يعترض بعض من يتجرأ في الخوض في الأحكام الشرعية بغير علم ويتهكم ويرد على العلماء قولهم عن فيروس كيرونا وغيره عندما يصيب الظلمة من غير المؤمنين أوالفجرة الظلمة للناس او لأنفسهم عموما : إنه عذاب رباني أما إصابته المؤمنين الصالحين فهي ابتلاء رباني
وكلام العلماء صحيح ومصداقه الحديث المروي عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: سألتُ رسول الله ﷺ عن الطاعون فأخبرني أنه: عذاب يبعثه الله على من يشاء، وأن الله جعله رحمة للمؤمنين، ليس من أحدٍ يقعُ الطاعونُ فيمكث في بلده صابراً محتسباً، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد، رواه البخاري--
فالنبي ﷺ أجاب عائشة –رضي الله عنها- أنه كان عذاباً يبعثه الله تعالى على من يشاء،و ذلك من عقوباته المعجلة في الدنيا، فجعله الله رحمة للمؤمنين، فإذا وقع ذلك لأهل الإيمان الذين حققوا الإيمان فإن ذلك رحمة لهم في الحقيقة لا عذاب وإن كان ظاهره عذابا
فما يقع من المكاره للناس فإنه يكون بحسب حالهم، فإذا كان الإنسان مطيعاً مستقيما لأمر الله فإن ذلك يكون رحمة وابتلاء من الله ليرفعه درجات ، وكذلك ما كان بسبب الطاعة، كالذي يذهب لصلاة الجماعة فيقع فتنكسر رجله، أو يحج فيصاب بمرض وحمى وما أشبه ذلك، فهذا كله رحمة يؤجر عليها وإن كان ظاهرها عذابا، فكل ما كان بسبب الطاعة فإنه رحمة، وأما ما كان ناشئا عن المعصية فإنه عذاب، كالذي يرتكب الفاحشة ويصاب بمرض نقص المناعةأو بأمراض أخرى ، فهذا عذاب معجل له في الدنيا قبل الآخرة إن لم يتب(حال كونه مؤمنا)، وكذلك من أراد معصية كالذهاب إلى حانة لشرب الخمر أو ذهب للسرقة فصدمته سيارة أو نحو ذلك فهذا من عقوبة الله المعجلة له في الدنيا، وأما ما لم يظهر فيه الطاعة أو المعصية فينظر فيه إلى حال العبد، فإن كان الغالب عليه الطاعة والاستقامة فهو رحمة، وإن كان الغالب عليه الانحراف والشر والاستهانة بالدين فهذا من العذاب عياذا بالله والله أعلم
(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )