بعضا من برنامج الاسلام الاداري:
ادارة الحركة المالية للمجتمع
حتى نعلم كيفية ادارة الحركة المالية نسأل سؤالا
هل القيمة في العدد النقدي أم في السلعة
الاجابة القيمة اصلا في ما كان عدم وجوده يؤدي الى هلاك البشرية
فإن كثرت الاموال النقدية لدى الناس ولم يوجد سلعة لم تغن عنهم شئا
بينما لو كثرت السلعة وليس هناك نقدا كانت السلعة في متناول البشرية اذ يمكن أن تتحول السلعة الى عملية تبادل سلعي
وهذا هو الاصل السلعة بالسلعة
بالتالي الاصل هو الاكثار من السلعة وليس الاكثار من العدد النقدي
لكن الذي يحدث من خلال البرنامج الربوي ان صار الاصل هو الاكثار من العدد النقدي وليس الاكثارمن السلعة
لذلك يكثر النقد وتقل السلعة فيغلو ثمنها فيكون هناك الفقر والجوع والتخلف والظلم والسرقة والنهب وكل أنواع الجريمة من الخيانة والفجور والكذب والنفاق وبيع الهوى والتجارة بكل ما هو سئ
لذلك قال سبحانه
أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّ*بَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّ*بَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّـهُ الْبَيْعَ وَحَرَّ*مَ الرِّ*بَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّ*بِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُ*هُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ* ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٧٥﴾)
سورة البقرة ،
وذلك لان التجارة بدلا من أن تكثر من الانتاج للسلعة تحولت الى تجارة للاكثار من النقد
فصار الأهتمام هو الاكثار من العدد النقدي وليس الاكثار من السلع لدى البشرية
وبعملية بسيطة من الاتفاق بين مجموعة من الدول يمكن تدمير اقتصاد أي دولة وذلك من خلال عدم الاعتراف بعملتها النقدية فيؤدي ذلك الى دمار تلك الدولة
بينما لو ان بالدولة التجارة بالسلعة هو الاساس بمعنى عدم وجود ربا فان السلعة ستكثر لدى الدولة سواء كانت في الزراعة او الصناعة
بالتالي صار من الصعب تدمير تلك الدولة اذ صارت الدولة في غنى عن الدول الاخرى
لذلك يقول سبحانه
أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
( فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْ*بٍ مِّنَ اللَّـهِ وَرَ*سُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُ*ءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴿٢٧٩﴾)
سورة البقرة
والحرب من الله أن يصبح هناك ضنكا لنفوس البشرية لباطنها ولظاهرها
فيقل الامن وتزداد الجريمة بكل انواعها والمصلحة تقضى بالذل والنفاق
ليكون السؤال
اعطنى مثلا للكيفية التى يدار بها المال بالبرنامج الاسلامي
سبحان الله
قال تعالى
أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْ*ضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً*ا ﴿٤٤﴾)
سورة الإسراء
ليكون السؤال ما علاقة تلك الاية بالدائرة المالية
سأجيبك بسؤال
هل المعاملات بين الخلق في الكون من خلال تبادل نقدي أم من خلال تبادل سلعي
الاجابة من خلال تبادل سلعي
بالتالي الاكثار من السلعة سيتبعها الاكثار من السلع الاخرى
فمثلا ان كثر الزرع كثرت الحيوانات التي تتغذى على ذلك الزرع بالتالي كثرت اللحوم والالبان للبشرية
وكثر الطير
بالتالي كثر كل ما يتعلق بما يكثر من السلعة
ليكون السؤال نحن الان وافقناك فكيف ستدار الاموال؟
الاجابة ان الكون يخبرنا بكل شئ
اولا لا توجد سلعة مخبأه فكل شئ معروض للجميع بالتالي لا يوجد احتكار
فالشمس لا تحتكر شئ من بضاعتها وكذلك الارض والقمر وكل شئ
جميل وبعدين
هناك عمل جماعي يربط الخلق جميعا فلا يوجد احزاب او تكتلات اقتصادية تتحكم بالاسواق
بالتالي هناك سلسلة من المعاملات التجارية بين الخلق جميعا
معاك
وبعدين؟
فهل يمكننا العيش بمعزل عن الكون؟
قطعا لا اذ لابد ان ندخل مع الكون في التجارة
