أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: قبور لها قضبان ........... يهمنى رايكم جدا

  1. #1
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي قبور لها قضبان ........... يهمنى رايكم جدا

    قبور لها قضبان
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

    مذُ أنْ وعيت الحياة ، لم أر غير أمى ، هي الأبُ والأمُّ ، الحبلُ والوتدُ .
    كنت أرشق سهامَ سؤالي عن أبي !! فكان ردُّها الذي ملـّهُ لسانُها ،، إنه مسافرٌ .
    كأنه مسافرٌ بلا عودةٍ !! وقد اغتالوا كلَّ الطرقِ بيننا ، عشقته فى صورة قديمة ،أتحسس ملامحه لعلها تستيقظُ وتقبـّلني !!
    رسائلُه كنت أشمُّ بين سطورها عبقَ أمّي ، المعاني أرى فيها رجفةَ قلبِها !!
    تخيلتُ أنّ هذا من فرط حنينِه لها ، تئنُّ السطورُ بالوعد بالعودة ، بِتُّ عمري كلَّه انتظر عودةَ اللاعودة !!
    أرى زميلاتي يأتي آباؤهنّ المدرسةَ للسؤال عنهن ، تمنيت أن تحتضنَ يدي تلك اليـَدَ الخشنةَ التي تشعُّ أمناً، كلُّ مكانٍ به أطفالٌ ، أراه مزيناً بابتسامة رجلٍ !! يحرسُ أولادَه ، يُرعبُ كلَّ مَنْ يقتربُ منهم بصوته الأجشّ، يسيرون وفوقهم غمامةُ أبٍ تظلـّلُهم .
    وصلتُ محطة السابعةَ عشرَة ، فأوقفت قطاري في وجه أمّي !!
    :- أماه ، أليس لي أبٌ كباقي زميلاتي ؟؟
    بالله عليك أين أبي ؟؟ أدركي قلبي ، اجمعي شتات أبنتك فى وعاءِ إجابةٍ مقنعة ، للأسف كلُّ أسئلتي تلقيها في سلة مهملاتِ مشاعرِها.
    تأتى لتوقظني قبل موعدي !! كأنها تجبر النهارَ على البزوغ عنوةً ، ومن فوق جبال اندهاشي !!
    :- خيراً أمّي .. ماذا هناك ؟؟
    :- انهضي ، سنذهب لمكان .
    :- أيُّ مكانٍ ؟؟
    :- تعالي إلى المطبخَ ، ساعديني وسنذهبُ .
    أنهضُ والنومُ لازال لم يستيقظ بعد ، فأسير شبهَ غائبة .
    نستقلُّ سيارةً ، أشواكُ الصبارِ تنمو يتيمةً على جانبيِّ الطريق، العيون تسابق السيارةَ ، نَظراتُهم أصابها خريفُ المشاعر ، شعرت أنّ قلوبَهم كورقة شجرٍ جافّة ، تتفتَت بين يديْ زمنِهم القاسي !!
    يشق رابطةَ الحزن التى انضمَّ لها كلُّ الأعضاء داخلَ السيارة.
    رجلٌ يحدّث ابنتـَه.....
    العصبيةُ تتراقصُ أمامَ عينيه كعاهرةٍ سُلـّطتْ عليه !!
    :- سامحه الله ، ماذا أفعل معه ؟؟ أكثر مما فعلت .
    يصمتُ بصوتٍ ينوح .........
    :- كان فرحة عمرى ، جاء بعد أربعة بنات، كنت اسكب عليه العطر وهو يستحم !! والله اسكب عليه العطر بدل الماء !!
    :- كفى يا أبى.
    :- كف أنت ، اتركيني ، أكاد أنفجر منه ، كان السبب فى موت أمه !! أصابها بجلطة !! ماتت بعد حادثته بثلاثة أيام !!
    يبصق بشدة .......
    :- ياله من يوم أسود يوم أنجبته !! أساء لنا جميعاً .. حتى أخواته لم يتقدم لهن أحد للزواج ، سامحه الله .
    تخرج القطرات من لعاب الازدراء والبغض ، حتى تخيلتُ أنّه يخفى بين طيات ملابسه سلاحاً ، سيدكُّه فى صدر ابنه ، قاتلِ لحظاتِ سعادتِه ومغتصبِ آمالِ ومستقبلِ أخواته !!
    تقوقعنا جميعُنا حزناً ، نقدم له نظراتِ عزاءٍ في سرادق أبوَتِه الدامية !! نشفقُ عليه وعلى سنواتِه المطعونةِ بخنجر فلذةِ كبدِه .
    السيارة تنحني وتدور ، كأنها تريدُ العودةَ خوفا من شيءٍ يعتريها !! وهي تشقُّ الأرضَ فتثير غباراً يلفح وجوهَنا برمال الخوف !!
    مكانٌ غريبٌ، حلمٌ بشعٌ ، بل كابوسٌ رَحَلـَنا له بإرادتنا .
    أسوارٌ عاليةٌ مريبة ، فى أطرافها مآذنُ ، لا يُرفعُ فيها أذانٌ ولا تعرف ميقاتاً للصلاة .. بها رجالٌ أشداءُ غلاظٌ ، تؤنسهم بنادقُ ، الطيورُ تحلـّق بجوارهم غيرَ عابئةٍ ، كأنها على يقين أنّ تلك الفوهاتِ لم تُخلقْ لصدورهم.
