|
هَجرْتُ الفَيْسَ مِن زَمَنٍ لأنّي |
رأيتُ الفَيْسَ يَحفلُ بالنّـفاقِ |
تَواصُلُ للسِّبابِ بلا شُعورٍ |
يَـكِّـرُ على النُّداةِ مِنَ البَواقي |
وَحاشا بعضُ حَبَّاتِ اللآلي |
كِرامُ الرأي في غِيَـرِ التَّلاقي |
رأيتُ جَداهُ وَسْمًا للثعالي |
متى بلغَ المَصيفُ سَنا التَّراقي |
مُنيزلُ للخُـفاتِ ، فلو حُفاةٌ |
أتوهُ ، ترى المَخازي في سِباقِ |
ترى الأشباهَ تَـنعِتُ بالأيامى |
هلمّوا أقبلوا فالغربُ ساقِ |
مَدائنُ للمُروءةِ خرَّبوها |
وَجَاسوا دَمعَ حَاضرةِ السَّواقي |
قريبٌ أم غريبٌ أم غضوبٌ |
فكلٌّ يَدَّعي طَلبَ المَراقي |
أساتيذٌ ، تـلاميذٌ رفاقٌ |
أباحوا وَصْلَ عُبَّادِ الفِراقِ |
أليسَ بجـمعكم رَجلٌ رشيدٌ |
أمِ الغَفَلاتُ توهي بالعِناقِ |
فهذا أمردٌ بين الغواني |
يُلوّنُ بالخدودِ وَبالحِداقِ |
أحاورُ بالنَّوار ، وَبعد حينٍ |
أرى المعتوهَ يضحكُ كالنُّهاقِ |
همُ المتَشبّهونَ بلا مَحيضٍ |
مع المتَشبّهاتِ مِنَ المَناقي |
هيَ النَّـزَواتُ توحي للمُعنَّى |
بأنَّكَ وَاعدٌ لا كالحِقاقِ |
مَعامعُ للنثيرةِ زوَّقوها |
وَقالوا الشِّعرُ كالشَّعَراتِ راقِ |
متى سَرَقَ المُغفَّلُ زادَ قومٍ |
فقد جعلوهُ فَحلاً في المذاقِ |
كأنَّ نظائر الشَّطحاتِ باتتْ |
نقائضَ في سِويسرا وَالعِراقِ |
بسترِكَ يا ربيعُ متى سنصحو |
سباتُكَ حزَّ أوردةِ النَّياقِ |
إذا ما " أدمنُ " الصَّفحات ولَّى |
سَليطاً مُدمنًا بهوى الشِّقاقِ |
فقل للفيس تـبَّـا ثـمَّ تـبًّـا |
عِشاشُكَ أَمْركَتْ صُورَ الرّواقِ |
أهاضيبُ الزَّمانِ لها رَعيدٌ |
إذا لاحتْ فما نَضَبتْ مَـآق |
فَلا تكتبْ سِوى نَغماتِ حِسٍّ |
كإرثِ القلبِ يُنقَشُ باشتياقِ |
وَإنْ نكـزَتْ ذِمامَ الفكرِ كَفٌّ |
فلا تكرَبْ فبَعضُ الصَّبر واقِ |
على هذا تَـعاهـدتِ الحَواشي |
فلُذ بالوعي شَرقيَّ النِّطاقِ |
تجوَّزَ خَاطري بَثًّا وَحزنًا |
عَساني أمنحُ الدنيا اتلاقي |