|
خُذنـي بقلبكَ ، تَـدري كـمَّ أشواقـي |
نحنُ الندامى وأنتَ الصَاحبُ السَاقـي |
هذي ظِلالـي ، قَـصيداتٌ بـلا أمَـدٍ |
أوتادُها مِنكَ ، والأسبابُ آماقـي |
نَـحنُ الـحَبـيَـبانِ لولانا لـما اتـلَـقـتْ |
عينُ العراقِ ولا جَوُّ الـهَنا باقِ |
لأنَّــــهُ وَطنٌ لـم ترضَ دارَتُـــهُ |
إلا الإخاءَ دَليــلاً للسَّنا الباقــي |
طَورُ " العتابَــــةِ وَالمشمومِ " ما افـتَـرقا |
غَربيُّه الآنَ يَـستسني بإشراقِ |
خُذنــــي بدربِـــكَ لو زلّتْ بـنا قَـدمٌ |
ما زلتُ أهواكَ يا تَـسْـنـيـمَ تِـرياقـي |
خذنــي ضَـميرًا مُـحِبًا لستُ مدَّكـرًا |
إلاكَ ذكــرى ، فَـهلْ عايـنـتَ أحداقـي |
لـمَّا سهرنا مَــعَ " العَـشار " يَـحـرُسنا |
" سيَّابُ " صَفوٍ تغنَّت عَنه آفاقـي |
كـمِ انـتـخانا فُراتُ الذَّوقِ فانـبجَستْ |
مَـنّا المناجاةُ ، وانسابَ الهوى الراقـي |
وَالنايُ نادى على " الحبّوبِ " يَـسألهُ |
كيفَ " الرصافـيُّ " هل وافاهُ إبـراقـي |
فَـراح يَـهمـسُ لـلأيامِ فـي ثـقــةٍ : |
" أبـو خَـيالٍ " مُـقـيــمٌ بَـيـنَ أرماقـــي |
خُـذنـي أخَا الدَار كـي نَـبـنـي الـحَضارةَ مِن |
فَيضِ الدموعِ ، وَنـنـسـى كـلَّ إرهاقِ |
نَـوارسُ الـحُبِّ أبكـتْـنا مَـنائــرُها |
وَدجلةُ الصَّبر يَـروي بعضَ أوراقِ |
وكَـركَـراتٌ لـها الزَوراءُ خاشعةٌ |
كَـما الحكاياتِ فــي إيـحاءِ عُـشَّاقِ |
باسمِ الحُسينِ قَوافـي الرُّوح يَسمعُها |
وَردُ المغانــي ، كَــوِردٍ فــيَّ غَــيداقِ |
وَسَلْ مَواهبَ مَن درَّتْ محاسنُهُ |
وَقتَ اللقاءِ ، وَسلْ يا صاحِ أذواقـي |
خُـذنـي أسيرَ هَـوىً لـلآن مُنتظرًا |
منك الـحَنانَ ، ألا فامننْ بإطلاقِ |
أسَّستَ وَحـدكَ للعِـرفانِ أروقـــةً |
فأزهـرتْ فــي دروبِ الـمجـد أخـلاقـي |
حَـملـتَ عاطفـــةَ الـميـفاءِ مُـبـتـهـــلاً |
فأثـمـرَتْ بالشفا للناسِ أرياقـي |
تُـهـدي النَـخـيـلَ جَـمالًا غـيرَ مُنقطـعٍ |
فَـعانـقَتْ نَـفَحاتــي طيبَ أعـذاقِ |
جَنيتَ بالأقحوانِ النبلَ فاتضحتْ |
للعابريـنَ فَضاءَ الشِّعر أنساقــي |
أنا وَأنت ، وَإلا لن يَــرى غَـدُنا |
أيامَ بغدادَ ، أو آساسَ ميـثاقِ |
عليكَ منا سَلامُ اللهِ يـتـبـعُـــهُ |
وَصلُ المشاعر يـتـلـو عِـزَّ أعراقِ |