. ما ذا لو كان يتجرع مرارة اليتم كل صباح ...

    وضع قلمه وأرخى جسده فوق كرسي خشبي حتى تعالت طقطقات عظامه واحتكت أرجل الكرسي مع السيراميك. نظر حوله، وبدأ يتفحص أوراقه، ويقرأ كتاباته ويقف عند عبارات بذاتها، وفي كل مرة يلتفت إلى الحمامة مخاطبا: عذرًا يا حمامة.

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.20

    افتراضي

    نعم نعتذر للطبيعة وعذريتها وبراءتها , فقد ابتلعتنا المدينة بتسارع ورتابة حركة يومياتها , وألبستنا أقنعتها . قصة جميلة جدا أستاذ أحمد العكيدي , وأضم صوتي إلى صوتك , وأقول : عذرا يا حمامة

  3. #3

  4. #4
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,792
    المواضيع : 359
    الردود : 21792
    المعدل اليومي : 4.87

    افتراضي

    بين المعلن والمضمرـ بين السعادة والتعاسة..
    بين ماتراه أعيننا وبين الحقيقة التي لا نراها أوجه إختلاف
    فليس كل ماتراه أعيننا يفهمه العقل ـ إن العقل يقوم بتحليل مانراه ويمنحنا أقرب تخمين لما نشاهده
    عذرا ياحمامة ..

    فليس كل ما تراه أعيننا في الحياة هو الحقيقة، هناك حقيقة أخرى لا نراها خلف الأشياء.
    بجمال في السرد قدمت لنا نسيجا يحمل فكرة مكثفة غنية المعنى والمضمون.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.78

    افتراضي

    جميل الخروج من بحر صخب الحياة والالتفات إلى وداعة وجمال الطّيور!
    هي الدّنيا ببعض همومها تجلّت هنا
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  6. #6
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2015
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 249
    المواضيع : 13
    الردود : 249
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    بين المعلن والمضمرـ بين السعادة والتعاسة..
    بين ماتراه أعيننا وبين الحقيقة التي لا نراها أوجه إختلاف
    فليس كل ماتراه أعيننا يفهمه العقل ـ إن العقل يقوم بتحليل مانراه ويمنحنا أقرب تخمين لما نشاهده
    عذرا ياحمامة ..

    فليس كل ما تراه أعيننا في الحياة هو الحقيقة، هناك حقيقة أخرى لا نراها خلف الأشياء.
    بجمال في السرد قدمت لنا نسيجا يحمل فكرة مكثفة غنية المعنى والمضمون.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سعدت كثيرا بمرورك أستاذة نادية ولهذه القراءة العارفة بخبايا النص.. قراءة قلما نجد مثلها...

  7. #7
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Sep 2015
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 249
    المواضيع : 13
    الردود : 249
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    جميل الخروج من بحر صخب الحياة والالتفات إلى وداعة وجمال الطّيور!
    هي الدّنيا ببعض همومها تجلّت هنا
    بوركت
    تقديري وتحيّتي
    شكرا أستاذة كاملة بدارنه على إطلالتك الجميلة وعلى تعليقك الطيب.