|
عَفِتِ الدِّيَارُ فَهَلْ فَقِهْتِ غَرامَها |
بِنتَ القَوافي ، أمْ سَلوتِ سَقامَها |
مُذ كنتِ تستَرقينَ شَجوَ ظِلالِها |
وَعَصرْتِ من نورِ البدورِ مُدامَها |
تَتلَّفتُ الشَّكوى تَضُمُّ بهَمسِها |
جُدُرَ الفؤادِ ، وكم جهِلتِ مَرامَها |
وَتـفَلَّـتتْ وَالبَينُ ظِلُّ مَرارةٍ |
توحي النشيجَ فلَو وَصَلتِ مَقامَها |
فاستقبليها بالحَفاوةِ مَرَّةً |
أو بالدُّموعِ عَسى تَرينَ سِجامَها |
وَاسْتحْضِري الأشواقَ نُبلَ نميرِها |
لا تفقِدي وَقتَ النَّوى أعلامَها |
وَلعلَّ ما باحَ الضَّميرُ يحفُّها |
سِربُ القَطا يردُ الغداةَ خيامَها |
بنتَ القوافي ما النَّدى ما فجرُهُ |
إلا أقـتـفاها رَاجيًا أيَّامَها |
من بعدِ أنْ طالتْ أيادي غربةٍ |
ألقتْ على دُرر الأديبِ حُطامَها |
وَاصَّاعدتْ في الخافقين شِكايةٌ |
من قلبِ أدعيةٍ تبثُّ ذمامَها |
وَاهَّابطتْ نشْدَ الخلاصِ أميمةٌ |
جَعلتْ أهاضيبَ النَّواحِ إكامَها |
فإذا مراجيحُ التليدِ قصيَّةٌ |
والعيدُ يأبى أنْ يسوسَ غرامَها |
وَإذا صَدى الضَّحِكاتِ يلفحُ همَّتي |
من حين أهدتْ للعذول زمامَها |
أمَّا الطَّريف فما شَممْتُ مَلابَه |
وَمُهيجتي خذل الشَجيُّ حَمامَها |
يا جنَّة الجنَّاتِ يا ربعَ المها |
إني أتيتكِ حاملاً أحلامَها |
وَضلالُ نافلتي القديم يسوقني |
يستفُّ ريجَ بصيرتي هِندامَها |
رفقًا خذيني شاعرًا أو حاديًا |
ردي على ذكرى السنين خُزامَها |
هِيْ رفقةُ السَّنواتِ تلتمسُ الُّلقى |
رفعتْ إلى راعي الحمى إلهامَها |
نادته يا أملي أتتكَ شواردي |
وعساك تبصرُ يا نقيُّ خِتامَها |
شَاوِرْ حُبيَّبتي تغنَّ بحسْنها |
أمسِكْ بحقِّ الأمنياتِ زمامَها |
من ألفِ حرفٍ ترتجيكَ ضفافُها |
تُهدي المنازلَ وَبْلَها ورهامَها |
من ألفِ قافيةٍ يُراجعُها السَّنا |
تشتقُّ من فِكَر الجَمال تمامَها |
بنتُ القوافي آثرتكَ ولم تزل |
تهبُ العيونَ وأسلمتكَ غمامَها |
أدبًا ونايًا وابتكارَ مباهجٍ |
ومحاسنٍ سمعَ الربيعُ بُغامَها |
عشقتْ عراقَ الطيبينَ وَغرَّبتْ |
للياسمين عسى تعانقُ شامَها |
فالطفْ فديتكَ فالحياةُ مدى الهوى |
ألقت على سبل الوصال سَقامَها |