|
يا قلبُ : رُوحـي لا تطيقُ مَلاما |
فاقرأ على دنيا الوئامِ سَلاما |
لم يبقَ من زَمنِ الهديلِ سِوى البكا |
فعلامَ نستجدي الظِلالَ .. عَلاما |
شابَ الرَبيعُ وما تنفّسَ خاطري |
وَعهدتُـــهُ وَقتَ النزوحِ غُلاما |
أوهـى الحِمامُ غَلائلًا ، حَتى إذا |
أزفَ الهوى ، أَسَرَتْ خُطاهُ حَماما |
عامًا تروادُنـي حَرائِـقُ مهجةٍ |
وَتشرّدُ الوطنَ الخطيئةُ عاما |
فكأنّـما أملُ الحِسانِ غوايةٌ |
مَن جاءَها التأريخُ عنه تعامـى |
والسَاهراتُ خَلا الزواهرِ لـم تجدْ |
تستنطقُ الليلَ الطويلَ : إلاما |
يا قلبُ : وجدي والشجون تعاضدا |
وَاستأثرا بالأمنيات غَراما |
وَأواصرُ الخطراتِ شفَّ نسيبُها |
لـمّا تذقْ إلا العناءَ مقاما |
فإذا ارتدتْ بعضَ الهدوءِ ، تفلّتتْ |
عنها الحقائـقُ ، تسكبُ الإيهاما |
ذَنبـي بأنّـي والأزاهرُ ههنا |
كـنا ولدنا نـبـتـنـي الأحلاما |
وَتسوَّرَ العهدَ النقيَّ وصالُـنا |
بالمسكِ ننقشُ للورودِ خِتاما |
نذرُ الجِراح ، فَـما فقهنا لَـحظـةً |
أنَّ الوفاءَ يزيـدُها إيلاما |
فَالطيبونَ عَنِ الأرائكِ أدبروا |
وَالعاذلون مَدى الدُموعِ نَـدامـى |
وَالسائلونَ عَن الـمداركِ ما رَعَوا |
حَـقَّ الأديبِ ، فَـحَـرّقوا الأنغاما |
أسّسْتُ مِن وَجعِ الحياةِ روايةً |
حَتى استحالتْ فـي الظنونِ حُطاما |
يا قلبُ : عِظني ، لُبُّ حسنِكَ ينقضي |
فَـمتـى يُشرّفُ وحيُنا الـهِنداما |
هَل مِن سَبيلٍ للـحضارةِ يُـرتـجـى |
نَـهوى بــه الفردوسَ وَالإلـهاما |
أم وَدَّع الـحَضَراتُ شُرفةَ بَوحِنا |
فتعذّرَ الكـأسُ الفراتُ وَصاما |
هذا زعيـمُ القَصر يُـوصـي رَهطهُ |
يَـتـنـكَّـبُ الإفسادَ والآلاما |
إن رُمتموا جاهَ الخلاصِ فغيّروا |
وجهَ الثقافــةِ ، غَادروا الإسلاما |
فانهارتِ الـحُرماتُ ، وافتقدَ الحيا |
وَتشتّتْ أنهارُنا استسلاما |
تَـمشـي مَعَ المتشبهاتِ نَـواظرٌ |
وَتقولُ هاكـم بالنّـهُـود سَلاما |
فكأنَّ كاسِرةَ الحياءِ قصيدةٌ |
يشدو قوافيها الشَبابُ قِـياما |
وَكأنَّ إرثَ ذوي البَلاغَـةِ سُبَّةٌ |
ما عادَ يَـمنَـحُ للـجليسِ مُـداما |
يا قلبُ : حنظلةٌ مذاقُ زماننا |
وَالعيبُ في مَن أمَّروا الأقـزاما |
لا طيفَ سَوسنةٍ يـمـرُّ على الحمى |
حَتى تناثرتِ الصُروحُ خياما |
غاضتْ مروءاةٌ ، فَلا من مقصدٍ |
فـَقِهَ البناةُ ، ولا الضَمير تَسامـى |
وَاستفحلَ الخذلانُ يَـهزأُ بالرؤى |
فإذا الخؤونُ يُعانقُ الأصناما |
قلباه وعدًا لستُ أنسى غُربتي |
سَأعطرُ الـحَدقاتِ وَالأقلاما |
سأفوز بالماضي لأربح حاضري |
أروي العطاشَ أباركُ الأفهاما |