من شعر البدايات في دفتري العتييييق
هذا أنينُ النّايِ ينشجُ" ضاحكا"
.............................عند السُّرى مُتعثِّرا في سيْرِهِ
ضحك الأنينُ مَرارةً وَتَأسّياً
............................فالحقلُ محزونٌ ينوءُ بصبرِهِ
شرُّ البليّةِ بسمَةُ المحزونِ في
...........................وجه النّوائبِ هازئا من دَهْرِهِ
وهناك يضحكُ سادراً في غيّهِ
........................ضبْعٌ ويربِضُ ثعلبُ في حِجْرِه
جمَعا فنونَ الشّرِ..كيفَ تَجمَّعا!
......................والخيرُ يمضي ساعِيا في بِرِّهِ؟
يتَضاحكان بفرْحةٍ وشماتَةٍ
.............................مُستهزئانِ ببرِّهِ وَبِخيْرِهِ
في مَعْزلٍ من غابَةٍ تلقاهما
...........................يتَهارَشانِ تلذُّذا في قَهْرِهِ
أو حُفرَةٍ في قعِرِها قد خَبّآ
.................غدْرَ الزِّمان وغورُهُا منْ غَوْرِهِ
الذّئبُ يشحَذُ في الخَفا أنيابَه
........................مُتنسّكاً مُتوغِّلاً في طُهْرِهِ
يبكي على الحِملانِ منْ إشفاقِهِ
..........................بدَمٍ على أنيابِهِ أو ثغْرِهِ
وَيَشقُّ أثوابَ الفجيعةِ باكياً
......................سادَ النفاقَ وبَزَّهُ في عُهْرِهِ
والثعلبُ المكّارُ قنَّعَ وجهَهُ
......................ببراءة الأطفالِ عدّة مَكْرِهِ
فاحذرْ نيوب الذئبِ توشكُ أن تُرى
.......................حمراءَ ناطِقةً تبوحُ بسرِّهِ
واحذرْ مَكيدةَ ثعلبٍ مُتماوِتٍ
.................ينقضُّ من سَهْم القضاءِ بغدْرِه
في غابة الدّنيا الأسودُ كريمَةٌ
................تسمو بأخلاق العفافِ وطُهرِهِ
فاسكن عَرينَ الأسدٍ ليْثاً سيِّداً
...................وَدَعِ النقائِصَ للَّئيمِ وظِئرِهِ
واعصمْ بأهداب الفضيلةِ إنَّها
..................حصنُ البقاء وَدُرَّةٌ من دُرِّهِ
لكنْ تَنبّهْ فالمَصائدُ ترتدي
...........وجهَ التُّرابِ وَتَختَبي في صدرِّهِ
وانظرْ بعين الصَّقْرِ من عليائه
............لترى الدَّهاءَ مُموَّهاً في قصْرِهِ
والحظْ بعينكَ مَكرَهُ في مَهدِهِ
................لتظلَّ في عين الأمانِ وَبَرِّهِ