شجنٌ و أحلام

بعد أن أوصدت في وجهي كل الأبواب وأنا أنتظر نسمة تحمل عطرك أو هبوب
وكنت قد فتحت لك البديل الذي أغلقته أنت من قريب
تجاهل وتناسى ما شئت وشاء لك الهوى أن تتوارى عن ناظري ولا تستبين
لكن لا تمثل على مسارح النسيان ما أوجعني من طول انتظاري لك وأنا أسامر النجوم
شيء ما تافه كسر شيء ما كان عظيم
قلب تعب يبحث عن استراحة بين طيات الماضي ومستقبل أصابه العطب من طول انتظارك في عتيمات الدروب
من حيرة ألمت بي أصبحت أبحث عن استراحة بين اللا شيء ومن أجل لا شيء
استودعك اللطيف الخبير جابر القلوب

بعد أن احتجبت عني وأسدلت ستائرك الغليظة شديدة السواد
فقدتْ بوصلتي الاتجاهات
وأظلمت في عينيّ الدروب ...
لم يعد بإمكاني تلمس الطريق للوصول إلى مبتغاي في معانقة دفء طيفك عند اشتداد الحنين
إذا سارت الأمور على هذا النحو فلا يسعني إلا المضي نحو الضياع في مجاهل الظنون
إن كنت لا تقصد ... فاحذر منزلقات الطريق

تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ
صدق الله العظيم

مما راق لي ..

وأراك ملء العين دون تخوّف
من أن يرانا الحاسد الجاسوس

هل لي بوجه دونما كمّامة
كالبدر يطلع والأنام جلوس

يا أيها العشّاق في زمن الوبا
ماذا سيصنع عاشق محبوس

قولوا بربكمُ اذا غلب الهوى
هل ينفع الكتمان والتدليس

....خنساء الأردن .بسمة الفراية

البارحة هاج بي الحنين إليها
وتدثّرتُ بالصّمتِ
وناحتْ ورقاء كانت تعرفُ حكايتي معها
وسكبتْ على نافذتي دمعةً...
لم يواسني هديلها ...
فالحزن كان أكبر من أنْ يذيبه هديلها الّتي بللته بألف دمعةٍ
ملّني صبري ...
وتمرّد جواي على كبريائي ... وذرفتُ دمعةً لم تفارق عيوني ...مشتاقةً هي الأخرى
لعلّها ترى طيفها إنْ لم تفارق مقلتي
ما حيلتي إنْ كنتُ أُحبّها
البارحة زارني هدهد سليمان الّذي استوطن حديقتي
وسألني عن مسحة الحزن الّتي ارتسمتْ على محياي ... وما غامت بهِ عيوني
حبيبتي غابتْ عن عيوني منذ مدّةٍ ...
فقال : أأحمل إليها رسالتك و أتيك بالجوابِ منها ؟
سطّرْ لها أشواق روحك كي تستفيق من غفوتها وتأتيك في الحال
قلتُ لهُ : لن تقرأ الرّسالة...
بعثتُ لها زفرات أنفاس عشقي وارتدت إليَّ مرّةً تلو أُخرى
قال : هل تكتفي بطيفها ؟
فصديقي الجنّي سيأتيكَ به قبل أن يرتد إليك طرفك
بلقيسُ ... يا عديلة الرّوح براني الشّوق وهدني الانتظار ....
ولم أعد أطيقُ لغيابكِ صبرا
بين أخذٍ وردٍّ ... وعتابٍ ... ورقةٍ وقسوةٍ... قضيتُ الليل أسامر طيفها
تعمدتْ أنْ تستثيرني كما في كلّ مرّةٍ
لكنّ شوقي أبى أنْ يستجيب إلا لعباراتِ الحبِّ منّي ومنها
بلقيسُ يا حبيبة الرّوح ... لِمَ لم تقلعي عن الهبوطِ والإقلاع في كلِّ بلاد الدّنيا
أحتاجكِ إلى جانبي هنا ....عدِّلي من مساركِ هذه المرّة
لم يعجبني تجوالكِ في فضاء الكون وأنا هنا وحدي ...
وكتمتُ غيضي بمهجتي
وآثرتُ الصّمت الّذي أخذ يتفجر براكيناً في داخلي
أموتُ يا خلّتي بين يديّ طيفها من قسوة بعدها ... وشدّة الحسرة والحاجة لتنفّس أنفاسها
نسيتُ أنْ أقول لها : إنها أقرب من حبل الوريد منّي ... وأُحبّها
وغضبتي المضرية عليها أنْ أزالتْ قشرتها لن ترى تحتها إلّا الحنين والشّوق والوله والعشّق والوداد والمحبّة
يا أنتِ أُحبّكِ ... فعلام لم ترعي الوداد بيننا ...
البارحة عشتُ مع طيفكِ فرحةً ....وأحسستُ بعدها بألفِ غصّةٍ
ليتكِ وجدتِ الطّريق إلى هنا ... والّتي طرقتِها من قبل أكثر من مرّةٍ
تركتُ طفل حبّنا بين يديكِ فلا تغفلي عنهُ ... فيأكلهُ الذّئبُ ...
ويجيئني الأغراب بدمٍ كذبٍ على قميصه ...
ويُلقون بهِ في غيابة الجبّ ... لينتشله السّيارة ويبيعونهُ في سوق النّخاسة بثمنٍ بخسٍ ...
وأنا أبكيه وتبيض عيوني عليه من شدّة الحزن
وأنا أشرقُ بمرارةِ ولوعة الحسرة
أنرتُ لكِ قمري في سماء العشق ...
فلا تغفي عنه ... فيبتلعه الحوت ...
أحبّكِ بلقيسُ ... وأحتاجُ أنْ أحسّ بحبّكِ كما في سابق العهد بيننا
إنْ كنتِ ما زلتِ أنتِ ...أنتِ
فاحرصي من الوباء واحجريني معكِ في أي قبو