    يفتح لنا بابٌ ضخمٌ ، اُستخدمَ نصفُ مخزونِ العالمِ من الحديد فى صناعته !! رجالٌ تقف نعوشُ الابتسام ، مرصوفةً على شفاههم تنتظر دفنَها في قبور أفواهِهِم .
    نمرُّ يسألون عن هواتفنا ليأخذوها ، أحْضَرَتْ أمّي معها مؤونةً ، تكفي نصفَ سكانِ حيـِّنا .
    تذكرت !! كلَّ شهرٍ أمي تجَهز مثلـَها ، تخبرني أنها لفقراءَ أقاربِنا من بعيد !
    نحملُها ونسير بها وسطَ حشودٍ ، حاملةٍ للمؤن مثلِنا ، كأنّنا جئنا لنتبرعَ بها لضحايا ، ناس غضبت عليهم الأرضُ فكشّرتْ عن أنيابها !!
    نجلس بمكان واسعٍ ، مقاعدُه تشعُّ برودةً ، هناك من يفترشُ الأرضَ القاسية ، كأنْه اُسْتُخدم في بنائه ، أحجارٌ ومقاعدُ ونوافذُ قاسيةٌ بَشعة ، تحجبُ هواءَ الحريةِ !! أسلاكٌ هنا وهناك ، عقيدةُ المكان لا تكتملُ إلا بها ، فهي قضبانٌ تلدُ أسلاكاً ، أو أسلاكٌ ترضع قضباناً !!
    الناس أتوا من كلِّ فجٍّ عميق ، لا ليحجّوا بل ليؤسروا طواعيةً، ملابسُهم تفضحُهم ، والملامحُ تكملُ مفرداتِهم ، فمنهم مَنْ جاء من قلب مصر، ومن جاء من قيظ جنوبها، ومن شرق قلبِها وغرب واحاتِها !!
    يسوقونا كالأنعام !! كلُّ الرجال هناك يمتلكون أداةَ سلاحٍ بدائيةً عِصيـّاً يهشون بها علينا ، كأنّنا نرعى بمراعي الذلِّ والإهانة !!
    نسير كوحوشٌ كاسرةٌ ، وسطَ شرايين سلكيةٍ باردة ، ترتجف منها أفئدتنا.
    نَصِلُ لأحد الأبواب ، فيُفتحُ بمفتاحٍ عابس !! نمرُّ على امرأة تستحلُّ جَسدَ النساء ، تعبثُ بخصوصياتِهن ، تبحث عن شىء لا تعرفُه غيرُها !!
    عينايَ الحائرتان وفمي يسألون أمّي سؤالاً أخرسَ وحروفاً بكماءَ .
    أين نحن ؟؟ فتقفُ القضبانُ على فمها لتأسرَ كلماتِها .
    أنظرُ لعينيها اللتين تناشداني بالصبر وتعتذران بمساحة سبعةَ عشرَ عاماً !!
    المرأة تعبث بأفواهنا ، تدفع عينيها داخلها تبحث عن شىء آخر !! نلفظ عينيها لنكمل رحلةَ الأسلاك.
    نصل إلى أحد الأبوابِ التي اعتدتُ صلابةَ وجهِها ، تقف تماثيلُ لرجالٍ نُحِتوا من رخامٍ لا يعرفُ الابتسام.
    يأخذ منـّا المؤونةَ ، يفرغُ الطعامَ غيرَ عابئٍ بعذاب صُنْعِه ، أو شقاءِ ثمنِه ،
    فيمزق كلَّ شىء ، حتى صارت حبةُ السكرِ تقسِمُ له وهي تتصبّبُ عرقاً ، إنّها
    لا تخفي شيئا حتى تذوب رعباً !!
    يأخذون الأطعمةَ ويلقونها كالقمامة !! أمّي تُخفي وجهَها وتغلق جفونَ أذنيها حتى لا تسمع تنهداتي الحائرةَ السائلة ، تشعر بهول تلك المشاهدِ على مسرح مشاعري ، وشوقي لغلقِ الستارِ حتى ينتهي هذا الفيلمُ المرعب !!
    أجذب أمّي ، فتصرخُ وكأنّ يدي قضَمتْ يدَها !!
    :- انتهينا ، آخرُ الرّحلةِ هنا .
    يقذفوننا في مكان آخرَ ، كان كتوأمٍ متماثلٍ لباقي تلك الأماكنِ التي ترتدي نفسَ الزيِّ الموحدِ ، وتزيّنُ جيدَها بالعديد من الأسلاك !!
    كلُّ العيون هنا سجينةُ الشوق ، بكماءُ ، خلفَ قضبانِ الاشتياق ، يغلقون علينا الأبوابَ خوفاً من أنْ نهربَ ، سجناءُ بلا جريمةٍ اقترفناها ، واسأل......
    :- هل كلـُّنا نعيش كابوس واحد ؟؟
    المكانُ مزدحمٌ بمشاعرَ متناثرةٍ ، حروفٌ ممزقةٌ من الوهن والشقاء، كلُّ الحاضرين يجلس ، بجواره حقيبة مملوءة بحكايات ومشكلات وهموم تنتظر ان تفرغها أمام أحد !!
    تخيلت أنّ الشمسَ لا تدخلُ المكانَ ، خوفا من أنْ تُرسلَ أبناءَها لتنيرَ المكان ، فيأسروها ولا تعودُ لأحضانها !!
    يفتح بابٌ ، يدخل منه رجالٌ الشوقُ يفترش سماتِهم ، تزاحمه علاماتُ الذلِّ والشقاءِ والقهر ، يتفرسُ وجوهَهم رجالٌ عابسون ، ملامحُ الإجرامِ تستعمرُ بعض الأعينَ !! أخاف انكمشَ داخلَ نفسي........
