|
قَــلـْـبـَاهُ : هَلْ مِنْ مُخلصٍ وَمخلّصٍ |
عَـنَّـا يَصُـدُّ الرِّيحَ من بعد الرِّماحْ |
تَصْغى صَهيلَ خيولِه الملأُ العُلى |
مَعناه في مَلَكوتِ قَافيتي مُباحْ |
مِنْ دَمعهِ شَادَ الهَناءَ ، وَعزمُهُ |
يُملي عَلى الأسيافِ مِنْ لغةِ الكِفاحْ |
يَهوي عَلى لَـغـوِ العَـذولِ بيانُهُ |
وَيزفُّ للوجدانِ آياتِ الأقاحْ |
يَزهو انبهارًا في إماراتِ الدُّجى |
مَا كان يسلو قلبُه شيمَ الصَّباحْ |
قَـلباهُ : فجري شَاخصٌ مُنذُ الصِّبا |
ما زالَ ينتظرُ الصَّبا رَغم الجِراحْ |
مُتَوسِّلاً بالذكرياتِ لعلَّها |
تَسْتنطقُ الأحلامَ أو تجِدُ الرِّياحْ |
أو يَسألُ الزَّهَراتِ عَنْ ظُلِلِ الهَوى |
وَرَحيقِ ثَغرٍ باسمٍ يَهبُ الأقاحْ |
لمَّا التقينا ، وَالشُّجونُ كثيرةٌ |
عندَ الهيامِ ، وَقربَ مُنعطفِ النَّجاحْ |
نُلقي الحَصى نحوَ الفُراتِ لتلتقي |
أمواجُه بالزُّهر في خَفقِ الجَناحْ |
نُوصي الفَراشَ بأنْ يُحاكي طرْفُه |
هُـدُبَ الحنينِ ، وَصفوَ أفئدةٍ مُتاحْ |
حَتَّى إذا انقلبَ الزَمانُ ، وأفلتتْ |
تَبكي ، حِكاياتُ الوصالِ عَلى البِطاحْ |
وَمَضَى اليَقينُ مُعاتبًا سُبُلَ المها |
شَبَّ الحَريقُ ، وَأطفأ العُمرَ النَّواحْ |
قَلباهُ ، سُقيا لهَفةٍ لمعاهدٍ |
وَلَّتْ ، فَـحتَّامَ التَّواجُدُ والصِّياحْ |
أَوْلى بوَعدِكَ كأسُ رَيحانِ النَّدى |
أو ما تبقَّى مِنْ مُناجاةِ المِلاحْ |
بَلْ حَرفُ آهٍ يَسْتغيثُ بخاطرٍ |
وَيغوصُ ، كالفكر المُباهي ، في الصِّحاحْ |
ما كنتَ تَدري كيفَ غادرَنا الوَفا |
مُنذُ استغلَّتْ يُتمَ عَافيَتي " سَجَاحْ " |
لا الحَقلُ مُحتفلٌ ، وَلا مِن بَيدرٍ |
وَالغيثُ مُنشغلٌ بقَعقَعةِ السِّلاحْ |
وتظاهرَتْ بالنُّصحِ كلُّ غَريبةٍ |
وَالقبحُ دَيدَنُ مَن صَداها مُستباحْ |
كالمُرجفينَ إذا اعتراهُم هَاتِفٌ |
عَدَلوا عن الإشراقِ وَالحقِّ الصُّراحْ |
تَركُوا على الفَمِ بَعضَ لونٍ سالفٍ |
أضناهم التَّزويقُ ، فاقترحوا السَّماحْ |
مَرَقوا إلى الأغيار دونَ رَويّةٍ |
يَتعلَّـمون المَكرَ ، وَهمَ الإنفتاحْ! |
أشباحُ زيغٍ في مَهايعِ غفلةٍ |
رَشفُوا الأنا ، لم يفقهوا أملَ الفَلاحْ |
قلباهُ صَبرًا لو أطَلْتُ فإنَّني |
رُوحي أطلَّتْ ، وَالسَّنا الشَّرقيُّ لاحْ |
نَهَضَتْ مَعَ الهَدفِ النَّبيلِ رُؤاهما |
عَلِـما بأنَّ الأفقَ ليسَ بمُسْتراحْ |
إنْ طالَ شوطٌ أو تَـقاصرَ وَاردٌ |
فكلِاهُما في الظَّنِّ قبضٌ وَانشراحْ |
فاقرأ بوعيٍ ما تواترَ في الضُّحى |
مِنْ لُبِّ أخيُلةِ ارتجالي وَالبَواحْ |
إن أزمعَ الخلُّ الرَّحيلُ بمهجتي |
وَانبتَّ عن مَغنايَ عهدُ الإرتياحْ |
بلَّغْ قَوافينا المَرابعَ وَالتمِسْ |
زُلفى الخَلاصِ ، فَوجهُها عَنَّا أشاحْ |
وَاشربْ بكاساتِ الأكابرِ ذائقًا |
لُطفَ التَّلاقي ، شوقَ ذي أدبٍ قَراحْ |