|
أَصَافِي الشَّهْدِ أَمْ عَبَقُ الوُرُوْدِ |
أَمِ الأَشْوَاقُ أَمْ نَبْضُ الوَرِيْدِ |
أَمِ الإِحْسَاسُ فِي أَلَقٍ تَنَاهَى |
إِلَى الإِبْدَاعِ فِي عَذْبِ النَّشِيْدِ |
لِهَذَا البَوْحِ فِي قَلْبِي رَنِيْنٌ |
كَرَجْعِ النَّايِ فِي اليَوْمِ السَّعِيْدِ |
لَقَدْ سَطَعَتْ فُتُوْنُ الْحَرْفِ حَتَّى |
بَدَتْ فِي الرُّوْحِ كَالعِقْدِ الفَرِيْدِ |
وَقَدْ أَخَذَتْ بِلُبِّي بَعْدَ قَلْبِي |
فَأَسْقَتْنِي الوِدَادَ مِنَ الوَدُوْدِ |
وَمَنْ خَلَعَ الثَّنَاءَ عَلَيَّ حَتَّى |
خَلَعْتُ عَلَيْهِ مِنْ حُبِّي الشَّدِيْدِ |
أَيَا عَبْدُ اللَّطِيْفِ غَدَوْتَ مِنِّي |
كَزَهْرِ الدَّوْحِ فِي القَلْبِ العَمِيْدِ |
أَرَاكَ اليَوْمَ نَهْرَ الْحُبِّ يَجْرِي |
وَدَوْحَ الشِّعْرِ حَفَّاظَ العُهُوْدِ |
هُمَا صُنْوَانُ زَانَهُمَا كَمَالٌ |
مِنَ الأَخْلاقِ وَالرَّأْيِ السَّدِيْدِ |
أَمَا يَكْفِيْكَ أَنَّكَ بِتَّ خِلِّي |
وَأَنَّ الشَّوْقَ يَسْبِقُ لِلْحُدُوْدِ |
فَلَوْ أَصْغَى الزَّمَانُ إِلَى مُرَادِي |
سَبَقْتُ إِلَيْكَ رُكْبَانَ البَرِيْدِ |
وَلَكِنَّ الزَّمانَ الْمُرَّ يَقْضِي |
مُبَاعَدَةَ الْمُرَادِ مِنَ الْمُرِيْدِ |
أَخِي صَبْرَاً عَلَى مَا كَانَ صَبْرَاً |
فَإِنَّ الصَّبْرَ مِفْتَاحُ القُيُوْدِ |
وَلا تَقْنَطْ بِمَا اقْتَرَفَ الأَعَادِي |
سَيَأتِي اللَّيْلُ بِالصُّبْحِ الْجَدِيْدِ |
بِجِيْلٍ يَتْبَعُ الإِسْلامَ شَرْعَاً |
وَيَقْطَعُ لِلْكَرَامَةِ كُلَّ بِيْدِ |
بِنَفْسٍ لا تُوَالِي غَيْرَ رَبٍّ |
قَضَى بِالْحَقِّ فِي الذِّكْرِ الْمَجِيْدِ |
بِصِدْقِ تَوَجُّهٍ وَسَمَاحِ وَجْهٍ |
وَقِلَّةِ كُلْفَةٍ وَكَمَالِ جُوْدِ |
شُعُوْبٌ تَرْفُضُ التَّسْلِيْمِ هَوْنَاً |
وَتَمْسَحُ ذُلَّهَا بِدَمِ الشَّهِيْدِ |
أَرَى النَّصْرَ الكَبِيْرَ يَحُثُّ خَطْوَاً |
وَيغْتَصِبُ الكَرَامَةَ بِالْحَدِيْدِ |
أَرَى بَغْدَادَ مِنْ عِزٍّ تُهَادِي |
فِلِسْطِيْنَ العُرُوْبَةِ بِالْجُنُوْدِ |
وَطِفْلُ الْمَجْدِ فِي الأَقْصَى يُنَادِي |
أَخَاهُ الْحُرَّ فِي دَارِ الرَّشِيْدِ |
أَخِي صَبْرَاً فَنَصْرُ اللهِ آتٍ |
قَرِيْنَ الدِّيْنِ وَالعُمْرَ الْمَدِيْدِ |
لِيَسْعَدُ يَوْمَهَا أَهْلُ الْمَعَالِي |
وَيَخْسَأُ يَوْمَهَا كُلُّ اليَهُوْدِ |