    تجلس امرأةٌ ومعها ولداها الصغيران ، تنظر صوب الباب من وقتٍ لآخرَ ترسل قلبَها يبحث عن شخص ما !!
    يأتى رجلٌ إليها !! وجهَه كلـَّه حزنٌ ، يجري بلهفة يحتضن الولدين فيغرقان في عمق صدره ، حتى كادا أن يخترقا ضلوعَه !! يمد يديه للمرأة فتباتُ اليد على فراش اليد الأخرى تأبى أن يوقظها أحدٌ ، يتهامسان اليدان بالشوق المرسوم على خطوطهما.
    :- كيف حالك والأولاد ؟؟
    :- أيُّ حال ، التى تسأل عنها ؟؟ بعد رحيلك عنا ، أصبحنا كالموتى بالحياة!!
    :ـ من أين تنفقين على الأولاد؟؟
    فتبكي بكاءً حاراً !! يذيب القلوب القاسية ، ويردُّ عليها بنشيج .
    :ـ يا رب ، أنت تعلم أنّي بريءٌ ولم اقترفْ ذنباً ، ما أقسى العجزَ ، و قهرَ الرجال
    ما أقسى حكمَ النفس على النفس!!
    فأحوّل أذني عنهما حتى لا تسمعُ حديثَ الشجن، فكفى ما سمعت وقد امتلأت أوعيتي
    بدمٍ باكٍ .
    انظر هنا وهناك أبحث عن........
    فأجد عينى تتعقب خطواتِ الرجل ، الذي كان معنا بالسيارة .
    يدخل النزلاء ، وأنا أترقب ملامح الرجل تتغير تدريجياً ، هالني مظهرُه !!
    انتظرتُ بشغف عجيب ، يدخل فتىً تتجه مشاعرُه نحو الرجل !!
    يجري الرجل تجاهَه ويلقي علينا كل عذاباتِه ، ناسيا كلَّ ما كان ، فيحتضنُه حتى
    وهو ينحر قناع حزنه فداءاً لرؤية حبيب عمره !!
    أجمع قطراتِ دمعي من فوق زجاج عيني ، الذى جعل الرؤية ضبابية!!
    أفيق بعد رؤية تلك المشاعرِ التي تتحرك أمامي ، بقبضاتٍ توجهُها إلى وجداني فيئنُّ وجعاً.
    ألتفتُ لأمّي ......
    :- لماذا نحن هنا ؟؟ هل نزور أحداً ؟؟ ألنا أقاربُ مدفونون هنا ؟؟ ومن يستحق كلَّ هذا العناء ؟؟ أخبريني.
    فتدكُّ حائطَ الصمت ، بحروف زادتْ الحوائطَ ارتفاعاً وقوة وثباتاً !! ويا ليتها صمتت للأبد!!
    :- إنـّه أبوك يا هناء .
    :- أبو مَنْ ؟؟
    :- أبوك .
    أضع يدي على أذني ، هل أنا فقدت الحاسةَ التي خُلقْتُ من أجلها ؟؟ فأسمع همهماتِ أناملي وهي تدقُّ طبولَ أذني ، بدقاتِ حزنٍ لها دويٌّ قاتلٌ !
    :- أبي ، الذى لم أره منذ سبعةَ عشرَ عاماً ، الذي بِتِّ الليالي تنسجين على أنوال ادعائك ، أحاديثَ بطولاتِه ، وهزيمةَ الزمنِ أمامَه !!
    ماذا تقولين ؟؟ أتريدين الآن أن أقتلعَ جذورَ صورته التي علقتِها على حوائطِ وجداني ، أمزقها وألقيها بيد ازدرائي .
    سبعةَ عشرَ عاماً !! لم يربتْ يوماً على مشاعري ، لم يبثَّ في صدري رائحةَ دفئه ،
    لم يوثقْ يديه خلفَ ظهري ، كأنها سياجٌ يحميني ، لم يحملني ويدور بي في فضاءِ قلبِه الرّحْب .
    حَرمني من كلمة أبي ، تقولين مسافرٌ !! مسافرٌ لبلاد لا تبعده عنّي سوى قضبانُ
    لا تعرفُ الرحمة ، وجوازُ مروره جريمةٌ اقترفها .
    سبعةَ عشرَ عاماً ، أتخيل أنّه سيعود ، معه لعبتي ، فستانٌ جديدٌ أتباهى به أمام صديقاتي ، كم انتظرتُ أنْ يأتي ؟؟ انتظرتُه فاتحاً ذراعيه ليحتضنَ شوق عمري الذي عشته وحدي، تمنيتُ أنْ ألقي على كتفيه رأسى بلا خوفٍ ، و أغوصَ في حلم وجودِه.
    أن يجمعَ حُلمي بين يديه، ويلقيه فى يد الشاب الذى يفكر فى الإرتباط بي.
    ماذا فعلَ ليسجنَ ؟؟ ويسجنُني معه في سجون اليتم وهو حيٌّ.
    ألم يتذكرني فلا يقترفُ ذنباً ؟؟ ألم تعلمْه أبوّتي الجبنَ والخوفَ من أنْ أضيعَ
    بعدَه ؟؟
    يخرج رجلٌ !! يقطع حبلَ الحروف على لساني ، فأقارن بين صورته الأبيضِ والأسود ، على تلك الملامح الملوّنة !!
    نعم ، إنّه هو لكن هذا الوجهُ به خبثُ الألوان ومراوغتُها !!
    يضمني .... يتخيل أني سأعانقه بشوق بحجم عمرى، شعرتُ كأنى الأرضَ ، تخنقني خطوط يديه العرضية ، فألفظ الباقى من شوقي له !!!!