بالتالي لابد لنا جميعا ان نعرض كل ما لدينا من كنوز وان تصبح البشرية من خلال العمل الجماعي جزء من الكون كعضو فيه
والكون لا يقبل العمل بالربا
بالتالي لابد ان تعمل البشرية جميعا كفرد واحد دون ان يكون هناك التمييز بين اجناسها
ويتم ترتيب البشرية في صورة مجموعات عمل كل مجموعة مسؤلة عن الاكثار من انتاج ما يوفره الظروف المناخية لها في تلك البقعة من الارض
بالتالي تنوع المناخ الذي ادى الى تنوع السلعة بالعمل الجماعي يجعل هناك الاكثار من تلك السلعة وجعلها في متناول البشرية كلها
بالتالي بعمل ربط شبكي بكل مجموعات العمل بين البشرية ومن خلال عمل بنوك اسلامية ترصد وتحصي السلع لدى البشرية فانه يسهل معرفة اي الدول في حاجة الى سلعة ما فيتم اعطائها تلك السلعة
بالتالي ستزداد الصناعة بجانب الزراعة وسيكون هناك وفر في الصناعات
فان كان هناك فقراء سيتم تعليمهم اولا حتى يصبحوا منتجين ثم سيتم أعطائم ما يحتاجونه
فان كان لبناء بيوت سيتم اعطائهم لوازم ذلك البيت
اذ سيتم النظر للبشرية على اساس انها اداة اكثار للمنتج وليس اداة استهلاك للمنتج
ومن يريد الزوج سيتم تزويجه من اجل الاكثار في اداة اكثار المنتج
وهنا من اجل زيادة ادوات الانتاج وهي البشرية يتم اختيار الاصلح وهو من يحقق العمل بالبرنامج الاسلامي لانه وسيلة ناجحة في الانتاج من خلال علمه بكيفية العمل بالاسلام كبرنامج ادارة

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ " .
اذ لو انه لم يعمل بالاسلام ستكون تجارته ومنتجه فاسدا
ليكون السؤال ما رأيكم بذلك البرنامج؟
فاذا وجد هناك من يفسد ذلك البرنامج أليست عقوبته أفضل للحفاظ على العمل بذلك البرنامج بعد ان اعطاه الاسلام حقوقه كاملة
فاذا وجد من يفسد في البشرية كان هناك العقوبة التي تؤدب المخالف
فبعد أن صار الزواج متاحا للجميع صار هناك عقوبة الزنى
وبعد ان صارت الاموال متاحة للجميع صار هناك عقوبة السرقة
وبعد أصبح برنامج الاسلام يربط الجميع معا كجسد واحد اختفت الأحزاب واختفى الخروج عن برنامج الاسلام من خلال محاربة أي تكتل يحاول تعطيل العمل ببرنامج الاسلام فكانت هناك الحرابة لرد اي جماعة تعمل بمنهج يضاد منهج الدولة الاسلامي
ونظرا لأن كل عضو بالانسان له قيمته ودوره في الانتاج فان الاسلام جعل هناك الدية في اعضاء الانسان
فالعضو الذي لا يوجد له تكرار له دية كاملة ان تم افساد ذلك العضو
والعضو الذي له تكرار تقسم الدية على عدد تكراره
فتعطى الدية وفق الذي تم افساده
وهناك القتل العمد
فمن قتل فردا متعمدا يصبح دمه وفق مراد اهل القتيل اما قتل القاتل او الدية كما شاءو او العفو
وكذلك الجروح فالدية وفق عمق الجرح
ليس هذا فحسب فمن يقذف محصنة يتم جلده ثمانون جلدة وقد لا تقبل له شهادة ابدا ان لم يتب ويصبح عضوا منتجا بالاسلام في اقواله وأفعاله
ومن يسرق كانت هناك العقوبة وفق ما تم سرقته
اذ الاسلام وفر له ما يمنعه من السرقة ويكفل له ان يكون منتجا صالحا كل شى في متناول يده ببرنامج الاسلام
والحاكم ومؤسساته اعضاء رقابة لتطبيق البرنامج الاسلامي
لذلك من يخرج على ذلك الحاكم يتم قتله لأن خروجه يعتبر رفضا لبرنامج الاسلام وليس رفضا للحاكم
اذ الاسلام يحمل صفة الله (وَلَا يَظْلِمُ رَ*بُّكَ أَحَدًا ﴿٤٩﴾) فلماذا تم الخروج عليه الا لانه يرفض الاسلام
وبتطبيق الاسلام في كل مناحي الحياة يجعل المجتمع جسدا واحدا اذ اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر
اذ اي خلل فيه يؤدي الى الاخلال بالبرنامج كله بالتالي الشقاء للمجتمع كله
ومن هنا نفهم قول الله تعالى
أَعُوِذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرِّجِيم
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ* أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَ*هُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٧﴾)
سورة النحل