مهما إختلفت وتباعدت أوضاع الحياة لذى الناس فإن شكواهم من صعوبات الحياة وإكراهاتها لا ت
تختلف كثيرا
لا أحد تجده راضيا رضى تاما بما هو فيه مهما كان حاله جيد
ولا أحد أيضا تجده متدمر تدمر قوي من وضعه مهما كان سيئا
لأنه من عاش وضع أصعب إعتاد عليه وسار شيئ مسلما بالنسبة إليه
ومن عاش وضع أحسن أصابه شيئ من الشعور بالملل تجاهه وأفقده ذلك إلاحساس القوي بملذته فصار مجرد شيئ بسيط بالنسبة إليه
وأصبح يرى القيمة الكبيرة في حياة أخرى
مما يجعلنا لا نحس إحساس أقوى بما نحن فيه من إرتياح وإستقرار
أو من معاناة وقسوى من الحياة
فيكون إحساسنا ميال عادة وبشكل تلقائي إلى إلاعتدال
إن أغلب لحظات حياتنا يكون شعورنا.فيها تجاه ما نحبه أو ما نكرهه شعورا نسبيا
فنحن لا نشعر بقوة السعادة تجاه ما كنا نتمناه إلا قبل أن نشبع منه فيسير شيئ عاديا أو مملا بالنسبة إلينا
ولا نشعر بقوة الحزن أو العناء تجاه ما لم نكن ننتظره إلا في أول حدوثه قبل أن تعودنا الأيام عليه وتمنحنا القدرة على التعايش معه
فإن التعود عما هو غير مرغوب والملل تجاه ما هو مطلوب هم سر تقارب الناس في أوضاعهم النفسية أو المعنوية رغما إختلاف ظروفهم المادية وتفاوتها
والجميل في إلانسان أنه سريع التعود عما تفرضه عليه ظروف الحياة من إكراهات
والسلبي فيه أنه شديد الملل تجاه ما تحبه نفسه حين يمتلكه مهما كان مرغوبه لديه
خلاصة الأمر أنه لا أحد في هذه الحياة يعيش قمة السعادة أو المتعة
ولا أحد فيها أيضا يعيش قمة الشقاء
الحياة صراع مابين السعادة والعناء
وصراع مابين الرغبة العارمة والملل
وفي هذا الصراع يعم النفوس شيئ من إلاعتدال فلولا التقبل والتعود عماهو غير محمود لما تحمل إلانسان الحياة
تم الإرسال من SM-T350 باستخدام Tapatalk