  2. #2
    الصورة الرمزية عدنان أحمد البحيصي شهيد العدوان على غزة 2008/12/27
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : بلد الرباط (فلسطين)
    العمر : 41
    المشاركات : 6,717
    المواضيع : 686
    الردود : 6717
    المعدل اليومي : 0.87

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صابرين الصباغ
    قبور لها قضبان
    ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

    مذُ أنْ وعيت الحياة ، لم أر غير أمى ، هي الأبُ والأمُّ ، الحبلُ والوتدُ .
    كنت أرشق سهامَ سؤالي عن أبي !! فكان ردُّها الذي ملـّهُ لسانُها ،، إنه مسافرٌ .
    كأنه مسافرٌ بلا عودةٍ !! وقد اغتالوا كلَّ الطرقِ بيننا ، عشقته فى صورة قديمة ،أتحسس ملامحه لعلها تستيقظُ وتقبـّلني !!
    رسائلُه كنت أشمُّ بين سطورها عبقَ أمّي ، المعاني أرى فيها رجفةَ قلبِها !!
    تخيلتُ أنّ هذا من فرط حنينِه لها ، تئنُّ السطورُ بالوعد بالعودة ، بِتُّ عمري كلَّه انتظر عودةَ اللاعودة !!
    أرى زميلاتي يأتي آباؤهنّ المدرسةَ للسؤال عنهن ، تمنيت أن تحتضنَ يدي تلك اليـَدَ الخشنةَ التي تشعُّ أمناً، كلُّ مكانٍ به أطفالٌ ، أراه مزيناً بابتسامة رجلٍ !! يحرسُ أولادَه ، يُرعبُ كلَّ مَنْ يقتربُ منهم بصوته الأجشّ، يسيرون وفوقهم غمامةُ أبٍ تظلـّلُهم .
    وصلتُ محطة السابعةَ عشرَة ، فأوقفت قطاري في وجه أمّي !!
    :- أماه ، أليس لي أبٌ كباقي زميلاتي ؟؟
    بالله عليك أين أبي ؟؟ أدركي قلبي ، اجمعي شتات أبنتك فى وعاءِ إجابةٍ مقنعة ، للأسف كلُّ أسئلتي تلقيها في سلة مهملاتِ مشاعرِها.
    تأتى لتوقظني قبل موعدي !! كأنها تجبر النهارَ على البزوغ عنوةً ، ومن فوق جبال اندهاشي !!
    :- خيراً أمّي .. ماذا هناك ؟؟
    :- انهضي ، سنذهب لمكان .
    :- أيُّ مكانٍ ؟؟
    :- تعالي إلى المطبخَ ، ساعديني وسنذهبُ .
    أنهضُ والنومُ لازال لم يستيقظ بعد ، فأسير شبهَ غائبة .
    نستقلُّ سيارةً ، أشواكُ الصبارِ تنمو يتيمةً على جانبيِّ الطريق، العيون تسابق السيارةَ ، نَظراتُهم أصابها خريفُ المشاعر ، شعرت أنّ قلوبَهم كورقة شجرٍ جافّة ، تتفتَت بين يديْ زمنِهم القاسي !!
    يشق رابطةَ الحزن التى انضمَّ لها كلُّ الأعضاء داخلَ السيارة.
    رجلٌ يحدّث ابنتـَه.....
    العصبيةُ تتراقصُ أمامَ عينيه كعاهرةٍ سُلـّطتْ عليه !!
    :- سامحه الله ، ماذا أفعل معه ؟؟ أكثر مما فعلت .
    يصمتُ بصوتٍ ينوح .........
    :- كان فرحة عمرى ، جاء بعد أربعة بنات، كنت اسكب عليه العطر وهو يستحم !! والله اسكب عليه العطر بدل الماء !!
    :- كفى يا أبى.
    :- كف أنت ، اتركيني ، أكاد أنفجر منه ، كان السبب فى موت أمه !! أصابها بجلطة !! ماتت بعد حادثته بثلاثة أيام !!
    يبصق بشدة .......
    :- ياله من يوم أسود يوم أنجبته !! أساء لنا جميعاً .. حتى أخواته لم يتقدم لهن أحد للزواج ، سامحه الله .
    تخرج القطرات من لعاب الازدراء والبغض ، حتى تخيلتُ أنّه يخفى بين طيات ملابسه سلاحاً ، سيدكُّه فى صدر ابنه ، قاتلِ لحظاتِ سعادتِه ومغتصبِ آمالِ ومستقبلِ أخواته !!
    تقوقعنا جميعُنا حزناً ، نقدم له نظراتِ عزاءٍ في سرادق أبوَتِه الدامية !! نشفقُ عليه وعلى سنواتِه المطعونةِ بخنجر فلذةِ كبدِه .
    السيارة تنحني وتدور ، كأنها تريدُ العودةَ خوفا من شيءٍ يعتريها !! وهي تشقُّ الأرضَ فتثير غباراً يلفح وجوهَنا برمال الخوف !!
    مكانٌ غريبٌ، حلمٌ بشعٌ ، بل كابوسٌ رَحَلـَنا له بإرادتنا .
    أسوارٌ عاليةٌ مريبة ، فى أطرافها مآذنُ ، لا يُرفعُ فيها أذانٌ ولا تعرف ميقاتاً للصلاة .. بها رجالٌ أشداءُ غلاظٌ ، تؤنسهم بنادقُ ، الطيورُ تحلـّق بجوارهم غيرَ عابئةٍ ، كأنها على يقين أنّ تلك الفوهاتِ لم تُخلقْ لصدورهم.
