جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــ
حديقة النعامات
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
من الحقائق العلمية ، غير الشهيرة ، أن مخ ّ النعّامة أصغر من حجم عينها ، وهذا يفسّر بعض حماقاتها ، مع أنّ وزنها يكاد يكون بوزن إنسان متوسّط القامة ، ( أسمر ومدحدح ) أو ( أبيض ومربرب ) ــ كما يحلو للعراقيين الوصف ــ ومع عمامة سوداء أو بيضاء ، ( تجاهد ) لدخول الدستور الجديد حتى لو من اضيق أبوابه !! ومن هنا دخلت طرافة النعامة ، الطائر الذي لايطير!! ،وصاحبة البيض الذي لا يؤكل !! ، تأريخ الحكاية من أجبن وأغبى مبوّباته القديمة والجديدة ، حتىّ صارت مقياسا ً لبشر جمعوا بين هاتين الصفتين الفريدتين في آن فإستحقوا الوقوع على ذات الميزان مع نعامة مزهوّة بصفاتها الطريفة على ساحة السياسة العراقية ، التي إستنعجت عليها ( ذئاب ) وإستذأبت عليها ( نعاج ) ، وكأن التأريخ نفسه ، وعلى غير توقع و دون سابق إنذار ، قد تعاطى ( الحشيش ) ، الذي راجت زراعته ، منذ زمن طويل ، تحت رعاية عمامات ( حكمت ؟! ) دولا ً أطلقت على نفسها ( إسلامية ) غايتها في الحياة أن ( تصدّر ) ثورتها مشفوعة بالمزيد من الحشيش والحشيشة إلى نعامات دول الجوار وغيرها !!

ووفقا ً لحقيقة النعامات هذه ، تتطاول كثير من العمامات ، بيضا ً وسودا ً ، على وعي من لم يدخل حديقة النعام بمقايضة ، أغرب وأعجب مافيها انها تنبع من وعي النعامة ذاتها لنفسها ولما يحيطها !! والمقايضة ببساطة مذهلة ترى : أن ( حلّ ؟! ) مشكلة دوّامة العنف المتبادل ، بين ألأطراف الداخلة والخارجةمن وإلى حرب تصفية الحسابات مع بعضها في العراق ، على حساب المواطن البرئ ، هو في : أن يتخلّى الجميع عن قيمة الحرّية مقابل الحصول على ألأمان !! وهذا يذكّرنا بمبدأ ( النفط مقابل الغذاء ) الذي حوّلته العمامات السياسية المتصارعة إلى ( التخلّي عن الحرية مقابل ألأمان ) !! متغافلة ، إما عن جهل حقيقي يؤكد كوارثية التفكير ، أو عن تغافل يؤكد إجرامية ألأجندات ، وكلاهما طامّة على البلد !! إذ أن تأريخ الشّعوب كلّها منذ نوح ( ع ) ، الذي لم يفلح في صلاح البشرية ، وحتى ألآن قد أثبت أن : التضحية بالحرّية مقابل ألأمان يفقد المرء الحرّية وألأمان معا ً !!

( التضحية بالحرّية مقابل ألأمان ) الذي تروّج له بعض العمامات في العراق يتعارض مع أبسط مبادئ ألإسلام نفسه ، الذي تمترست به أجندات المعممّين ، ومن كل المذاهب ، ويتعارض مع أبسط المفاهيم ألإنسانية على طول وعرض ألإنسانية في كلّ مكان ، ولكنه لايتعارض مع ألأجندات السياسية التي حفرتها هذه العمّات بليل أسود وعلى مستويات أقربها : إنهب وأهرب !! بدليل أن الثراء ، مشبوه المصادر ، ملازم لأشهر العمامات في عالمنا ألإسلامي السياسي ، وبدليل أن هؤلاء آخر من يجوع من المسلمين لأنهم حصّنوا أنفسهم جيدا ً من عوادي الزمان بجدران عالية من جماجم المسلمين الذين رضيوا ، في يوم أسود أيضا ً ، بدور نعامات تقودها عمامات يقاس بعدها أو قربها من رسول الله محمد ( ص ) بمدى ثرائها في الدنيا عكس ماقاله محمد ( ص ) عن آله الذين مازالوا فقراء وضحايا سياسية لأنهم لم يرتضوا لأنفسهم دور نعامات في حديقة الشيطان !!

arraseef@yahoo.com نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي