عائدٌ واللهِ إنِّي عائدٌ رَغمَ التَّجنِّي عائدٌ فوقَ اغْترابِي أقتدِي صمْتِي، وإنِّي: إِنْ بدَتْ شمسُ بلادِيْ تنجلِ الأحزانُ عنِّي لمْ أخَفْ غَدرَ الليالي إنَّما الأخْطارُ فَنِّي لمْ أكنْ يوماً ذَليلاً في سَرادِيبِ التَّدَنِّي ما شَربْتُ الوَهنَ كأساً أو تلحَّفْتُ التَّمنِّي ما اقْترَفْتُ اليأسَ يوماً بينَ أضْلاعِي، وإنِّي: إنْ عجنْتُ الصَّبرَ خبزاً لم تَمُتْ بالجوعِ بَطنِي راكباً سُحْبَ حَياتِي سارقاً منها التأنِّي وصِحَافِي بارقاتٌ فاقْرَأنِّي واحْفَظنِّي ليسَ ثُقليْ جمعَ مالٍ إنَّما في العلمِ وزْني فكأنِّي سيلُ بحرٍ من علوٍّ، وكأني: سَابحاتٌ هَاطِلاتٌ تَرتجِي الأصقَاعُ مُزْنِي يا زمانَ البُعدِ بُعداً خُذْ حِمال الشّوقِ منِّي متعبٌ فيكَ رَجائي أهدمُ الحُزْنَ، وتبْنِي رُدَّني طيراً شَريداً يملأُ الأوطانَ لحْنِي لسُهولي لهضَابي لجميلاتِ التثنِّي للهوى أضْنَى فؤادي فتعَالى صَوتُ ونِّي رُدَّني للنهرِ، كانتْ مُبحراتٌ فيهِ سُفْنِي يَعزُفُ الصَّفصافُ لحناً والعصافيرُ تُغَنِّي والوُرَيْقَاتُ العَذارَى راقصاتٌ فوقَ غُصنِ أرتدي الليلَ وَحِيداً وخليليْ مَوتُ جُبْني فَسُقينَا خمرَ حُبِّ بالهوى مِن غيرِ دَنِّ ذيْ حياةٌ مِنْ رُبَا جنـّـ ـَاتِ فِردَوسٍ وعَدْنِ كيفَ نَحيا في فِراقٍ كيفَ- يا خِلُّ- أجِبْنِي؟! غُربتي وقتُ امتحانٍ يا زَمَانِي فامتحنّي في ليالٍ قاحلاتٍ وليالٍ ذاتِ مَنِّ غُربتي حِمْلٌ عظِيمٌ واحتضارٌ، غيرَ أنِّي: في سبيلِ العَيشِ مَاضٍ مُحْسناً باللهِ ظَنِّي
عائد
27/6/2009