    يفتح لنا بابٌ ضخمٌ ، اُستخدمَ نصفُ مخزونِ العالمِ من الحديد فى صناعته !! رجالٌ تقف نعوشُ الابتسام ، مرصوفةً على شفاههم تنتظر دفنَها في قبور أفواهِهِم .
    نمرُّ يسألون عن هواتفنا ليأخذوها ، أحْضَرَتْ أمّي معها مؤونةً ، تكفي نصفَ سكانِ حيـِّنا .
    تذكرت !! كلَّ شهرٍ أمي تجَهز مثلـَها ، تخبرني أنها لفقراءَ أقاربِنا من بعيد !
    نحملُها ونسير بها وسطَ حشودٍ ، حاملةٍ للمؤن مثلِنا ، كأنّنا جئنا لنتبرعَ بها لضحايا ، ناس غضبت عليهم الأرضُ فكشّرتْ عن أنيابها !!
    نجلس بمكان واسعٍ ، مقاعدُه تشعُّ برودةً ، هناك من يفترشُ الأرضَ القاسية ، كأنْه اُسْتُخدم في بنائه ، أحجارٌ ومقاعدُ ونوافذُ قاسيةٌ بَشعة ، تحجبُ هواءَ الحريةِ !! أسلاكٌ هنا وهناك ، عقيدةُ المكان لا تكتملُ إلا بها ، فهي قضبانٌ تلدُ أسلاكاً ، أو أسلاكٌ ترضع قضباناً !!
    الناس أتوا من كلِّ فجٍّ عميق ، لا ليحجّوا بل ليؤسروا طواعيةً، ملابسُهم تفضحُهم ، والملامحُ تكملُ مفرداتِهم ، فمنهم مَنْ جاء من قلب مصر، ومن جاء من قيظ جنوبها، ومن شرق قلبِها وغرب واحاتِها !!
    يسوقونا كالأنعام !! كلُّ الرجال هناك يمتلكون أداةَ سلاحٍ بدائيةً عِصيـّاً يهشون بها علينا ، كأنّنا نرعى بمراعي الذلِّ والإهانة !!
    نسير كوحوشٌ كاسرةٌ ، وسطَ شرايين سلكيةٍ باردة ، ترتجف منها أفئدتنا.
    نَصِلُ لأحد الأبواب ، فيُفتحُ بمفتاحٍ عابس !! نمرُّ على امرأة تستحلُّ جَسدَ النساء ، تعبثُ بخصوصياتِهن ، تبحث عن شىء لا تعرفُه غيرُها !!
    عينايَ الحائرتان وفمي يسألون أمّي سؤالاً أخرسَ وحروفاً بكماءَ .
    أين نحن ؟؟ فتقفُ القضبانُ على فمها لتأسرَ كلماتِها .
    أنظرُ لعينيها اللتين تناشداني بالصبر وتعتذران بمساحة سبعةَ عشرَ عاماً !!
    المرأة تعبث بأفواهنا ، تدفع عينيها داخلها تبحث عن شىء آخر !! نلفظ عينيها لنكمل رحلةَ الأسلاك.
    نصل إلى أحد الأبوابِ التي اعتدتُ صلابةَ وجهِها ، تقف تماثيلُ لرجالٍ نُحِتوا من رخامٍ لا يعرفُ الابتسام.
    يأخذ منـّا المؤونةَ ، يفرغُ الطعامَ غيرَ عابئٍ بعذاب صُنْعِه ، أو شقاءِ ثمنِه ،
    فيمزق كلَّ شىء ، حتى صارت حبةُ السكرِ تقسِمُ له وهي تتصبّبُ عرقاً ، إنّها
    لا تخفي شيئا حتى تذوب رعباً !!
    يأخذون الأطعمةَ ويلقونها كالقمامة !! أمّي تُخفي وجهَها وتغلق جفونَ أذنيها حتى لا تسمع تنهداتي الحائرةَ السائلة ، تشعر بهول تلك المشاهدِ على مسرح مشاعري ، وشوقي لغلقِ الستارِ حتى ينتهي هذا الفيلمُ المرعب !!
    أجذب أمّي ، فتصرخُ وكأنّ يدي قضَمتْ يدَها !!
    :- انتهينا ، آخرُ الرّحلةِ هنا .
    يقذفوننا في مكان آخرَ ، كان كتوأمٍ متماثلٍ لباقي تلك الأماكنِ التي ترتدي نفسَ الزيِّ الموحدِ ، وتزيّنُ جيدَها بالعديد من الأسلاك !!
    كلُّ العيون هنا سجينةُ الشوق ، بكماءُ ، خلفَ قضبانِ الاشتياق ، يغلقون علينا الأبوابَ خوفاً من أنْ نهربَ ، سجناءُ بلا جريمةٍ اقترفناها ، واسأل......
    :- هل كلـُّنا نعيش كابوس واحد ؟؟
    المكانُ مزدحمٌ بمشاعرَ متناثرةٍ ، حروفٌ ممزقةٌ من الوهن والشقاء، كلُّ الحاضرين يجلس ، بجواره حقيبة مملوءة بحكايات ومشكلات وهموم تنتظر ان تفرغها أمام أحد !!
    تخيلت أنّ الشمسَ لا تدخلُ المكانَ ، خوفا من أنْ تُرسلَ أبناءَها لتنيرَ المكان ، فيأسروها ولا تعودُ لأحضانها !!
    يفتح بابٌ ، يدخل منه رجالٌ الشوقُ يفترش سماتِهم ، تزاحمه علاماتُ الذلِّ والشقاءِ والقهر ، يتفرسُ وجوهَهم رجالٌ عابسون ، ملامحُ الإجرامِ تستعمرُ بعض الأعينَ !! أخاف انكمشَ داخلَ نفسي........
