شجنٌ و أحلام

أوا تسألين عن حرفي الحزينِ وعني ؟
و مَنْ أكونُ ومَنْ أنا ؟
أنا غريبٌ ما ولدتُ في وطني
أنا الّذي فقدتُ من أجلِ أوطانكم وطني
أنا الّذي تآمرَ الإنجليز واليهودُ والمجوسُ والأعرابُ على أهلي ... على وطني
اسألي مَنْ قال : لا لوعدِ بلفور اللعينِ مِنْ أبناءِ العروبةِ ... غير أهلي وعترتي
اسألي : كم مِنْ أبناءِ جلدتنا يعرفونَ أنَّ لهم أرضٌ عربيةٌ يحتلّها المجوس لم ينهضْ أحدٌ لنجدتها
اسألي : أعواد المشانقِ الّتي ما زالتْ تنهشُ مِنْ روحي ولحمي وعافيتي لتغتسلَ مِنْ عقوقها بطهرِ دمي
اسألي : الحورَ والبلوطَ والسّنديانَ الّتي تستمدُ صلابتها وامتداد جذورها مَنْ حبّاتِ عيون الشّهداء والمجاهدين في وطني
اسألي : الطّهرَ عنّا والعفافَ والوفاءَ والإيثارَ والإقدامَ والجهادَ والتّضحيات في ساحاتِ الوغى
اسألي : الأحوازَ عنّا وكفى

كيف لي أن أصل إلى الإنسان الّذي أُحبُّ وأعشقُ بداخلك ؟
كيف لي أن أرمّم المشاعر والأحاسيس الّذي أصابها العطب من تهوّر
و لامبالاة الخلصاء ؟
أُحبُّك و أحتاجك ولكن ليس كما أنت عليه الآن
يا روح الرّوح لا خلاص لي وأنت تنأى عني كلّ هذه المسافات ...
مع كلّ هذه الموانع والحواجز ... والحفر والمطبات !
الُبرد قارسٌ هنا وأنا مقرورٌ من برد وصقيع الجفاء !
أزح السّتائر عن نافذة القلب لعلّ طيفك ينوب عن لهفة اللقاء الّذي انتظرتُه مذ وقعت عليك عيناي
أُحبّك ... و لكن
لا تجعل من لكن تتمدد أكثر مما هي عليها الآن
ولا تستهين بدفقة الحب الموشاة بالأشجان

يا حادي الشعر لا كان الهوى أبدا
إن لم تكن لي صنو الروح في جسدي

عندما تهذي كل المخلوقات وحدكِ التي تنطقين بالمفيد

صباح الخير
مساء الخير
يا سيدتي لا تفيك حقك ...
ولا تكفي
تعجز الكلمات عن وصف المشاعر التي تحملها الروح لسموك
كلما أطل من بين الحروف طيف عزيز على القلب لكِ
وأعجز عن بثها
و أتدثر بالصمت
و أغص به
ولا أنطق
لك السعادة
يا حبيبة الروح وموئلها
لنسعد لسعادتك من بعدك

عند انسداد الدّروب ونفاذ الصّبر تموت كلّ الحكايات الجميلة
وتولد مكانها حكايةٌ بغيضةٌ جللت بالسّواد
إن كان في الأولى حبٌّ ورحمةٌ ففي الأخرى قطيعةٌ وعذاب
إن أُغلقت أبواب الأمل في الأولى
ففي الثّانية تتفتّح أبواب الجحيم والشقاء
إن كانت الأولى تتحلّى بالسّتر والفضيلة ففي الأخرى يستعر البوح الّذي لا يراعي الألقاب و الأسماء
وإن تدفّقت ينابيع المشاعر والأحاسيس والعواطف الزّائفة في الأولى
فخرم الإبرة أضيق مما تمرّ به انفعالات الغضب والاشمئزاز والجحود والنّكران
إن كانت يداك قد خطّت آخر سطرٍ في الحكاية الأولى فعند غيرك النّهاية مازالت حبيسة البدايات
بعض النّاس ردود أفعالهم تفوق حجم خسارتهم بمرات
فكيف إن كانت خسارتهم عظيمةً ولا طاقة باحتمالها
سيعبثون وينبشون ويعيثون فساداً في كلّ الحكايات العفنة الملقاة على جوانب الطّرقات
في الحروب تفتح الجيوش المنتصرة طريقاً للخاسرين في الهروب كطوق نجاةٍ للخاسر الّذي ما اعتاد إلا الفوز في كلّ معاركه وبكلّ الجولات
حتى لا يتحول نصرهم إلى هزيمةٍ أمام خاسرٍ لم يعد لديه شيء ليخسره إذا استبسل في الميدان
((نصٌ مقتبسٌ من كتاب بعض فنون الحرب والخداع من تأليف أبو نضال وأم ريان ))

عندما ترسل نسخا من الرسالة التي تصلني منك للجميع
تفقد الرسالة قيمتها ومعناها بالنسبة لي
فلست رقما من بين الأرقام سيدي

جزيرةٌ منفيةٌ أخذتني إليها عاصفةٌ هوجاء
على حطام سفينةٍ منسيةٍ
كانت لك ذات محبةٍ ووفاء

منذ أن أهدتني صورتها
مازالت الروح ظمئ لعينيها
لبسمتها
للفتاتها
لضحكتها
لهمسة الحب وهي ترتجف خجلى من فرحتها
مازالت الروح عطشى لطلتها

كلّ الجوارح تكالبت
تفتّش لترى ما بين جفنيّ
ولم تفلح
لأنني أطبقتهما على الحلم
قبل أن يفر مني وأهلَك