|
مسافر أين؟ حيرانٌ يناديني |
في غربة الروح صوتٌ منك يشجيني |
قد ظل يسكبُ في سمعي وفي بصري |
مافجّر الصحوَ في حلم البراكين |
حتى نهضتُ ولي شوقٌ ولي أملٌ |
أسعى إليك لعل الشوق يهديني |
كل المراكب قد أحرقتها ولَهاً |
ما عاد غيرك في دنيايَ يغريني |
مسافرٌ.. أين ؟ لا زاد يبلغني |
ما أرتجيه ولا نجم يواسيني |
تفرّق الصحبُ عني حين أفردني |
طبعٌ وفيٌّ لأحلام المجانين |
وما وفى ليَ غيرُ الشعر أكتبه |
حينا، ويكتبني جُلّ الأحايين |
وما عتبت عليه حين أطلقني |
معنىً تمنّع عن كافٍ وعن نون |
هل ُيسْكبُ البحرُ في كأسٍ وهل قبضتْ |
يوما على الشمس كفُّ الماء والطين؟ |
مسافر.. أين؟ أقدامي تسائلني |
ما عاد في الكون دربٌ فيه تلقيني |
عشرون عاما أنا الجوال تعرفني |
كل المجرّات أطويها وتطويني |
وما بدا منكِ لا شمسٌ ولا قمرٌ |
سوى النداء الذي مازال يضنيني |
يا شوق لم يخبُ رغم الجرح بارقه |
كأنما هو نبضٌ في شراييني |
إن لم تكن في دروب الوجد لي قمرا |
يروي حكاياه عن ليلى ويهديني |
فكن شهيدي وقل إمّا احترقتُ هنا |
رأيته لا يبالي بالبراكين |
وحين أهوتْ أكفُّ الريحِ تحمله |
خطَّ الرمادُ: ألا يا ريح ذرّيني |
لعلني حين لم أظفر برؤيتها |
يوما أراها بعين النار والطين |