    تجلس امرأةٌ ومعها ولداها الصغيران ، تنظر صوب الباب من وقتٍ لآخرَ ترسل قلبَها يبحث عن شخص ما !!
    يأتى رجلٌ إليها !! وجهَه كلـَّه حزنٌ ، يجري بلهفة يحتضن الولدين فيغرقان في عمق صدره ، حتى كادا أن يخترقا ضلوعَه !! يمد يديه للمرأة فتباتُ اليد على فراش اليد الأخرى تأبى أن يوقظها أحدٌ ، يتهامسان اليدان بالشوق المرسوم على خطوطهما.
    :- كيف حالك والأولاد ؟؟
    :- أيُّ حال ، التى تسأل عنها ؟؟ بعد رحيلك عنا ، أصبحنا كالموتى بالحياة!!
    :ـ من أين تنفقين على الأولاد؟؟
    فتبكي بكاءً حاراً !! يذيب القلوب القاسية ، ويردُّ عليها بنشيج .
    :ـ يا رب ، أنت تعلم أنّي بريءٌ ولم اقترفْ ذنباً ، ما أقسى العجزَ ، و قهرَ الرجال
    ما أقسى حكمَ النفس على النفس!!
    فأحوّل أذني عنهما حتى لا تسمعُ حديثَ الشجن، فكفى ما سمعت وقد امتلأت أوعيتي
    بدمٍ باكٍ .
    انظر هنا وهناك أبحث عن........
    فأجد عينى تتعقب خطواتِ الرجل ، الذي كان معنا بالسيارة .
    يدخل النزلاء ، وأنا أترقب ملامح الرجل تتغير تدريجياً ، هالني مظهرُه !!
    انتظرتُ بشغف عجيب ، يدخل فتىً تتجه مشاعرُه نحو الرجل !!
    يجري الرجل تجاهَه ويلقي علينا كل عذاباتِه ، ناسيا كلَّ ما كان ، فيحتضنُه حتى
    وهو ينحر قناع حزنه فداءاً لرؤية حبيب عمره !!
    أجمع قطراتِ دمعي من فوق زجاج عيني ، الذى جعل الرؤية ضبابية!!
    أفيق بعد رؤية تلك المشاعرِ التي تتحرك أمامي ، بقبضاتٍ توجهُها إلى وجداني فيئنُّ وجعاً.
    ألتفتُ لأمّي ......
    :- لماذا نحن هنا ؟؟ هل نزور أحداً ؟؟ ألنا أقاربُ مدفونون هنا ؟؟ ومن يستحق كلَّ هذا العناء ؟؟ أخبريني.
    فتدكُّ حائطَ الصمت ، بحروف زادتْ الحوائطَ ارتفاعاً وقوة وثباتاً !! ويا ليتها صمتت للأبد!!
    :- إنـّه أبوك يا هناء .
    :- أبو مَنْ ؟؟
    :- أبوك .
    أضع يدي على أذني ، هل أنا فقدت الحاسةَ التي خُلقْتُ من أجلها ؟؟ فأسمع همهماتِ أناملي وهي تدقُّ طبولَ أذني ، بدقاتِ حزنٍ لها دويٌّ قاتلٌ !
    :- أبي ، الذى لم أره منذ سبعةَ عشرَ عاماً ، الذي بِتِّ الليالي تنسجين على أنوال ادعائك ، أحاديثَ بطولاتِه ، وهزيمةَ الزمنِ أمامَه !!
    ماذا تقولين ؟؟ أتريدين الآن أن أقتلعَ جذورَ صورته التي علقتِها على حوائطِ وجداني ، أمزقها وألقيها بيد ازدرائي .
    سبعةَ عشرَ عاماً !! لم يربتْ يوماً على مشاعري ، لم يبثَّ في صدري رائحةَ دفئه ،
    لم يوثقْ يديه خلفَ ظهري ، كأنها سياجٌ يحميني ، لم يحملني ويدور بي في فضاءِ قلبِه الرّحْب .
    حَرمني من كلمة أبي ، تقولين مسافرٌ !! مسافرٌ لبلاد لا تبعده عنّي سوى قضبانُ
    لا تعرفُ الرحمة ، وجوازُ مروره جريمةٌ اقترفها .
    سبعةَ عشرَ عاماً ، أتخيل أنّه سيعود ، معه لعبتي ، فستانٌ جديدٌ أتباهى به أمام صديقاتي ، كم انتظرتُ أنْ يأتي ؟؟ انتظرتُه فاتحاً ذراعيه ليحتضنَ شوق عمري الذي عشته وحدي، تمنيتُ أنْ ألقي على كتفيه رأسى بلا خوفٍ ، و أغوصَ في حلم وجودِه.
    أن يجمعَ حُلمي بين يديه، ويلقيه فى يد الشاب الذى يفكر فى الإرتباط بي.
    ماذا فعلَ ليسجنَ ؟؟ ويسجنُني معه في سجون اليتم وهو حيٌّ.
    ألم يتذكرني فلا يقترفُ ذنباً ؟؟ ألم تعلمْه أبوّتي الجبنَ والخوفَ من أنْ أضيعَ
    بعدَه ؟؟
    يخرج رجلٌ !! يقطع حبلَ الحروف على لساني ، فأقارن بين صورته الأبيضِ والأسود ، على تلك الملامح الملوّنة !!
    نعم ، إنّه هو لكن هذا الوجهُ به خبثُ الألوان ومراوغتُها !!
    يضمني .... يتخيل أني سأعانقه بشوق بحجم عمرى، شعرتُ كأنى الأرضَ ، تخنقني خطوط يديه العرضية ، فألفظ الباقى من شوقي له !!!!

