( لن أُجيب )
قصة للكاتب/ محمد محمود شعبان
\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_\_
( مَعَ ) تْعْرب ظرفا - يا جاهل -، وليست حرف جر، وكلمة ( فنون ) جمع تكسير - يا أمَّيَّة -، وليست جمع مذكر سالم....
هذا بعض من الجرائم اللغوية التي أشاهدها منثورة في كراسات هؤلاء الطلبة المساكين، أخطاء ومُعلَّمة بعلامة صحيح✅✅✅. كيف مرت من تحت يد هؤلاء الجهلة الذين يسمونهم - مجازا - معلمين ومعلمات.
وفي هذا المنزل أيضا أُقْتل كل يوم ألف قتلة وقتلة. أستمع لقراءة الدروس والنصوص منهم. قراءةٌ تصيبني بالغثيان. أشعر كل مرة أن جنيني الذي بين أحشائي سيسقط مني.
هل هذا معلم حقا؟. للأسف يطلق عليه وصف معلم، ومعيَّن في مدرسة أيضا. أدركت ذلك من الحوار، عندما سأله هشام ابن صاحبة المنزل :-لماذا لم تحضر للمدرسة اليوم - يا مستر- ؟
:- دور برد شديد - يا هشام - .سأحضر غدا. هل حدث جديد اليوم ؟
:- لا.
أيُّ جامعةٍ، وأيّ كُلّيةٍ أنجبت تلك الحثالة؟. عرفتُ الآن لماذا تصفرُّ سحنتهم كلما شاهدوني، ولا يشربون فنجان القهوة الذي يُقدَّم لهم، ويتصنعون عدم معرفتهم بي!
درجة واحدة حالت دون امتياز السنة الرابعة. ومع ذلك ما كنت أظنني متجاوزة ( فيفي ) بنت عميد الكلية، والتي تم تعيينها معيدة، وهي لا تعرف الفرق بين الألف وكوز الذرة.
مراجعة عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه مع رئيسة القسم، وتنقيح كُتُبِها العقيمة التي تفرضها فرضا على الطلاب بأسعار باهظة، والفوز بلقب أميرة الكلية في الخطابة والإلقاء. كل ذلك كان جزاؤه اعتذارا سريَّا في مكتبها :- ما باليد حيلة - يا أميرة-. لا نحتاج هذا العام سوى معيدة واحدة.
علقتُ الليسانس، ومن بعده الماجستير والدكتوراه على حائط الصالون بجوار صورة زفافي. ولئن سُئِلْتُ لماذا لم تشتغلي بالدروس الخصوصية بدلا من الخدمة في البيوت؟!، فلن أجيب.