المقعد الشّاغر...
...
في حديقة عامّة، كان هناك مقعد شاغر، في ظلّ شجرة ضخمة تُظلّه، وتمنعه من المطر.. أثارني فكتبت عنه هذا النصّ..
...
أرى هناكَ مقعدًا طِرازهُ عَتيق..
أثارني فَعدتُ القَهْقَرَا..
في ذكرياتي مُبْحِرَا..
لزمنٍ ماضٍ سَحيق..
حيثُ كانتِ المَودَّةُ مَودةً..
والصِّدقُ عُملةٌ رَائجةٌ ولا يخونكَ الصديق..
ثُم انتبهت قَافِلاً لِمشهدِ المَطَر..
ودَوْحَةٍ عظيمةٍ بينَ الشَّجر..
بَاسِقَةٍ فَارعةٍ نحو السّماء..
أغصانُهَا مُلتفةٌ، أوراقها خَضراء..
ساقها مائلةٌ للمقعدِ تَحْنُو عَليه..
كأنهَا أتتْ مسرعةً بِظِلِّهَا إليه..
مِنَ البَلَلْ تخشى عليه..
ما خطبُهَا ماذا حَصلْ؟
تحوطه بِلاَ مَلل تحرسهُ بلا كلل..
تمنعهُ من المطر أن يَمْحُوَ ما كان مِنْ أثر..
لِكُلِّ من كان هناك..
بُورِكْتَ مَجْلِسًا للوُدِّ خالصًا..
وبُورِكَتْ شجرةٌ كأنها حَارِسٌ مَلَاك..
../