    قمة في الأسى والحزن وعمق التصوير

    أخيلة كثيرة تجتمع لتقطع حبل وحيل التفكير

    أرى هنا قلما يستحق أن ننتظر منه الكثير



    شكرا لك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية النورس عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Sep 2003
    المشاركات : 240
    المواضيع : 39
    الردود : 240
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    لست ناقداً , ولفظتي غارقة في الدهشة ..
    ومهما قلت , ستتقاطع في كلماتي الكدمات والتجاعيد .
    ولا أدري بأية أنفاس حقنتي حُمّى هذه الكلمات الملتهبة ..؟!

    عشت القصة لحظة بلحظة ,وكأنني معهم ..
    محزنة , مبكية , ومؤلمة ..

    وسأرتقب معكِ ماذا يقول نقادنا ؟


    لك أجمل تحية

  4. #4
    الصورة الرمزية معاذ الديري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2003
    الدولة : خارج المكان
    العمر : 49
    المشاركات : 3,313
    المواضيع : 133
    الردود : 3313
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    رغم طولها .. ورعم انها قصة ولست من هواة القصص اقول بكل صدق :
    سبيكة مصقولة من الذهب الخالص.
    كل سطر - واعني فعلا كل سطر- به صورة مدهشة , او فكرة جديدة , او تركيب صعب علينا , سهل على من كتبته , او تصوير دقيق لا يتقنه الا المحترفون : محترفوا الكتابة , ومحترفوا تصوير الكآبة , ومحترفوا كسر الرتابة .
    هذا فن مستقل ,إنه صياغة مجوهراتي قديم .. يمر الزمن كله من بين اصابعه ليسرق منها بعض الخبرة.

    لا يمكن للقصة ان تكون اجمل واقوى ..وأكاد اصرخ وانا الصامت من هول هذا القلم.
    الفكرة مبتكرة بشكل غريب.. والبناء والسرد والتراكيب وكل شئ- عدا بعض الهنات الاعرابية مثلا:(هل كلـُّنا نعيش كابوس واحد ؟؟= كابوسا واحدا).-
    حتى تصوير الخاتمة ايضا تم بفكر ابنة السابعة عشرة , وليس بما توقعت اي بفكري او فكر من كتبته, وهذه وحدها تكفيك لأعطيك النجوم الخمسة ..

    شكرا لرفاهية من طراز نادر.

    الله الله الله
    من عاقد يعني ما يقول.
    عـاقــد الحــاجبــين
    http://m-diri.maktoobblog.com

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد الدسوقي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Feb 2004
    الدولة : doha
    المشاركات : 1,420
    المواضيع : 83
    الردود : 1420
    المعدل اليومي : 0.19

    افتراضي


    " صابرين الصباغ "

    أمام هطول ذلك الأبداع والفن الراقي والمفردات التي تنم عن صنعة ماهر

    لا ...........أدري ما اقوله

    لقد تفلتت مني كل تعابير الجمال ؛ أمام ذلك الحرف .

    سأدمن قرائتك يا عزيتي

    أتمنى لكِ التقدم والأزدهار

    كوني على موعد من التفاؤل

    تقبلي التحايا

  6. #6
    الصورة الرمزية ليال قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2003
    المشاركات : 982
    المواضيع : 35
    الردود : 982
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    الفاضلة صابرين الصباغ

    بداية اود ان اشيد بهذا القلم المتمكن والأسلوب المتميز،وأنا في الحقيقة لست ممن يحرصون على التعقيب على المشاركات لمجرد التعقيب ـ وقد يكون هذا عيباً أقره على نفسي ـ وإنما لابد ان يستثيرني فيما اقرا شي ما، فيدفعني للتعقيب والتفاعل بحسب ما أثارته تلك المشاركة من شجن في نفسي، وحين رأيت عنوان قصتك شجعني أهتمامك وحرصك على معرفة راي القراء على الأقتراب والقراءة ،قرات القصة وأنا أكرر بداخلي عبارةواحدة طوال الوقت " لا يمكن إلا ان اكون صادقة مع هذه الكاتبة"،يجب ان اذكر ايضاً ان راي هذا لا يعدو كونه تذوقاً فطرياً ارجو ان يكون سليماً برغم كونه لا يرتكز على ايه قواعد نقديه علمية لكني ساسجله هنا على ورقة بيضاء مكتوب على احد وجوها صدق وعلى الآخر أخلاص ، لقد قرأت قصتك عدة مرات فكان ان وجدت ما يلي:
    فكرة القصة على بساطتها وتكراريتها، إلأأنهاتحمل بعداً وجدانياً عميقاً متمثل في قسوةالفقد، والمعاناة التي يجرها مثل هذا الفقد على نفسيةالمرء سيما وإن كان هذا الفقد هو فقد لأحد الوالدين,ولقد وفيت هذا البعد الأنساني حقه بكل أقتدار وتمكن.
    البداية كانت موفقة فلقد استطعت بلغتك السلسة ان تدخلينا بكل هدوء إلى أجواء القصة الدافئة، ولقد كان من الممكن ان تستمر على هذاالمستوى الجمال والسلاسة لولا أنها أثقلت فيما بعد ،وتحديداً مع وصول بطلة القصة لعامها (أو محطتها) السابعة عشر كما ذكرت، بالكثير من التشبيهات والاستعارات البيانية فبدا أن أيقاعها أخذ يؤول إلى الرتابة شيئاً ، وشعرت بان خيوط القصة بدأت تتفلت من يدك و بان هناك اصراراً كبيراً على إقحام العديد من التصاويرالتعبيرية والمشاهد المرسومه داخل حيز ضيق جداً ،فصارت القصة بعد ذلك بما تحتويه من هذه التصاوير اشبه بوردة جوري فتية مدفونة وسط غابة من اللبلاب الغض المتشابك، لقد شعرت بالأسى وانا أتجاوز هذه التصاوير الجميلة بسرعه وأمر بها دون أن أعيرها الأهتمام الذي تستحق بعد ان تكاثرت وتشعبت فطغت على خط القصة الأساسي، شعرت بالأسى وكأنني اقطع بيدي تلك الأغصان الخضراء حتى اصل إلى جوهرالقصة.
    سيدتي الفاضلة لقد عودت نفسي بأن أكون محدده ومباشرة في جل ما أقوله وان اكون واضحة وعازمة في كل ما اقوم به، ومن هذا المنطلق فأنني سأقول بأنني ارى أنك قد أثقلت كاهل القصة بالكثير من الاستعارات البيانية والتصاوير الفنية التي هي رائعة بالفعل لو وضعت في مكانها المناسب ،كأن توظف في بوح راق أو سرد جميل او حتى خاطرة نثرية ،وليس في قصة قصيرة من المفترض أنها تأخذنا إلى حيث تذهب الأحداث لا أن تتركنا نفتش عن الأحداث وسط غابات البيان المتشابكه .أعتذر عن الإطالة وأرجو ان يتسع صدرك لرأي اردته صادقا والله من وراء القصد..في النهاية لك مني كل الأحترام والتقدير وفي انتظار جديدك دائماً.
    .

