يا هاملَ العشقِ أشْقاني الهَوى فِيكِ
فامْتَحْتُ قافِيَتي مِنْ عُمْقِ ماضيكِ
أفْرَدْتُ حُبَّكِ لا أرنو لِفاتِنةٍ
ففي هَواكِ حَرَامٌ كُلُّ تشْرِيكِ
بَلَغْتِ في الحُسْنِ ما لا شِعرَ يَنْعتُهُ
فلسْتُ أهْلاً لِتَوْصِيفٍ يُكافِيكِ
كأنَّما اخْتَرْتِ عند الله مِنْ أَزَلٍ
هذا البهاءَ الذي يَغشى نواحيكِ
وحُزْتِ مَجْداً عظيما قد غَدَوْتِ بهِ
مَهْوى لأفئدةٍ رامَتْ مَعَالِيكِ
جُودِي بِبَرْدٍ وتَحْنَانٍ على رِمَمٍ
كانت بِمُهْجَتِها والمالِ تفدِيكِ
هُمْ ثُلَّةٌ جَاوَرُوا عَيْناً فما انتبهوا
حتى نما التوتُ لم يَلْثِمْ سَوَاقِيكِ
وأذْهَبَتْ عَنْهُمُ الوَعْثاَءَ خارِقةٌ
أوْحَتْ بِخيرٍ فطابوا بين أيديكِ
وأسَّسُوا مسجد الحجّاج وانطلقوا
يَشْدُونَ فجْراً بِقُرآنٍ مَع الدِّيكِ
للهِ دَرَّهُمُ قدْ عَزَّ نسْلُهُمُ
بالْقَاسِمِيِّ الذي قد صار يُعلِيكِ
ذاك الهُمَامُ له فضْلٌ به شهِدَتْ
كلُّ المدائن مَنْ ذا لا يُحيِّيكِ
آوَى المحاوِيجَ يَدنُو مِنْ مَوَاجِعِهمْ
فكان بالله حامِيهِمْ وحامِيكِ
صلّى الإلهُ على المختار ما نَسَمَتْ
رِيحُ الصَّبَا فانْتَشَتْ أغصانُ وادِيكِ