الأخ الشاعر الفاضل عبد الحكم:
تحياتي وتقديري الكبير..
تعليقا على اقترحته من الإتيان بكلمات سهلة أو غير التي أقحمتها القصيدة أقول:
كانت أمي رحمها الله.. تقول في سياقات أحاديثها.. للتدليل... لا بد.. و.. لا.. سبد..
قلت في نفسي أعرف الأولى.. فمن أين أتت بالثانية.. لا سبد..
ولم أسمعها من أحد غيرها..
حتى وجدتها في بيت شعر للمتنبي..
في حادث سير مقتل الأميرة ديانا.. كتبت قصيدة بعنوان:
The Golden Princess.. الأميرة الذهبية..
مطلعها يقول:
She has abruptly left the world
سألني صديقي أستاذ اللغة الانجليزية.. التي ليس لي فيها تخصص..
ماذا عنيت ب.. abruptly.. صمت.. حيث أني لا أعرف معنى الكلمة تحديدا.. وإنما قاربت إلى المعنى في نفسي..
أجبت:... عنيت... فجأة..
قال:
لم لم تقل.. suddenly..
قلت لا أعرف.. وإنما هكذا.. نحتها.. ووقعت..
لم أطل المراء..
رجعت إلى قاموس.. انجليزي.. انجليزي..
فوجدت أن معنى كلمة.. abruptly
هي:
suddenly and swiftly
قلت في نفسي... هكذا.. هكذا..
تعلم يا صديقي الشاعر.. أن الكلمات والمفردات هي من طبيعة.. أسلوب الأديب.. والشاعر.. وليس له الحرية.. أن يستبدل.. لأن الكلمة.. إيحاء.. والشعر وحي..
في بيت شعر للبحتري:
صنت نفسي عما يدنس نفسي
وترفعت عن جدا كل جبس
أقول.. لم أعرف بعض بكلمات هذا البيت.. إلا بعد أن تقدم العمر.. لكن ذلك لم ينقص من استمتاعي بالبيت الجميل شيئا..
وأصدقك.. ما زلت لا أعرف معنى.. جبس.. قد أقارب المعنى.. نعم..
أكتب قصيدة باللغة الأنجليزية.. يسألني أحدهم.. ترجمها..
ماذا؟؟!
مطلع معلقة يقول:
أقفر من أهله ملحوب.. فالقطبيات.. فالذنوب
فراكس.. فرعدة.. فذات.. فرقين.. فالقليب..
كنت أردد هذ.. البيت.. وأتغنى به.. رغم أني لم أعرف كثيرا.. من كلماته.. ثم أنها اهتديت.. أنها أسماء أمكنة..
هذا زعمي.. واعذرني على الإسهاب..
وإلا فلا أنسى تشريفك لي.. والتقدير الذي كرمتني به بالتعليق البهي على القصيدة..
عقد جمان أقلد به جيدي..
شاعرنا المبجل..
أخوكم
فوزي الشلبي