ظل أهل الكويت ساخطين وناقمين على العراقيين لنهبهم بلادهم حين غزا النظام العراقي دولة الكويت في ذلك اليوم الذي لن ينساه التاريخ .. وظلت المناورات الكلامية والتراشق باللفظ في ساحات الفكر والثقافة وسيلة التعبير عبر منابر المثقفين على مستوى المنتديات والصحف والقنوات ... واليوم وبعد أن سقط نظام صدام حسين كما ينقل لنا عبر الفضائيات .. نرى حالة من الهرج والمرج تسود بلاد الرافدين فئات من المجتمع امتهنت السلب والنهب إلا من رحم ربي صغارا وكبار أطفالا ورجالا وفي وضح النهار وتعلو الوجوه ابتسامة وكأنهم نالوا كنوز الدنيا وحققوا مايستوجب الافتخار ... وفي هذا قد يكون عزاء للكويتين فلم ينهب العراقيون الكويت بغضا أو حسدا لأهلها وإنما كانوا ينهبون للنهب ويسرقون للسرقة .. وهو أمر والله يندى له الجبين حين نبصر العربي المسلم في هذه الصورة من الدناءة وانحطاط النفس ... كنت قد كتبت موضوعا سبقته مواضيع عديدة في منتديات مختلفة وفي أزمنة مختلفة أتحدث فيها عن دور المفكر والداعية والمثقف المسلم تجاه المجتمع وحرضت الرفاق كثيرا عل الاطلاع على مؤلفات بن نبي في تغيير المجتمع وجودت سعيد الذين ينتهجان نهج المصفى صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح رضوان الله عليهم في التغيير والدعوة .. ولكن هيهيات جميع من خالفني كان يرى أنهم لابد أن يقاوموا الساسة والقادة واليوم حين أطيح القادة والقيادة في بغداد وهي شريحة من المجتمع المسلم وجدنا صورة آلمت القلوب عن المجتمع ... فحين يغيب الرقيب المادي تظهر سيئات الأخلاق الناتجة عن سوء الإعداد التربوي في الاعتقاد الإسلامي الذي ينص على ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) لاخوف من الله ولاخجل من عباده ... ودناءة نفس وسلوكيات يخجل منها كل إنسان قويم الإنسانية .. صور تتناقلها وسائل الإعلام لتظهر المسلم كما صوروه منذ زمن همجي وقاطع طريق ..ولم يحدث كل هذا إلا لغياب التربية الإسلامية في الفكر المسلم ... فهم حين يفعلون مايفعلون لاينظرون لمغبات الأمر على مستوى الأمة والضرر الذي سيلحق بنا كمسلمين لغياب الفكر الاعتقادي بدور الفرد المسلم في مجتمعه ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) ألسنا مسؤولين عن هذا الدين الذي اعتنقنا ومكلفين بالنضال والمنافحة عنه كل بحسب طاقته وأبسطها التزام الخلق الحسن ألم يبعث نبينا ليتمم مكارم ؟الأخلاق ... لم يعتن أهل الفكر في الدعوة الإسلامية بتربية الفرد فساء المجتمع ولو تتبع واحد الآيات في كتاب الله لوجد أن هذا الدين يقوم على ثلاث ركائز اعتقاد وتشريع وأخلاق... والأخلاق عند المسلم اعتقاد .. ( والله لايؤمن من لايؤمن جاره بوائقه) ( ليس المسلم بلعان ولاسباب ولافاحش ولابذيء ... أو كما قال صلى الله عليه وسلم ) ونحن أصم مسلموا العراق متمثلين في القادة أسماع البشرية عبر وسائل الإعلام بالشتم والسباب وأنهى الأمر مواطنوه بالنهب والسلب ولاحول ولاقوة إلا بالله
لنقارن بين المسلمين حين هزمهم التتار وكانوا الأقوى عدة وكان المسلمون الأقوى اعتقادا كيف دخل الغالب طواعية في دين المغلوب وفي بلاد الرافدين أيضا وماكان ذلك إلا للصورة الأخلاقية الناتجة عن صحيح الاعتقاد والتطبيق الذي يوافق الفطرة الإنسانية السوية مهما اختلفت بقعتها وعرقها الذي تنحدر منه وتفاقمت هجيتها كما كان حال غزاة التتار الذين هذبهم كرام المسلمين .. ترى هل من متعظ ومراجع لحسابات العمل في حقل الفكر الإسلامي لبناء فرد سليم لمجتمع ينعم بالعافية ؟
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واهدنا لما اختلف فيه من الحق... آمين