وبَعدُ: فإني قيَّدَ البعدُ ساعِدي
وقد راودتني في الحنينِ قصائدي
فبتُّ؛ فإما السجنُ في قصرِ غربتي
وإمّا انحرافٌ للخيالِ المُراودِ
فلا أنا أقوى قسوةَ البعدِ والنّوى
ولا أنا من سجنِ الحبيبِ بعائدِ
وأشتاقُ في هذا الوجودِ لواحدٍ
(ولا كانتِ الدنيا إذا غابَ واحدي)
سأسندُ راسي نحو صدرِ أحبتي
وارتاحُ من حِمْل الهوى المُتزايدِ
وأجعلُ من قلبي غطاءً لقلبهم
واصنعُ من روحي حريرَ الوسائدِ
وأحضنُ من بَعدِ الفراقِ ثيابَهم
وأشتمُّ عطرَ الجنةِ المُتوافدِ
إذا كانتِ الدنيا تريد اختبارنا
فإني شديدٌ عندَ خوضِ الشدائدِ
وإنْ كانَ للحسادِ عينٌ تُصيبُنا
فحسبي عليكِ اللهُ يا عينَ حاسدي
اختبار
٣٠/٧/٢٠١٨