طعم البقاء
السحابُ
خيالٌ يدور ببال السما
و وعود انتظارٍ بحلق الظما
وكلامٌ يريدُ فما
السحابُ قصيدةُ نثرٍ بكف الرياح
وخطىً واثقاتٌ بدرب الكفاح
وامتزاج الدجى بالصباح
السحابُ تشبُّثُ هذي السماءِ بآرائها
وارتقاب الجهات لأصدق أنبائها
وافتخارُ الأحاجي بأهوائها
السحابُ سقوفُ الصحارى وحيطانُها
وغبارُ الجهاتِ العذارى وكثبانُها
ورمادُ الشموس ودُخّانُها
السحابُ زفيرُ البحار وشطآنِها
وشهيقُ الجبالِ ووديانِها
وطيورٌ مهاجرةٌ سئمت من رتابةِ أكوانِها
هاهي الفكرةُ الــ.تترددُ بين اختياراتِها
هاهي اللحظةُ الآن تختار أرضَ أنتظاراتِها
هاهي اللغةُ المشرئبّةُ تمسكُ أُولى عباراتِها
القصائدُ معجونةٌ بحليبِ المدى
والعزيمةُ ليست تجيءُ وتمضي سُدى
والشروقُ سيرجعُ من بعدِ دورتِهِ أسْودا
للسماوات أهواؤها
للجهات التي يستبدُّ بها الشكّ آراؤها
للأحاجي التي يبست في جماجم تلك الصخور القديمة أنباؤها
الصحارى ستُؤي الرمال إلى خيمةٍ من ظِلال
الغبارُ سيعرفُ من أين جاء وكيف تعالى وكيف استقال
والشموس ستدرك بعد احتراقٍ كثيرٍ بأن الخلود محالٌ.. مُحال
..يتنخّمُ بحرٌ
ويبصقُ رغوتَه شاطئٌ في العراء
..يتنفّسُ من صبرِهِ جبلٌ ثم يطلق نهدته في الهواء
ويغادرُ طيرٌ ليغرس منقارَهُ في عيون الفضاء
..كلّ هذا لأجل الشعور بطعم البقاء
30.8.2018م