مما راق لي ..

وأراك ملء العين دون تخوّف
من أن يرانا الحاسد الجاسوس

هل لي بوجه دونما كمّامة
كالبدر يطلع والأنام جلوس

يا أيها العشّاق في زمن الوبا
ماذا سيصنع عاشق محبوس

قولوا بربكمُ اذا غلب الهوى
هل ينفع الكتمان والتدليس

....خنساء الأردن .بسمة الفراية

هل تسمح لي هنا ان أبتسم .. فأخيرا وبعد طول إنتظار وجدتك تذكر وباء الكورونا
حتى وإن كانت ليست كلماتك ـ ولكن يكفي إنك ذكرتها، وكنت أحسب إنك قد غلفت
روحك بعالم من الشعر والخيال ، بعيد عن الواقع وسوء الأحوال.
ولك تحياتي وودي.

هذا المتصفح عبارة عن محطات ارتجالية تحمل بين طياتها الصدق والمشاعر النبيلة، ثمة حروف لا ينطقها إلا قلب محب شفافيته كالمرآة تعكس الروح بياضاً، وتعزفها على قيثارة مختلفة الأوتار متفردة، ألحانها النقاء لا تعزف الا سحراً وجمالاً، ولا تتقن أي كلام كان، بل تنسج حرير المشاعر بأنفاس شاعر أديب بارع الرسم على صفحة الأدب باحتراف..

في كل خطوة حرف هنا لوحة مميزة، لها أجنحة خيال ملونة بالبراعة والإبداع، وما يميزها أنها سيمفونية ومعزوفة تصدر من الأعماق بصدق يلامسه المتلقي عند العبور على إديم المعاني وبين أسفار الكلمات الراقية..

الأديب الكبير البارع الشاعر
أ.العلي الأحمد
من أمام واجهة حرفكم وعناقيد قلمكم المزهر، قرأت ملامح حرفكم ومعالمه الذي توجهه لمن تحب إن كانت الأرض والوطن أو محبوبتكم الذي أردتم، فهي حروف تعبّر عن قوة ألفاظكم وما تنسجونه من رقي وجمال..
دام رقيكم وصدقكم ونقائكم وشفافية حرفكم ودمتم بألف خير
ووفقكم الله ومن تحبون لما فيه رضاه
ورزقكم السعادة في الدنيا والآخرة
.

.


جهاد بدران
فلسطينية

شاعرة فلسطين الأبية ... ورمز النضال والقضية
وايقونة الوعي التي تبعث فينا العزم والحمية
الناقدة والأديبة المبدعة بعنفوان حرفها الذي نذرته للجهاد حتى أصبح القبس الذي ينير للأجيال الدرب في تحرير الأرض والإنسان
جهاد بدران التي لها من اسمها نصيبٌ وتعدل في الميزان أُمةً
جهاد التي وقفت حرفها على عشق تراب القدس والوطن السليب لن تموت قضيةٌ أنت ابنتها
جهاد الحرف المتزن الذي لا ينطق الا بما يرضي الله تمر على متواضع حرفي لتغدق عليه بالنور الذي يجلي عنه كل عتمةٍ و يزهو بها وبمرورها العطر
مجرد مرورك أُخيتي تشريفٌ للحرف وصاحبه
ما عساني أكتب وأرد على كل هذا الجمال المنبعث من أحاسيس روحك الزكية
تتوارى الحروف تواضعاً وخجلاً أمام قامةٍ أدبيةٍ متفردةٍ فكراً وروحاً وحرفاً يطاول عنان السماء في الساحة الادبية الحديثة بكل أطيافها
بمرورك الغيداق اسبغتي عليّ بالكثير والبستني ثوباً فضفاضاً وألزمتني بالتدقيق في أحرفي لعلها ترقى إلى مستوى ذائقتكم الأدبية
اشكر لك مرورك وأتمنى لك في هذا الشهر الفضيل والأيام المباركة الصحة والعافية لك ولأفراد أسرتك
ودمت بكل الود والتقدير
وكل عام وأنتم بألف خير

كل القصائدِ لا كانتْ ولاوُجِدتْ
إن لم تكوني ما بينَ قوافيها

حروف ُصمتٍ ما بانتْ ولا نَطَقتْ
إلا وكُنتِ في أحلى معانيها

يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ

وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَىٰ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
صدق الله العظيم