|
القَوْلُ ولّى وَرَكْبُ السِّلْمِ قَد بانا |
والسَّيْفُ أبْلَغُ إفصاحاً وتِبْيانا |
لمّا حَكَمْنا نَشَرْنا في الوَرى خُلُقاً |
وَقَدْ أظَلَّ الوَرى في الدَّهْرِ أزْمانا |
يا مُرْسِلَ الطَّرْفِ سَلْ عنّا جَماجِمَنا |
فَقَدْ رَفَعْنا بِها لِلْمَجْدِ بُنْيانا |
صَحائفُ النّورِ في التّاريخِ تَعْرِفُنا |
فَقَدْ غَدَوْنا لِسِفْرِ المَجْدِ عُنوانا |
وَقدْ رَكِبْنا سُروجَ الموْتِ في غَسَقٍ |
فَأسْفَرَ الصُّبْحُ في الأكوانِ فَتّانا |
وَكَمْ شَدَدْنا رِكابَ الخَيْلِ مُضْمَرَةً |
وَقَدْ دَفَعْنا لها شِيباً وشُبّانا |
وكَمْ سَقَيْنا غِراسَ العِزِّمِن دَمِنا |
فأنْبَتَ الرَّوْضُ أزهاراً ورَيْحانا |
فاسْألْ عدالَتَنا تُنْبيكَ عَنْ عُمَرٍ |
وَقَدْ أقَمْنا لِبَذْلِ المالِ عُثمانَ |
كُنّا الوُلاةَ ونَرْعَى الغَرْبَ في شَمَمٍ |
وَالنَّصْر كانَ لنا واللهُ مَوْلانا |
دالَتْ عن القَوْمِ بَعْدَ البُعْدِ دَوْلَتُهُ |
حينَ اسْتَدارَتْ حَثيثاً نحْوَ أعدانا |
والآنَ نحْنُ عبيدٌ في مَراكِبِهِ |
وصارَ بَعْدَ النَّوى للرَّكْبِ رُبّانا |
وفي بُحورِ الهوى تاهَتْ مَراكِبُنا |
وَقَدْ فَقَدْنا بِبابِ الوَحْيِ مُرْسانا |
لمّا خَذَلْنا إلهَ الكَوْنِ من سَفَهٍ |
صارُ الحَصادُ لنا في الدَّهْرِ خُذْلانا |
حتّى توارَتْ عن الصَّهَواتِ أُمَّتُنا |
لمّا تَوَلّى زِمامَ الأمْرِ أشْقانا |
يا حادِيَ الغَرْبِ لَنْ تَخْبو عَزائمُنا |
فَقَدْ زَرَعْنا بِبَطْنِ الأرضِ قَتْلانا |
سَتُخْرِجُ الأرضُ ثوراتٍ تَميدُ بِكُمْ |
فالسَّيْفُ نَهْواهُ في الهَيْجا وَيَهْوانا |
يا حادِيَ الغَرْبِ أخْلاقُ الوَرى سَبَقَتْ |
فَقَدْ رَدَدْتُمْ جَميلَ الفَضْلِ نُكْرانا |
ظَهْرَ المِجَنِّ قَلَبْتُمْ بَعْدَما شَبِعَتْ |
بلادُكُمْ مِن ثِمارِ الشَّرْقِ أزْمانا |
إمّا تَراءى لَكُمْ صَرْحاً نُشَيِّدُهُ |
أمْعَنْتُمَ الهَدْمَ فيما شِيدَ إمْعانا |
مَراكِبُ العِلْمِ لَوْلا كَيْدُكُمْ عَبَرَتْ |
وما عَبَرْتُم لِرَكْبِ الْعِلْمِ لَوْلانا |
لمّا وَطِئْتُمْ رِكابَ الفُلْكِ في طَلَبٍ |
لِلْعِلْمِ كُنّا لذاكَ الفُلْكِ رُبّانا |
وَيْح الأصاغِرِ مِمَّنْ سادَ في خَلَفٍ |
يَبِيعُ مَجْدَ الوَرى لِلْغَرْبِ مَجّانا |
وَإنْ جَلَسْنا فَحادي رَكْبِنا غِرٌّ |
يُقَدِّمُ الشَّعْبَ لِلأعداءِ قُرْبانا |
إنَّ الذي في لِقاءِ القَوْمِ أَضْحَكَنا |
هُوَ الذي في لِسانِ الحالِ أبْكانا |
فَغايَةُ الوَصْلِ ليْلى وهيَ غايَتُهُ |
اذا اخْتَلَفْنا فما لَيْلاهُ لَيْلانا |
هُوَ الهُدوءُ فلا تَأمَنْ غوائلَهُ |
فالأرْضُ تُخْفي بِبَطْنِ الصَّمْتِ بُرْكانا |