نقد مسرحية محمد (ص)
المسرحية تأليف فولتير وهو الجاهل الذى لا يمكن أن يكون فيلسوفا عندما ألف تلك المسرحية كان هدفه الوحيد هو تشويه صورة النبى(ص) ومن ثم الإسلام فبما أن النبى(ص) رجل مخادع يطمع لحكم امبراطورية ألف دينا واعتمد فى اقامة الامبراطورية العالمية على الخداع والغش وكان دينه ليس دين الله وإنما دين المصلحة مصلحة النبى(ص) وحده دون سائر البشر
فولتير فى المسرحية لا يمكن أن يكون محايدا لكونه نصرانى فى المقام الأول وهو يعيش فى مجتمع نصرانى ولكى تنال رضا مجتمعك فلابد أن تشوه عدوك الدينى الأول وهو الإسلام من خلال نبيه (ص)ومن ثم كانت هذه المسرحية
المسرحية تستدعى للذهن على الفور كيف شوه اليهود والكفار صورة نبى الله داود(ص) من خلال حكاية زواجه من زوجة أوريا الحثى- التى أحبها بعد أن رآها عارية - بعد أن سعى لقتله بجعله فى الصفوف الأمامية فى القتال عدة مرات
فكرة المسرحية مأخوذة من هذه الحكاية بعد أن عدل فولتير فيها وحور فحب النبى(ص) لزينب دفعه لقتل حبيبها زيد ووالدهما الزبير بعد عمليات خداع متعددة
مؤلف المسرحية بالقطع فى سبيل نجاحها ليرضى النصارى ألغى كل التاريخ المعروف لدى المسلمين من كون زينب كانت حرة وزيد كان حرا بعد عبوديته وكان يسمى زيد ابن محمد بعد تبنيه من النبى(ص) وأن من سعى لتزويجهما وحرص على بقاء رباط الزوجية بينهما كان النبى(ص) حتى عاتبه الله فى ذلك وبعد هذا طلق زيد زينب وتزوجها زينب بأمر إلهى حتى يلغى حكم التبنى
المسرحية جعلت زينب الحرة بنت عمة النبى(ص) عبدة عند الزبير وهو شيخ أو رئيس مكة وكذلك زيد وفى هذا قال على لسان زينب:
" سامحنى إن استغليت طيبتك فتجرأت على طلب المزيد ووضعت كل رجائى فى مستقبل زيد فيك وحدك سامحنى إن ارفقت إلى جانب طلب محمد طلبى وتضرعت لك أن تمنحنى هذه الحرية "ص6
وكذلك قال زيد عن تلك العبودية:
" زيد هذا كذب فمحمد سيدى ومليكى ومعه المظفر عمر وسامحينى إن اضفت بفخر إلى هذين الصديقين النبيلين اسم زيد سيعمل على عتقك"ص13
وأيضا قال الزبير :
"الزبير "وجعلتنى أعدل هن جميع أخطائى رغبتى فى تخطيط مستقبل زيد لأجلك "ص7
والمسرحية مليئة بأخطاء ابتكرها فولتير وهى :
-النبى(ص) لم يهاجر من مكة وإنما تم نفيه ففى الفصل الأول المشهد الأول قال الزبير " أنا الذى قد نفيته من مكة "ص5
-النبى (ص) طرد برفقة فاطمة ولم يهاجر معه الصديق وهو قول المسرحية:
" الزبير لقد هرب برفقة فاطمة من كهف إلى كهف "ص10
-النبى (ص) لم يكن لديه ولد ذبح والمسرحية تظهر للنبى(ص) ابن ذبحه الزبير فى خيمة النبى (ص) فى أقوال مثل:
"الزبير :. إن القاتل الهمجى قد سببنى زوجة وولدان .. فقد اقتحمت معسكر الجبان ولاحقته حتى خيمته وذبحت ابنه"ص5
"لقد قتلت ابنه العزيز بيدى "ص10
النبى(ص) المتزوج بزوجات فى الواقع فى المسرحية لديه محبوبات والمراد عشيقات كثيرات يمتعهم فى السرير وفى هذا قالت زينب فى المسرحية:
"لقد شكل محمد لى نفسى فله أدين بالتعاليم التى صاغت أولى سنواتى ففى سلام وغبطة تعلمت من شريكاته السعيدات فى السرير اللاتى وهن محبوبات لا زلن محبوبات ولا يزال يحبهن يرفعن ايديهم إلى السماء بالدعاء لأجل سلامته الغالية" ص6
وأصحابه مثله يزنون بالنساء وفى هذا قال فولتير :
"عمر :يرافقه زير النساء على "ص14
-النبى(ص) الذى يعبد الله فى الحقيقة معبوده فى المسرحية هو مصلحته كما جاء فى حديثه التالى فى المسرحية مع الزبير:
" الزبير أى إله سيدبر معجزة كهذه ؟
محمد سأخبرك بواحد إنه إله قدير إله يصغى إليه دائما إنه يتحدث إليك من خلالى
الزبير قل لى ما اسمه؟
محمد المصلحة مصلحتك العزيزة"ص18
وهو يعبد آلهة أخرى منها زينب وفى هذا قالت المسرحية:
"محمد الحل سلوتى الوحيدة وغرضى الوحيد من كل عنائى إنه الوثن الذى أعبده إله محمد وخصم طموحى اللدود أعلم انه من بين جميع الملكات من نسائى تجلس زينب متوجة سيدة قلبى الوحيدة "ص16
-النبى(ص) الذى أتى للقضاء على استئثار الأغنياء بالثروة يعيد توزيعها فى المسرحية عليهم مقابل أن يضعوه على رأس الحكم وهو قول فولتير:
" عمر ها أنا ذا أعرض عليك ثلث غنائمنا التى حصلنا عليها من الملوك التابعين ضع شروطك وعين أسباب الصلح وحدد شروطك الخاصة بزينب الحسناء وخذ حقوقك من الثروة وكن سعيدا "ص11
وهو يقول هذا رغم اعترافه بأنه اتى بالمساواة وأن ما يميز الناس فضائلهم فى قول المسرحية:
" عمر إن الرجل سواسية كلهم فبالفضائل وحدها يبين التمايز لا بالمحتد" ص10
-النبى(ص)الصادق الأمين أصبح رجل كاذب لعين ينشر الأكاذيب وهو قول المسرحية:
" محمد إنك تعلم بأن هنالك حكاية نشرتها فصدقوها حكاية تقول بأن هناك امبراطورية كونية تننظر النبى"ص16
-المسلمون الذين يعبدون الله فى المسرحية يعبدون النبى(ص) وليس الله وفى هذا قال فولتير فى مواضع عدة منها:
"زينب إنى نفسى المرتعشة تنظر إلى محمد برهبة مقدسة كالتى تجدر بإله" ص7
"عمر :ورأيته يتكلم ويتصرف ويعاقب ويعفو كإله"ص10
" زينب إن زيدا يهيم فى حبك هو يعبد محمدا أكثر من حبه لزينب"ص25
-النبى (ص) الرحيم اللين القلب فى المسرحية هو رجل خاطف للأطفال مخادع يريد من الناس العهر والفجور وهو قول المسرحية:
"محمد إنهما ولدا أكثر من أبغض وغريمة اللدود
عمر ماذا أتعنى الزبير
محمد إنه والدهما لقد مضت 15 عاما منذ أن ولانى عرفجة الشجاع مسئولية رضاعهما إنهما لا يعرفان بعد ما هما أو من هما فلقد ربيتهما سوية وأوقدت فيهما هذا العشق الفاجر"ص16
ويعترف بخداعه وجرائمه فى نهاية المسرحية قائلا:
محمد وكيف أننى معترف بجرمى وكيف أنى يائس مع أن العالم يصلى على عيثا كان كل سلطانى الذى أفاخر به لقد خدعت البشرية ولكن كيف لى أن افرض شيئا على قلبى يجب أن ينتقم لأب قتيل ولولدين بريئين"ص47
-النبى(ص) لم يكن نبيا وإنما مدعى للنبوة ألف الإلهام المحمدى الكاذب من خلال تخيلاته وقصصه ومعجزاته الخيالية وفى هذا قالت المسرحية:
"إلا أنه الآن ملك وفاتح إن مدعى النبوة المكى قد أعلن نفسه نبيا مقدسا تنحنى أمامه الأمم وتتعلم تعظيم الجرائم التى نمقتها ...وهم يساندون تهيئاته المفرطة بالعاطفة وقصصه التى لا أساس لها ومعجزاته الخيالية "ص5
وأيضا:
"عمر لقد التقيت بأعضاء المجلس وخاطبتهم يملأنى الإلهام المحمدى"ص14
وأصحابه يبثون خرافاته كما فى قول عمر فى المسرحية:
"عمر مناديا باسم نبينا الكريم من فضلته السماء أول من نفخت فيه الروح"ص14
-عدو النبى(ص) الأكبر فى المسرحية هو حوارييه الصحابى المعروف الزبير والذى يعلن أنه يمقته ويريد الانتقام منه فى قول المسرحية:
"محمد إننى أمقته يا عمر بل أكره سماع اسمه إن ابنى القتيل يستصرخنى بكى أنتقم له منه "ص20
"زيد يا أبى الذى أجله"ص15
فنار: إن زينب الحسناء أسيرتك الجميلة التى قد تربت فى معسكر هذا المخرب المحتل قد أرسلتها السماء الرحيمة رسولة السلام ملاكك الحارس لنطفىء جذوة محمد "ص5

ونلاحظ أن فولتير يناقض نفسه فى مكانة زينب عند النبى(ًص) فهى خصم أى عدو له فى الحديث التالى فى المسرحية :
"محمد ما رأيك بزيد وزينب.
عمر ارى فيهما الخير كله ...
محمد إنك مخدوع يا عمر إنهما أسوأ خصومى فهما يحبان بعضهما
عمر أو تلومهما على رقتهما .."ص16
ومع هذا فهى حبيبته وإلهه الذى يعبده فى القول التالى:
"محمد الحل سلوتى الوحيدة وغرضى الوحيد من كل عنائى إنه الوثن الذى أعبده إله محمد وخصم طموحى اللدود أعلم انه من بين جميع الملكات من نسائى تجلس زينب متوجة سيدة قلبى الوحيدة "ص16
ومن تناقضات المسرحية :
أنه انتقال النبى(ص) من مكة للمدينة كان نفيا ففى الفصل الأول المشهد الأول قال الزبير " أنا الذى قد نفيته من مكة "ص5
وهو ما يناقض كونه هروب أى هجرة فى قول المسرحية:
" الزبير لقد هرب برفقة فاطمة من كهف إلى كهف "ص10
إذا نحن أمام نص لا يمكن أن يكتبه سوى كاره للإسلام والمسلمين عدو لهما رجل ساهم فى تذكية العداء بين المسلمين والنصارى رجل حرص على تجهيل الناس بالإسلام ونبيه (ص) الأخير ولا يخدع مسلم بكلمة تنسب لفولتير تمدح النبى (ص) فهذه المسرحية تبين وجهة نظره هو ومجتمعه فى ذلك العهد