  7. #7
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    المشاركات : 393
    المواضيع : 6
    الردود : 393
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    نص أثمنه عاليا جدا،

    حيث روعة الفكرة، وروعة الأسلوب، وروعة المضمون، بالإضافة إلى قلة الأخطاء الإملائية والنحوية، واستخدام علامات الترقيم بشكل جيد.

    أبحرت في عالمك هنا بعيدا جدا، إلى حيثما أردت إيصالي إليه، بكل مهارة،

    قلت سابقا أن النص يكفي أن يكون أمامه اسم صابرين، لأهرول سريعا إليه.

    أشكرك كثيرا على هذا الوقت الجميل.

    تحياتي لك،،،
    وَلَم أَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبَا...كَنَقْصِ القَادِرِيْنَ عَلَى التَمَامِ
    المتنبي

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Apr 2005
    الدولة : لا شيء !!
    المشاركات : 23
    المواضيع : 1
    الردود : 23
    المعدل اليومي : 0.00

    افتراضي

    أختاه الكريمة صاحبة
    الحس الشفيف " صابرين "
    تحية جميلة بجمال نصكِ
    لا أعرف هل هذه حفلة بمقبرة ؟
    أم رقص على نشيج الموتى ؟
    أسلوب يتسرب عبر مسام الروعة
    يخترق طيات الذهول
    رغم الحزن الذي يخفي رأسه بين
    سرداق العزاء..
    لقد لمستِ الجرح
    الغائر بين مجاهل الروح والذي
    أهملته سنين .. وتفتق
    بمجرد أن وضعتُ أصبعي
    على حزنك .. !
    يا ويلي
    إن كُنا مخيران
    بين الموت .. والموت !!
    سأتقيأ خوفي هنا
    وأتأمل الفرح وهو ينكفيء بعيداً عنا
    ينأى إلى ركنٍ ركين ( لا يشبهنا )!
    نحن مشتركان بالنحيب
    وبتلك الغصة التي لا ترحم
    ولا تتركنا في حال سبيلنا .
    أختاه
    ثقي أنه لا يجيد امتطى خيول العذوبة سواكِ
    ولا يتقن الرسم بالظل في عز الظهيرة غيركِ .
    هنا وجدتُ نفسي ولعلي وجدتُ ملامحي
    بين ثرى المكان الذي
    عثت به حشود الأقدار
    وضاع بمضض عنوان !
    سأدون دمعي هنا
    وأختم ردي بالشمع الأسود
    وأثق أن هناك أمل قادر
    على جمع ثنار قلبينا
    بعد أن غفينا طويلاً
    برحم الأمنيات ..وأجهضتنا الأحلام !
    عزيزتي
    في قلوبنا ..دوماً مرافئ
    لاحتواء ما تنزفين
    عظيم امتناني .


  9. #9
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.50

    افتراضي

    أختي العزيزة صابرين:
    بأي قلم ذاك الذي تكتبين به؟؟
    فما اروع ما قرأت !!
    قصة رائعة بكل معنى الكلمة
    فتقبلي خالص اعجابي وتقديري ومحبتي مع أكليل من الياسمين تحيط روحك

  10. #10
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    هذه ليست أولى قراءاتي لك أختي العزيزة

    فأنا من متتبعي قلمك عبر صفحات الواحة .

    فكم أنت مبدعة
    وأنا لقلمك متتبعة .

    لقد شدتني قصتك تلك لدرجة أنني عايشت مشاعرك بها ، وتصوراتك البليغة
    صدقيني ، إنها قصة جميلة

    ضحكت فيها أيضا ... برغم مآسيها وذلك عندما قلتي :
    أجذب أمّي ، فتصرخُ وكأنّ يدي قضَمتْ يدَها !!

    تشبيه جميل ؛ وكل … كل تشبيهاتك بتلك القصة رائعة
    لكنها تكفي ثلاث فصص قصيرة أخرى .

    ومازلت
    ومازلت
    ومازلت

    في انتظار روائع ما تكتبين

    لأنني لحفيف قلمك أصبحت من العاشقين .
    ودمتِ مبدعة

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نبشت قبور الميتين بخاطري
    بواسطة مصطفى عمار في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 12-11-2010, 09:13 PM
  2. ورود على قبور الماضي ../شواهِدْ/
    بواسطة عمر زيادة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10-08-2009, 06:32 PM
  3. رايكم غاية في الاهم
    بواسطة عرار في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-10-2004, 08:34 PM
  4. بالله عليكم ما رايكم
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 29-08-2003, 04:10 AM
  5. أمريكيين عرب أشد أمركة من أمريكا شو رايكم
    بواسطة ابن فلسطين في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 17-04-2003, 08:44 PM