أقضاكَ يا أقصى!
إنّ النَّسيءَ خيانةٌ وكِذابُ
أقنى على سقَطِ المتاعِ جِرابُ
يا أيها الليلُ الظلومُ ألا انقشعْ
إنْ في الظلامِ عَشيّةٌ وحجابُ
حتى البدورُ تمرّستْ أوتادُها
في جذرِ ما يُدني الظهورَ تُرابُ
يا أيها القنديلُ آنسْ وحشَنا
ليلٌ يطولُ ووَحشةٌ وغُرابُ
ما أنضبَ القنديلَ من زيتِ الدّْجى
إلاّ لصوصُ حَرابةٍ و حِرابُ
لا ينضبُ الزيتُ في الأقصى الذي
النورُ منهُ يفيضُ والأعتابُ
وتراهُ إنْ تزهو الكواكبُ حلةً
تجري إلى سُقُفِ النجومِ شِعابُ
ما أجملَ الأقصى لناظرِ قلبهِ
إنْ في الصَّفاءِ على القلوبِ طَبابُ
لا يرتوي العطشانُ لَوعاً من ظما
وعلى اللسانِ عُذوبةٌ ورُضابُ
إنْ أثقلَ الأعمارَ شوقُ سنينِنا
وعدتْ إليكَ النُّوقُ والأسبابُ
فإليكَ شدَّ الخطوَ فيهِ ظُعونُنا
وتقاطرتْ في نسغِها الأحسابُ
ما أروحَ الطرقاتِ في سعيِ الألى
إنْ جدَّ في عشقِ الحبيبِ صعابُ
لنْ تشرقَ البسماتُ في أيامِنا
والجرحُ على بُعدِ الحبيبِ صوابُ
ما كانت الأعرابُ ثوباً يُرتدى
إلّا وأردى في القشيبِ ثيابُ
لو أنّ سيفاً في المعامعِ يُرتدى
إلاّ صلاحُ الدينِ فيهِ خطابُ
هلْ شرّفَ الأكرادُ إلاّ قومةُ
في النورِ زنكي والعمادُ غِضابُ
هل سابقَ التاريخَ زحفا مِثلَهِمُ
يومَ استطالتْ قرْمَها الأنسابُ
هلْ طالعَ التاريخَ عنْ صهواتِها
في آلِ عثمانَ الفتوحَ كتابُ
يا أيها التاريخُ سجّلْ وامتشقْ
سيفَ السيوفِ على السؤالِ جوابُ
يا أيها التاريخُ فاحفِلْ مثلَهمْ
إنَّ الشموسَ يَغيظُها الإغرابُ
إنَّ القِوامةَ لا يقومَ عليلُها
ذئبُ الشعوبِ سُلالةٌ وكلابُ
المسجدُ الأقصى وسابقُ جحفلٍ
عُمرٌ وأعلى في الخليفِ جَنابُ
يا خالداً أينَ السيوفُ نسومُها
صدأُ السيوفِِ قمينُهُ الأعرابُ
لا تأمننْ أمَّ العناكبِ نسجَها
خيطُ البيوتِ على الصُّعودِ مُذابُ
منْ ظلَّ يرجو في الصحاري شًربةً
يعدو على ظمأ العطاشِ سرابُ
إنِّ الشموسَ لا تليقُ بمعشرٍ
نزلتْ بأرضٍ وطيئُها أعشابُ
فإلى النخيلِ مشارفٌ ومشارقٌ
السّعفُ نصلٌ والطلوعُ صَبابُ
في السيفِ في صَعْدِ النجودِ عَرابَةٌ
في فاعلٍ ورفيعُهُ الإعرابُ
تفديك يا أقصى جوامعُ أمةٍ
إنْ في المهيضِ وشيبةٌ وشبابُ
أقضاكَ ربُ الكونِ واسعَ أفقهِ
وإلى السماءِ على العروجِ نِصابُ